...(دمعه كشف مذهبه!). مع د.(مهندرنات) في قرطبة !/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري-المانيا

Sun, 11 Jan 2015 الساعة : 0:56

لم أتردد لحظة وفرحت كثيرا ووافقت فورا
 عندما أخبرني  زميلي الدكتور(مهندرنات) بأنه يريد معي(أيضا!) قضاء عطلةأعياد نهاية السنة الميلادية 2014 في إسبانيا وبالتحديد في الأندلس!.السيد الطبيب مهندرنات(هندوسي!)، ومن  أصل هندي!. كنا نطلق عليه في مستشفى (التخصص!)في المانيا،منتصف السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، لقب:(حكيم الأطباء؟) لأنه (لبق) الكلام بإمتياز،يحفظ الكثير من الحكم والمواعظ على الصعيد العالمي ومتأثر كثيرا بالزعيم الهندي الكبير غاندي!.إنه،كقدوته غاندي!،معجب جدا بشجاعة وشخصية شهيد كربلاء الخالد ،الأمام الحسين(ع)، ودفاعه عن الحق والتضحية في سبيل المباديء الدينية الصحيحة والأنسانية السامية!. أعتقد بأنه يعرف أشياء كثيرة وبالتفصيل (تأريخيا!)، عن الأسلام الحنيف بصورة عامة وفاجعة كربلاء التي لاتنسى بصورة خاصة، قد لايعرفها أبدا الذين يهاجمون الشيعة ليل نهار من العربان المتوحشين وأمثالهم (من غير الأعراب!)والذين سيطر على قلوبهم المريضة الحقد الطائفي الأعمى ووقعوا في فخه الشرير لأنهم أغبياء دينيا ودنيويا!.عندما زرنا الجامع الكبير في مدينة قرطبة الأندلسيةإستغرب زميلي عندما شاهد أن هذا المسجد العظيم الذي تم بناءه قبل حوالي ألف عام قد حوله(الدهر؟) في الواقع إلى كنيسة بنيت في داخله بعد أن تم(طرد؟) العرب من المدينة عندما إستعادها الأسبان في القرن الثالث عشر،وبالتحديد عام 1236 ميلادية.(كل مرة تقريبا أسافر فيها إلى قرطبة أزور أيضا هذا الصرح الأسلامي المشرف  فيها وأغادره بقلب حزين ولأسباب معروفة،لامجال لشرحها الآن!). لم أكن أتوقع أبدا، عندما تركنا مكان الجامع المركزي، بأن عيني(مهندرنات) بدت وكأنها تريد أن(تنفجر!) دمعا ونحن نشاهد كيف تم بناء برج أجراس الكنيسة على منارة الجامع الأصلية(المنارة أصبحت "ملفوفة" بالبرج بغض النظر عن بعض الفتحات الواسعة نسبيا!)،والمرء يستطيع رؤيتها بلونها الأصلي(الأحمر الفاتح!)، وكأنها تنادينا: إنظروا! كيف عملت النوائب بي؟.إنه بحق!، منظر(رهيب؟)،يجرح القلب (الرقيق!). لقد ظن زميلي الطبيب(والأنسان بكل معنى الكلمة!) بأنني أضن بدموعي في مثل هذه الحالات المحزنة وإستغرب نوعا ما عندما رأى عيني وقد إغرورقت بالدموع!.في هذه اللحظة بالذات كانت هناك عائلة عربية(مسلمة؟) من شمال أفريقيا تقوم أيضا بمراقبة المنارة(المنكوبة؟) ويتحدث أفرادها(بمرارة؟) عن هذا المشهد المحزن!(هذا البناء مزدحم دائما تقريبا من السواح الأسبان والأجانب خصوصا!).  د.مهندرنات تأملهم بتركيز(نسر هاجم فريسة!) وقال لي: يبدو أنهم حزينون مثلنا ولكنهم "لايذرفون الدمع"!(مثلك ياحسين!).أجبته بأسى("ومسحت جرحا نازفا بفؤادي"!): لقد جبلنا ياعزيزي(وأقصد هنا طبعا أتباع أهل البيت الأطهار!)على ماتراه!، رقة قلب وعاطفة جياشة!، وتابعت: وذلك لأن الأحداث الكارثية التي مرت بالشيعة البررة وقاسوا ماقاسوا منها منذ إستشهاد سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(كرم الله وجهه!)،وخاصة بعد واقعة الطف الخالدة في كربلاء وإستشهاد سيدنا الحسين(ع) وأبناء بيته الأطهار ومن كان معهم من المؤمنين الصادقين البررة،والتي لاتزال(الأحداث الكارثية!) نوعا ما مستمرة، قد جعلت قلوب الشيعة ،بصورة عامة، رقيقة جدا.إنهم يقاومون الظلم والأضطهاد بثبات في كل زمان ومكان، متخذين من جهاد الأمام علي(كرم)و تضحيات ذريته الطاهرة(وخصوصا في كربلاء!) في سبيل الحق، مثالا ساميا و(محركا!) لايتوقف، يتحدى الزمن وسيرافقهم إلى قيام الساعة وأصبحت العاطفة(وخاصة الدينية!) قسما رئيسيا لايتجزأ من سايكولوجية (المسلم) الشيعي!، وأضفت: ويشهد الله! لقد زرت معظم الدول العربية والأسلامية ولكني لم أر قلبا رقيقا وعاطفة جياشة(دينية وإنسانية!) كما هو الحال عند الغالبية العظمى من الشيعة!. عندما فوجئت بسؤال غير متوقع أبدا من زميلي(الهندوسي!) وهو: ومتى نزور معا قبر شهيد كربلاء الخالد ياحسين؟، أجبته، متعجبا ومتفهما!، بأن هذا ممكن!........ولكن؟

Share |