هل سيحقق العبادي المستحيل ؟؟/غفار عفراوي
Fri, 9 Jan 2015 الساعة : 0:19

بعد عام 2003 كان الشعب على موعد مع الديمقراطية والإنتخابات، ووصلت الأغلبية المحرومة والمقهورة والمهجّرة والمهاجرة إلى سدة الحكم، وبدأت الوظائف الكبيرة تنهال على بعض الوصوليين والانتهازييين من كل حدب وصوب (وهي بطون جاعت ثم شبعت)! ويا ويل المجتمع الجائع حين تغدق عليه الأموال والمناصب والحريات وهو بلا دين وبدون توعية أو تثقيف أو رادع وطني ! أضف إلى ذلك فتح قوات الإحتلال – بجميع مسمياتها - أبواب السرقة وغض الطرف عن عمليات الفساد الكبرى أو المشاركة فيها في أغلب الأحيان تربيةً للمجتمع على السرقة!
كل ذلك ساعد على تغلغل الفساد الإداري والمالي حتى أصبح مَلَكة في عقول وضمائر الشعب العراقي ووصل الحال إلى طريق صعب إن لم اقل مسدود من حيث المعالجة لأننا لم نتقيه في بدايته حتى استفحل وصار مرضا مزمنا، وأكاد أجزم انه لا تخلو عشرة عوائل من شخص فاسد في دائرته أو مؤسسته غير الحكومية، كأن تكون منظمة مجتمع مدني أو إتحاد أو نقابة أو منتدى أو غير ذلك من أسماء ما قامت إلا للسرقة ولا تأسست إلا للإفساد في بلد ضاع فيه الحابل بالنابل فأصبح بؤرة تخشى منها العوائل النزيهة والأشخاص الاصلاء أن يغيرهم الزمن ويجرفهم التيار.
أعتقد أن الحلول صعبة لأن الفساد موجود في كل مفاصل الدولة من رأسها حتى أخمص قدميها، فمن الذي سيقوم بعملية العلاج، وهل فاقد الشيء ممكن أن يعطيه؟!
وهل ستكون الحكومة الجديدة برئاسة السيد حيدر العبادي قادرة على تخطي عقبات المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية التي أثرت على بناء الدولة العراقية الجديدة، وهل ستفشل الخطوات التي يقوم بها رئيس الحكومة من إقالات وتهديدات بمحاسبة "حيتان " الفساد الذي تكاثروا وتناسلوا حتى صارت لهم دول تحميهم ومافيات تتحرك لانقاذهم في وقت الجد ؟
الوضع العراقي مأساوي في كل المجالات، وتعديل المسار وتصحيح المنهج صعب جداً إن لم أقل أنه مستحيل .. فهل سيحقق حيدر العبادي هذا المستحيل ؟؟
كاتب عراقي