القاعدة تخالف القاعدة- زين العابدين مصطفى
Thu, 15 Sep 2011 الساعة : 17:03

انا لست فقيها او عالما بامور الدين ولكن اعلم ان .
الدين الاسلامي الذي جاء به النبي الكريم محمد (ص) وبلغه الى الامة ليخرج الناس من الظلمات الى النور. من غياهب الجهل والانحراف والضلالة الى الهدى والسلام والعدل واحترام قواعد العيش المشترك بين ابناء البشر على وجه البسيطة وكان مصدر لكل قوانين النظم التي تحتاجها المخلوقات على سطح الارض ولم يكن الدين الاسلامي العظيم قاصرا عن التعامل مع كل المتغيرات والتطورات التي رافقت تطور ونضوج العقل الانساني حتى يومنا هذا والى ان تقوم الساعة فهو الدين الذي يصلح لكل الازمنة والعصور ومصدر الحلول لكل المتغيرات والاحداث الكونية والعلمية التي صاحبت التطور البشري الذي نشهده اليوم او الذي ياتي مستقبلا .....
قال تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) ..هذا نصا قرأني الهي لا يقبل التاويل او الاحتمالات التي قد يحاول البعض تسويقها من باب الاجتهاد او العلم بالشيء وهذا يعني ان دين الاسلام جاء وبلغ الى الامة كاملا غير منقوص وواضحا ميسر الفهم والتأويل في كل ما يخص امور العبادة لله الواحد الاحد وتنظيم حياة الفرد والامة في الاجتماع والاقتصاد والعلم والاعمار والحقوق والحكم والسياسة وتيسير كل ما يخدم صالح الانسان وبنائه وتحريم ما يضر بطبيعة تلك العلاقات واهدافها وغاياتها التي ارادها الله تعالى لتنعم البشرية بالسلام والامن والرخاء في ظل قيم الدين الاسلامي ومفاهيمه العظيمة التي لايمكن تحريفها او تسويقها بشكل لا ينسجم مع النصوص الالهية الواضحة ..
وعن الرسول الاعظم محمد (ص) قال ( المسلم من سلمت الناس من يده ولسانه ) ..وانا كانسان بسيط لا املك العلم الواسع الذي يجعلني عالما بامور الدين او فقيها بها عندما اقراء هذا الحديث النبوي الشريف افهم من خلاله ان المسلم الذي دخل دين محمد لن يكون مسلما الا بشرط ان يكف اذاه عن الناس عن طريق يده او عن طريق لسانه وهذا الحديث لا يقبل التأويل او اي احتمالات اخرى ..اذن من الواجت الذي يفرضه علينا دين الاسلام هو كف الاذى عن الاخرين وعدم التعرض لحياتهم وشوؤنهم الخاصة الا بالحسنى والنصح الجميل المهذب الذي ينسجم مع مفاهيم ومعايير الدين وظوابطه وان مخالفة هذه المعايير والظوابط يبعدنا عن الاسلام كل البعد ولا يمكن تسمية الانسان مسلما ان لم يكف اذاه عن الاخرين ..
وهذا ما يمكن فهمه بشكل مبسط من قبل عامة الجمهور و لا يحتاج الى تفسير او تاويل او دراسه او تنظير من قبل علماء الفقه والتفسير ومن هذا المنطلق الواضح والمفهوم الجلي يمكن مخاطبة تلك الجماعات التي اتخذت من الاسلام ومن مفاهيم الدين الحنيف اسماء ومسميات منحرفة خدمت فيه اغراض الشيطان واهدافه المنحرفة واخذت تتاجر بارواح الناس وحياتهم على هواها مدعية انها تطبق شريعة الله واوامره التي غاب او صعب على عامة الناس فهمها او ايجاد تفسير لها ينسجم مع تعاليم الدين ومفاهيمه الواضحة ..الاسلام يقول ان المسلم من سلمت الناس من يده ولسانه ..ويقول الناس عامة ولم يحدد فئة معينة او مذهب محددا او امة معينة بل قال الناس جميعا اي كف الاذى عن طريق ليد واللسان عن كل الناس بغض النظر عن ديانتهم او معتقدهم او قوميتهم وغيرها من الاختلافات التي ارادها الله تعالى للبشرية ..اذن كيف يمكن مخاطبة تلك العصابات الاسلامية التي تدعي سرا وجهرا انها تدافع عن دين الله وتطبق شريعة الله تعالى وتتخذ اسماء وعناوين اسلامية كبيرة في معناها وتحت هذه الاسماء والعناوين البارزة تغتال حياة الناس الابرياء وتغتصب كل حقوقهم وتحرم عليهم كل ما احل الله لعباده من طيبات ومناسك وتشريع ..والاسلام يقول ان المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقد استباحت الجماعات المنحرفة كل هذه الحقوق التي فرضها الله تعالى بين المسلمين وحرم استباحتها من قبلهم ولا ادري كيف تقنع عصابات القاعدة وغيرها من عصابات القتل والانحراف جمهورها بكل الاعمال التي تقوم بها وهي اعمال منافية لابسط المفاهيم التي جاء بها الدين الاسلامي ..
اليوم تواصل عصابات القاعدة اعمالها التي لا ترضي حتى الشيطان من ذبح وقتل وتمثيل بجثث الابرياء ومن كل المذاهب والطوائف فهي لا تستثني احدا من خصومها ممن لم يشاركها بفكرها المنحرف الشاذ وهي غالبا ما تستهدف المسلمين خاصة ممن يخالفها في الفكر والمذهب والاتجاه من بقية المسلمين من المذاهب التي لا تنسجم مع مشروعها الفكري الدموي الشاذ الذي خرج عن كل المفاهيم والاعراف الانسانية والدينية باختلاف شرائعها ومعتقداتها ..
القاعدة او تنظيم القاعدة الذي انبثق وترعرع في الجزيرة العربية ومن اقدس بقاع الارض في العالم من الارض التي شرفها الله تعالى ببيته العتيق وجعلها قبلة لكل المسلمين وانزل فيها كتابه العزيز القران الكريم وشرف اهلها ان جعل خاتم انبيائه ورسله من اهلها وهو نبي الرحمة والسلام محمد صلى الله عليه واله .
القاعدة او تظيم القاعدة تواصل اعمالها الاجرامية باسم الاسلام وباسم الدين.. اعمالها التي لا يمكن لانسان عاقل او دين او شريعة سماوية او وثنية تبرير تلك الاعمال والافعال التي تتصف بالانحراف والشذوذ وتنافي ابسط النظم والمفاهيم الانسانية الطبيعية الموجودة بين ابناء البشر. هذه القاعدة التي تدعي انها تطبق شريعة الاسلام وتنظوي تحت لواء الاسلام وتدافع عن قيم الاسلام وتحارب القوى الكبرى واليهود الزنادقة لم نسمع يوما انها قتلت يهوديا او دافعت عن بيت المقدس الذي مازال يرزح تحت وطاة اليهود وهو اول قبلة للمسلمين ولم نشهد لها انها وقفت مع حقوق الشعب الفلسطيني او مع مقاومته للا حتلال الصهيوني ولم نشهد لها انها اطلقت اطلاقة واحدة ضد قواعد ومعسكرات الامريكان الموجودة في دول الخليج ..التي تدعي محاربتهم ومقاومتهم
ولكنها تواصل عملها في تفجير الاسواق المكتضة بالناس الابرياء والجوامع والحسينيات التي اكتضت بالمصلين وحتى خلال شهر رمضان الذي حرم فيه الله القتال ضد المشركين الا على من اعتدى منهم على المسلمين والقاعدة لا تحرم ذلك ولا تؤمن به فهي تقتل وتنحر الابرياء في كل مكان وبطرق وحشية مروعة لا يمكن تبريرها ..ولا تفرق بين مذهب واخر فهي تقتل السنة والشيعة معا في تفجير الاسواق والمدارس والحسينيات والجوامع وتحتفل بتلك الاعمال مكبرة الله اكبر الله اكبر ..
انها القاعدة التي تذبح المسافرين على الطريق وتغتصب النساء وتدفن الاطفال احياء متقربة بذلك العمل الى الله تعالى معلنة مواصلة جهادها وعلى كل الجبهات وضد كل المسلمين بمذاهبهم وقومياتهم وطوائفهم دون استثناء او تمييز ولا ادري كيف يوهمون مرتزقتهم وضحاياهم من الانتحاريين الذين ينفذون هذه الاعمال الاجرامية البشعة وكيف يوقعون بهم وما هو الجزاء الذي يبشرون به اولئك الرعاع الساقطين ؟؟ هل هو وجبة عشاء دسمة مع الرسول الكريم (ص) ؟؟ حاشا لرسول الله تعالى من تلك الصحبة ام انهم احياء عند ربهم يرزقون ؟الم يكن فيكم رجل رشيد ؟؟ الا تبا لكم من شياطين ملعونة استباحت كل محرمات الله وقتلت النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق ومن اين لكم هذا الحق ومن اي ملة انتم وفي اي دين تدينون ؟؟
ومن المؤسف جدا و رغم كل الاعمال الوحشية الجبانة التي تقوم بها افاعي القاعدة الا ان هناك قصور كبير وواضح من قبل الكثير ممن يدعون انهم علماء الامة وقادتها والقائمين على تطبيق الشريعة والدين وانهم الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر ممن يعتلون المنابر العالية الفخمة ويؤمون المسلمون في عباداتهم ومناسكهم ولا يتعرضون لتلك الاعمال الوحشية القذرة ولا يبرؤون منها وممن يدعمها او يرتضيها وبعض اولئك العلماء وخاصة في السعودية التي تعتبر هي المصدر الرئيس الداعم للقاعدة والممول الكبير لاعمالها ونشاطاتها اصبحوا من المتحدثين باسم القاعدة ومن الراقصين لاعمالها ومن دعاة الفتنة والعبث والانحراف الداعم لتلك الافكار والاعمال والافعال والمخططات التي ما هي الا انقلابا كبير على دين محمد و ردة واضحة على مفاهيم الاسلام وتعاليمه السمحاء ..وكذلك فان هناك قصورا وتهاونا واضحا من قبل الاعلام العربي الشعبي الحر والحكومي المرتبط بمصدر القرار في الدول العربية والاسلامية من تلك العصابات المجرمة التي شوهت صورة المسلمين وجعلت منهم مصدر للارهاب والقتل العشوائي وكل الاعمال المخزية التي يبرئ منها الاسلام والعرب خاصة وهي دخيلة عليهم وعلى اعرافهم واخلاقهم الاصيلة والتي وصفها القران الكريم (كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ولا ادري ان كان هذا الوصف العظيم الذي خص الله تعالى به امة العرب ينسجم واعمال القاعدة ؟
انها القاعدة او تنظيم القاعدة التي خالفت كل القواعد وكل المفاهيم الاسلامية العظيمة التي جاء بها دين الاسلام الذي كان مصدر كل التشريعات والقوانين العادلة التي عملت على حفظ حقوق الانسان وصيانة كرامته وشرفه وحرية فكره ومعتقده ..القاعدة التي خالفت القاعدة في كف الاذى عن الناس ومن مختلف مشاربهم الفكرية والعقائدية واحترام مناسكهم وعباداتهم ..القاعدة التي استباحت واغتالت حياة الابرياء العزل وحولت حياتهم الى جحيم باسم الدين ودفاعا عنه
وهي تعتبر كل تلك الاعمال جهادا في سبيل الله ودفاعا عن ثوابت الاسلام ..اشاعوا افكار التطرف المنحرف بين اوساط الشباب فجعلوا الابن يقتل ابيه والاب يقتل ابنه او يقوم الابن من تطليق امه من ابيه وتزوجيها لاحد الامراء في هذا التنظيم او يقوم الاخ باهداء شقيقته الى احد زنادقة هذا الفكر الوهابي الملعون ..هذه هي افعالهم واعمالهم التي تخالف كل الشرائع السماوية والقوانين التي تنظم حياة البشر السوي على الارض . وحياتهم وسلوكياتهم تشبه الى حد بعيد حياة الغجر اللذين يعيشون على البغاء والمتاجرة بالمحرمات واكثر مصادر تمويل عملياتهم الاجرامية تاتي عن طريق الاتجار بالرقيق الابيض او بالمخدرات والجنس الفاحش والسلب والنهب وليس لهم مصادر مشروعة للكسب او للتمويل غير تلك الاعمال القبيحة ..
هذا هو تنظيم القاعدة الذي يدس السم بالعسل لضحاياه الذين تستهويهم شعاراته البراقه في بادى الامر ثم يقوم بغسل ادمغتهم بالجنس والمخدرات والافكار الشاذة حتى يسقطوا في حبائله الماكرة فيصبح لا حول لهم ولا قوة ولا فكر وعند ذلك يكونوا اداة طيعة بايدي تلك العصابة لتنفيذ عملياتهم الاجرامية في حمل الاحزمة الناسفة لتفجير الاسواق والمدارس والجوامع بهدف قتل المزيد من الابرياء والعزل .. فهذا التنظيم قد اعلنها حربا ضد كل المسلمين وعلى مختلف طوائفهم وقومياتهم ..
تنظيم القاعدة الارهابي الوهابي الذي خالف كل قواعد الحرب والعداء وكان عبارة عن خفافيش ظلام سوداء تفتك بضحاياها العزل في المناطق الامنة وفي الاوقات التي تشهد فيها الاسواق والمدارس والجوامع زخما بشريا بهدف ايقاع اكبر عدد من القتلى من النساء والاطفال والشيوخ وهم غير قادرين على المواجهة مع عدوهم في ساحات النزال المشرف لانهم عناصر شاذة لا تملك الرجولة او الشجاعة لمواجهة خصمهم في ساحات قتال مشرف فتراهم كخفافيش قذرة تتسلل بين جموع الناس في الاسواق او الجوامع لينفذوا اعمالهم الشريرة بطريقة دموية بشعة ..
تنظيم القاعدة الارهابي خالف كل قواعد الطبيعة وهو يزعم ان قتلاه المنتحرين بين صفوف المصلين في الجوامع او الكنائس في الجنة تحف بهم الملائكة .ولا ادري اي جنة يقصدون اهي جنة البغاء والمخدرات واللواط والجنس الفاحش ام هي جنة خاصة لكلاب هذا التنظيم المنحرف الذي اعتدى على كل القيم السماوية السمحاء المنافية لاعماله المنحرفة وسلوكه الشاذ الذي اراد به الخروج على دين الله وتعاليمه الواضحة .
واذا تم اجراء مقارنة بسيطة بين جرائم وسلوك العدو الصهيوني الذي يعتبره العرب والمسلمين عدوهم الاساسي والذي يجب مقاومته بكل الوسائل والسبل بمافيها المواجهة العسكرية وبين جرائم وسلوك تنظيم القاعدة الارهابي ضد العرب والمسلمين وخاصة تلك الجرائم التي يقوم بها هذا التنظيم الوحشي في العراق نجد ان جرائم العدو الصهيوني لا يمكن مقارنتها بشكل منصف وعادل مع تلك الجرائم البشعة والسلوك المشين القذر لتنظيم القاعدة فهي جرائم وسلوك مريض لا يمكن مقارنته حتى مع جرائم الد اعداء الاسلام واشدهم حقدا عليه ..
هذا التنظيم الارهابي احتضنته وللاسف دول عربية واسلامية لها مصالح رخيصة ومفضوحة في العراق ومن بين هذه الدول بشكل خاص العربية السعودية مصدر هذا التنظيم والداعم الاول له وخاصة عائلة ال سعود اليهودية التي تتربع على عرش بلاد الحجاز منذا عشرات العقود من الزمن وهي مدعومة من قبل الموساد الصهيوني وهي العين الساهرة على مصالح امريكا واسرائيل في المنطقة والكلب المدلل لاسرائيل عدو العرب والمسلمين الاول كما يدعون حكام العرب والدولة الثانية التي تحتضن هذا التنظيم وهي دولة ايران الاسلامية صاحبة الثورة الاسلامية ذات الشعارات العريضة التي حاربت بها العدو الصهيوني وقدمت كل الدعم والتسهيلات لعناصر تنظيم القاعدة في اراضيها من معسكرات وسلاح وتسهيل مرورهم وتنقلهم بين العراق وافغانستان لتنفيذ عملياتهم الاجرامية في كلا البلدين المسلمين ..
ومن اجل الحقيقة نقول وان كان ذلك سيفتح علينا افواه المنافقين والدجالين بالشتائم واالسباب ولكن يجب قول الحقيقة وان كلفنا ذلك حياتنا نقولها وبصريح العبارة ان الخطر الداهم الذي يهدد العرب ويهدد الاسلام وبقائه سياتي من السعودية وايران حصرا وهم اللاعبان الاساسيان في كل الفتن والمصائب التي تحل في العالم العربي والاسلامي اليوم وهم شريكان اساسيان الامريكا واسرائيل في تنفيذ مشاريعهما ومخططاتهما الاجرامية في المنطقة ..ولهذا فان تنظيم القاعدة الارهابية صنيعة السعودية وايران يقاتل في العراق وافغانستان وباكستان ضد الابرياء العزل عن طريق المفخخات والاحزمة الناسفة نيابة عن اسرئيل التي تغتصب القدس الشريف الذي يحتضن القبلة الاولى للمسلمين وقد اصبحت اسرائيل عدوالعرب والمسلمين شعارا فقط وتحت هذا الشعار الزائف نجد الحلف الملعون بين اسرائيل وعملائها في المنطقة وعلى راسهم السعودية وايران وتنظيم القاعدة الذراع الطولى لهذا الحلف المشين ..
قال تعالى في محكم كتابه العزيز
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُون) )