التورط الامريكي الثاني في العراق ودور التحالف العراقي الايراني في دحره/صباح الموسوي

Mon, 5 Jan 2015 الساعة : 0:24

-يتميز المشهد اليساسي العراقي الراهن بالتداخل والتدخل والتشابك والاشتباك بين القوى المحلية والاقليمية والدولية, فبعد ن أٌجُبرت قوات الاحتلال الامريكي على مغادرة العراق بفعل تصدي المقاومة الوطنية والشعبية للغازي وتكبيده الخسائر الجسيمة وتحويل وجوده الى جحيم, تدخل اليوم من خلال شباك داعش التنظيم الصهيوني المتكون من عملاء عرب مجندون لدى الكيان الصهيوني يتبعهم مقاتلون مرتزقة أوجهلة وبجسم عسكري- امني استخبارتي من فلول النظام الساقط بالاحتلال. ولم يكن اطلاق داعش سوى ذراعاً صهيونيا لاشعال حرب طائفية اثنية في العراق وسوريا ولبنان خاصة والمنطقة العربية عامة بعد ان عجز جيش الكيان الصهيوني اللقيط في مواجهة المقاومة اللبنانية والفلسطينية المدعومة من قبل سوريا وايران واطراف عراقية في النظام وخارجه.

لم يكن تصريح جون ماكين بعد الأيام الأولى التي أعقبت سقوط الموصل واصفاً وجود الحرس الثوري الإيراني في العراق بـ«المخيف»، واعتباره إعلان الإدارة الأميركية عدم نيتها التدخل العسكري لمساندة بغداد يعني اعطاء ضوء أخضر للتدخل الإيراني! .

راهنا, جاء الكشف في سياق المعارك المحتدمة في المناطق العراقية المحتلة من قبل داعش عن وثائق ومعدات تثبت تورط السعودية والاردن وقطر وتركيا في تمويل ودعم هذه التنظيم الصهيوني الارهابي, كما اصبح اشتراك ايران في الحرب امر محسوماً ومعلوما, ويعترف اليوم أصحاب الشأن في العراق بدور الجهد الايراني العسكري الحاسم في انقاذ اربيل وبغداد من السقوط السريع بيد داعش كما سقطت الموصل وصلاح الدين والانبار. كما لوحظ وجود خبراء روس في قواعد جوية عراقية.

مما دفع القوات الامريكية الى توجيه ضربة الى قوة عراقية – ايرانية مشتركة كان هدفها اغتيال القائد الايراني الذي يشرف ميدانيا على قيادة المعارك وبعد سقوط ضحايا هذا القصف ب ” الخطا” ونجاة قائدها الملقب < ب عماد مغنية ايران> تم اغتياله بواسطة سلاح قنص عن بعد مسافة طويلة كانت قد رمته الطائرات الامريكية الى داعش على عجل وعن طريق ” الخطأ” ايضاً, ليعقبه بعد يومين اغتيال قيادي اخر اثناء قيادته المعركة, بهدف ارباك القوات العراقية المهاجمة من جهة والحفاظ على خط التوازن العسكري الذي رسمته القيادة الامريكية, الخط الضامن لإطالة امد القتال حتى يتحول الى حرب اقاليم طائفية عنصرية وفق الاعلان الرسمي الامريكي, من ان الحرب على داعش قد تطول الى عقد من الزمان.

وقد قيم الوضع رئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش العراقي المنحل على يد بريمير والذي انتقل الى صفوف المعارضة عام 1995 واصبح مستشاراً عسكريا للرئيس بعد الاحتلال قبل ان ينسحب بهدوء من العملية السياسية برمتها بقوله <الحقيقة التاريخية – بصرف النظر عن طعمها لهذا وذاك – هي أن الدعم الإيراني كان مؤثرا وأكبر كثيرا من المعلن، وهو ما ساعد العراقيين على تأمين مواقع صد وتقدم ناجحة رغم بطئها>.

ولعل زيارة وزير الدفاع العراقي بصحبة وفد من القادة يرتدون الزي العسكري العراقي الرسمي ما قبل الاحتلال ووتوقيعه مع نظيره الايراني مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري بين البلدين،قد وضعت التحالف الايراني العراقي المدعوم روسيا في اطاره الرسمي العلني حيث اعلن وزير الدفاع العراقي “أن دعم إيران للعراق بات أمراً إستراتيجياً وضرورياً” و”حدثا تاريخيا مؤثرا يختلف عن سلوك البعض” و”الدعم الشامل من جانب طهران للقوات المسلحة العراقية، عزز التضامن بين البلدين وكان له دور حاسم في انتصارات الجيش العراقي في مختلف المناطق”.

لترسل المذكرة رسالة واضحة ومحددة للقوى المحلية والاقليمية والدولية التي تعمل على تقسيم بلاد الرافدين إذ ” تتضمن تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الجانبين واستمرار التعاون في مجال بناء جيش وطني للحفاظ على وحدة الاراضي العراقية واستقرار البلاد”.

*صباح الموسوي منسق التيار اليساري الوطني العراقي

Share |