الحكومة الاسرائيلية ترتكب خطأ وراء خطأ-محمد جاسم الآلوسي

Wed, 14 Sep 2011 الساعة : 23:14

صدر تقرير الامم المتحدة الذي كان يترقب صدوره من منذ فترة طويلة مصطحباً الاحداث معه ، فقد تسرب التقرير الى الصحافة الامريكية قبل ان يعلن عنه من قبل الامين العام للامم المتحدة. فالتقرير بعيد كل البعد عن العدالة والحيادية والانسانية. فضلاً عن تأثير نشاطات اللوبي والاعلام الاسرائيلي على توجيه مضمونه. والحالة لاتتلائم مع أسباب تأسيس وتواجد الامم المتحدة. فقد حان الوقت لتقوم الامم المتحدة باعادة النظر في هيكلتها بعد ان غدى إسهامها للسلام العالمي موضوعاً للنقاش...
ويرد في التقرير بان الحصار المفروض على غزة حصار محق، وإن للسفن الاسرائيلية الحق في ايقاف السفن التي تحاول كسر الحصار، في المياه الدولية. ويوصي التقرير إسرائيل بالاعراب عن أسفها (وليس الاعتذار) ودفع التعويضات لعوائل الذين فقدوا حياتهم في عملية إقتحام مرمرة الزرقاء. مع العلم ان اسرائيل إنتهكت القوانين الدولية وإقتحمت سفينة خارج مياهها الاقليمية وتسببت في مقتل تسعة مواطنين أتراك. فليس هناك ما يمنح الشرعية للقيام بعملية إقتحام لسفينة تحمل على متنها أناساً أبرياء بينهم نساء وأطفال إجتمعوا من أجل تقديم المساعدة لاغير. وقد كررت إسرائيل نفس الخطأ بقتلها خمسة جنود مصريين، وأعربت عن أسفها فقط. لان "الأسف" تعبير يستخدم لمراوغة الاحداث وهو تعبير في الهواء. وسيقوم الجانب التركي بنضاله الحقوقي دولياً من أجل إزالة الغبن عن أقارب المتوفين في الحادث. هذا وستتم مناقشة شرعية الحصار المفروض على غزة أكثر من بعد الآن.
إن الاخطاء التي ترتكبها الادارة الاسرائيلية سواء في السياسة الخارجية أو السياسة الداخلية، تثقل كاهل الشعب الاسرائيلي ايضا. فكما هو معروف أن إسرائيل تواجه أكبر الاحتجاجات في تاريخها، حيث يطالب مايقارب 500 ألف من الشعب حكومة نتانياهو بالاستقالة، ويترقب عن قريب ان يصل العدد الى مليون شخص. فالشعب الاسرائيلي يشكو من غلاء المعيشة، والفساد، وموقف الادارة المتعجرف تجاه الدول الاخرى في المنطقة. وعليه فان حدوث"ربيع اليهود" في اسرائيل وتحول "ميدان المدينة" في تل أبيب الى "ميدان التحرير" رمز الحركات الشعبية العربية، ماهو إلا مسألة وقت...
والآن على المسؤولين الاسرائيليين الاخذ بعين الاعتبار الحقائق الجديدة للمنطقة والعالم، وأن ترى إسرائيل ضرورة التوجة نحو " السلام" بدلاً عن خلق سياسة "وسط الصراع وعدم الاستقرار".

Share |