يعيش العالم اليوم اعياد الميلاد في  (25 يناير عند نصارى الغرب وفي 6 يناير عند نصارى الشرق ) ، وهي بدء السنة الميلادية المتبعة في اغلب اصقاع الأرض ، وهي منسوبة الى ذكرى ميلاد السيد المسيح  في مدينة بيت لحم الفلسطينية ،ومع انه لاحقائق تاريخية تثبت ان ميلاد السيد المسيح خلال هذه الأيام ، ولكن الأمر اصبح كالمسلّم به لكثرة ما توارث ان المعروف تاريخيا ً انه ولد قبل موت هيرودس الكبير بسنوات مما يجعل ولادته الحقيقية  سابقة لبداية التاريخ الحالي للسنة الميلادية بسنوات .
القرآن يشير الى ان الولادة في الصيف :
يشير القرآن الكريم في سورة مريم بوضوح الى ان ولادة السيد المسيح كانت في الصيف بدليل ان عثق النخلة لايزال يحمل رطبا ً :
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)
وهذا يبين بوضوح ان الولادة الحقيقية هي ابعد ما تكون عن ايام الشتاء التي نحتفل بها اليوم ، ومما يدعم ذلك ما مذكور في انجيل متي ،من ان نجما ً براقا ً عظيما ً قد ظهر بالتزامن مع ميلاد السيد المسيح ،وهذا ما اثبته بحث علمي فلكي حديث نشر في صحيفة التليجراف البريطانية والذي يشيرالى ان الولادة حصلت في منتصف شهر يونيو ، واعتمدت على ظاهرة فلكية هي اقتراب كوكبي الزهرة والمشتري من بعضهما مما ادى الى ظهورهما كنجمة براقة في السماء وهذا ما نقل تاريخيا ً حول نجمة عيد الميلاد حتى لدى العامة .
تشتمل اليوم أعياد الميلاد على احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وتناول عشاء الميلاد، علمًا أن أعدادًا كبيرة من غير المسيحيين تحتفل بالعيد أيضًا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم وفي الوطن العربي يعتبر عطلة ،في سوريا ولبنان ومصر والأردن وفلسطين و العراق. كذلك، يعتبر عيد الميلاد من أكثر المناسبات التي ينفق عليها البشر مالاً ، كما يوجد لهذه المناسبة أغاني موسيقة وأفلام ومسرحيات عديدة تتناولها، بأبعادها المختلفة  وفي المدن والبلدان التي تتواجد  فيها ديانات متعددة كالمسيحية والاسلام واليهودية ،نجد ان تلك الليلة توحدهم وتتجه الناس جميعا بروح الأحتفال متناسين الخلافات التي فرقتهم .
مناسبة للتأمل :
على كل حال  فالسنةالميلادية هي التي تدون فيها تواريخ ميلادنا ووفياتنا ونشاطاتنا المهمة خلال العام فهي سجل حياتنا  وبالتالي فمن الضروري ان تكون لكل منا وقفة لمصارحة النفس في ختام عام مضى وقدوم عام جديد ماذا قدمنا ما الذي كان جيدا ً وما الذي كان سلبيا ً كيف نطور الجيد ونتخلص من السلبي، كما قد نكون قد فارقنا خلالها احباب وكسبنا فيها اصحاب  انها بأختصار فرصة للتأمل حيث نتهيأ لملئ صفحات السنة القادمة ان نحرص بما اكتسبنا من خبرات على ان تكون مشغولة بما هو عمل جاد ترضى عنه انفسنا .
نتمنى للجميع اعياد مملوءة بالسعادة والفرح وان يعم السلام والرفاه وصوت العقل  عالمنا ، بعيدا ً عن الجشع وحب التملك والسيطرة والدسائس والفتن والأرهاب والحروب .
[email protected]