لايستطيع النجار ان يصنع كرسيا بدون توفر الخشب والمسامير والمطرقة وكذلك الحداد فأنه يحتاج الى المطرقة والسندان والنار ، ومع التطور فأن النجار ابدع في عمله وانتاجه وصار يعطيك ابواب وشبابيك جميلة وحديثه ولكن ادواته ثابتة خشب ومسامير ومطرقة ، شعرائنا الشباب استغنوا عن تلك الادوات واستخدموا( الغره والمعاكس الرديء) بدلا من استخدام المسامير التي تربط الخشب مع بعضه بقوة وبذلك سيكون انتاجه لايتصف بالديمومة والبقاء الى اجل بعيد وكانت اشعارهم مبنية على قطع نثرية كلمة هنا وكلمتين او ثلاث هناك ولربما بعد ذلك ستنزل للاسواق موديلات حديثة من الشعر لانعرف منشأها وغير خاضعة ( للايزو) اي المواصفات وقد طرق سمعي هذا اليوم مصطلح جديد( قصيدة النثر النثروية) و ( الشعروية ) ولااعرف هذه الاية على اي نبي نزلت واسباب نزولها ، وهؤلاء الشباب يتحدون شعرائنا الكبار مستمرين على هذا اللون من الشعر وكأنما اخذتهم العزة بالاثم فمنهم من يستخف بالزهاوي والاخر بالرصافي ولا ادري غدا سيرفعون تمثال المتنبي لانه شاعر كلاسيكي ويحكي مصائب زمانه والحرب بالاسيف ونحن في عصر التطور والحداثة نستخدم المسدسات الكاتمة للصوت ، ويجب علينا نحن الشباب ان نتحرر من القوافي المقيدة ولاداعي للاوزان ، نحن نريد ان نعبر عن مشاعرنا وخيالنا دون قيود ، ياعزيزي ان التطور والحداثة لاتتناول اي شيء فما بالك بالقرآن الكريم بلغته وفصاحته وبلاغته وقواعده والذي جاء متحديا شعراء الجاهلية ومعلقاتهم التي كتبت بماء الذهب فهل بالحداثة يمكن ان نطور القرآن او نعيد صياغته طبقا لتطور العصر ، فأنك لاتستطيع ان تأتي بكلمات او مفردات جديدة غيرماموجوده في لغتنا العربية ولايمكنك تجاوز الوزن الذي يعني العقل والاتزان فأذا قلنا هذا الشخص غير متزن او غير منضبط فأننا نعني انه يتصرف ويتكلم خارج حدود الادب واللياقة والمنطق ، وبالتأكيد انهم قرأؤا للسياب ونازك والبياتي وغيرهم تعلموا منهم وتأثروا بهم ، ولكنهم بسيرهم هذا انحرفوا عن السكة , والقطار الذي ينحرف عن السكة ينقلب ويقتل الاخرين ...............