مركز الناصرية للقلب والاهتمام الحكومي المحلي/رياض كريم العمري
Sun, 28 Dec 2014 الساعة : 23:36

قلما نجد مؤسسة حكومية ترتفع فيها درجة الولاء المهني في بلدنا الذي يئنّ الى الآن مما خلفه الحكم البائد من خراب لحق نفسية الانسان قبل البنى التحتية.
ولكن حينما نجد مؤسسة حكومية تصعد فيها درجة الولاء المهني ويكون معيارا للأداء فهذا الامر يعد استثناء. وحقيقة حينما ننظر الى العمل في مركز الناصرية للقلب وكيفية الاداء لهذه المؤسسة تدب فينا بارقة الامل في العودة الى الاخلاص المهني. وما ان ننظر الى ما ينجزونه من عمل والطريقة التي يتم فيها انجاز ذلك العمل نقف والدهشة تسيطر علينا, بالفعل ذلك يحدث كلما واكبت معهم العمل ولفترات مختلفة ستجد انك حائر في وصف خلية العمل هذه, ابتداء من مدير المركز الدكتور حسين حمدان الكنزاوي الذي زان الله علمه بخلقة الى اصغر موظف في المركز.
ولا غرو ان قلت بان الناصرية قد حباها الله تعالى بكوكبة من العلماء في الاختصاص الدقيق للقلب ولاسيما د. حسين الكنزاوي, ود. تحسين, ود. نزار ود. محمد , وقد يكون هناك اخرون لا أعلمهم يجب الاهتمام بهذه الطاقات – أقصد الاهتمام الحكومي- ولابد ان يشعروا بهذا الاهتمام .
وأيضا وجود هذا المركز في هذه المدينة المجاهدة -التي عانت ما عانت ابان حكم الصنم ولا زالت تعاني من الإهمال- هو نعمة على ابناء المدينة وأيضا على ابناء المدن الاخرى لأني وجدت من الراقدين فيه من ابناء البصرة والعمارة والسماوة والنجف بل وبغداد ومن المدن الشمالية ايضا.
ومن المؤكد أنّ الاهتمام الحكومي المحلي والحكومة المركزية له الاثر الفاعل في تحفيز وتمكين العاملين, وهذا التأثير - من الطبيعي- ينعكس سلبا وإيجابا على اداء اي مؤسسة ومنها المؤسسة الصحية, وهذا ما يفرض ضرورة هكذا اهتمام وضرورة مراجعته وتقيمه؛ لأن تحفيز شعور الولاء المهني لدى الطاقم الوظيفي يولد محبة العاملين واحترامهم لمؤسستهم.
ويضع الباحثون والدارسون: شعور الافراد العاملين في المؤسسة بأنهم عناصر هامة, وشعورهم بالتشجيع, وحصولهم على التقدير والمكافآت, في صدارة محفزات شعور الولاء المهني لدى الطاقم الوظيفي.
وما يقدمه هذا المركز من خدمات جليلة للمحافظة وغيرها -كما اسلفنا- ولاسيما هذه الخدمات بمثابة بعث الحياة من جديد بعد ارادة الله تعالى وأي حياة؟ حياة الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم, الملجأ الوحيد لهم الذي هيئته المشيئة الالهية هو هذا المركز.
ولأن هذا المركز بكادره – كما اسلفنا- يتمتع بقدر عال من المسؤولية, فلم يكل ولا يمل وكأنه خلية نحل, وهذه الحالة تستحق من الحكومة المحلية والحكومة الاتحادية الاهتمام العالي ولاسيما توفير متطلبات العمل والعلاج ونوعية ذلك العلاج وتقديم الدعم المعنوي وتقديم الثناء والشكر , حيث يقول سيد البلغاء والمتكلمين الإمام علي عليه السلام لأحد عماله مستلهمين منه مبدأ التحفيز " وواصل في حسن الثناء عليهم وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم فان كثرة الذكر تهز الشجاع وتحرض الناكل..."
ولهذا ومن خلال هذا المنبر الاعلامي أضع هذا الامر امام كل من يعنيه الامر من السيد رئيس مجلس المحافظة وأعضائه والسيد محافظ ذي قار وكادره والسيد مدير عام صحة ذي قار..... ومن خلالهم الى الحكومة الاتحادية في بغداد متمثلة بوزارة الصحة .. وأعضاء مجلس النواب من ابناء هذه المدينة الاهتمام بهذا المركز ووضعه ضمن اولويات اهتماماتهم وتوفير الدعم المادي والمعنوي له.