كن علياً لأكون عقيل !!/فرج الخزاعي
Fri, 26 Dec 2014 الساعة : 0:03

لا أحد منا لم يطلع على المضامين الاخلاقية العالية والدروس البليغة التي تضمنها نهج البلاغة لسيدنا ومولانا أمير المؤمنين ( ع ) وكلنا قد قرأنا في أيام جبروت الحكم السابق قصة الامام علي ( ع ) مع أخيه عقيل والرد البليغ لآمير المؤمنين لأخيه الذي كان ابناءه شعث الشعر غبر الوجوه من اثار الجوع مما دفعه الى طلب العون من أمير المؤمنين ليعطيه من عطاءه ليتمكن من أعالة تلك الاطفال التي أخذ الجوع مأخذه منها لكن عليُ أبى أن تمتد يده على بيت المال ويخرق الدستور ويعطي عطاءاً في غير وقته ولكي يوصل الرسالة للناس من خلال عقيل فقد حمى الحديدة وهش بها جسد عقيل الذي أبتعد من لسعة نارها فأيقن أن علياً مصرُعلى ماهو عليه ولا يمكن له أن يتصرف بمال أؤتمن عليه . أقول هل لازال ولاة أمرنا يستذكرون هذه الواقعة التي أنا متأكد أنهم قد قرأوها في أيام المعارضة مرات ومرات وتمنوا أن يبعث الله لهم رجل من محبي علي ويتخلق بأخلاق وصفات علي (ع ) وها هو الله تبارك وتعالى قد من على الذين أستضعفوا( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) فهل سار الذين أستضعفوا على ما سار عليه أمير المؤمنين (ع ) بالتأكيد لا والف لا ؟؟متى ساروا وميزانية الدولة الانفجارية كأنها ماء يحمل بغربيل لا يصل الى ظامئ فيرويه !! وعندما تبحث عن السبب تجدها قد بوبت عطايا وأمتيازات للساسة وتمر السنوات تلو السنوات وأقتصاد البلد من سيء الى أسوء فيما كنا بسوق عالمي بلغ فيه سعر البرميل مايقارب من 130 دولاراً فكيف به وقد تدنى ليصل الى 50 دولاراً , لتبقى موازنة البلد بين كر وفر وأخذ ورد وتجميل وتعديل والاخوة حيارى كيف يغطون العجز . ففكروا ملياً ليفكروا بزيادة الضرائب وقطع التمويل لبعض المشاريع وقد يصل الامر لأستقطاع مبالغ من رواتب بسطاء الموظفين ليكون ناتج كل هذه الامور أعباء أضافية على الفرد العراقي البسيط . ولكن هل فكر هولاء الساسة بالبذخ الحاصل في التخصيصات التي هي سرقة وهدر في المال العام وزيادة في معاناة المواطن البسيط ومنها النثريات والمكافأة الخاصة بالرئاسات الثلاث والمحافظات ومجالس المحافظات والوزراء والتي تقدر نثرياتهم وتحت عناوين مضحكة ومخجلة في ذات الوقت 200 مليون دينارشهرياً , فيكف تريدون المواطن أن يتخلق بأخلاق عقيل ويذعن للواقع المرير اذا لم يجد علياَ قد طبق ما فرضه على الاخرين على نفسه . وعليه نتمنى أن يعاد النظر بكل ابواب الصرف ذات البذخ والاقتصار على الرواتب للجميع حتى نستطيع أن نعبر هذه الازمة المالية بأمان وأن لا يكون المواطن الفقير حطباُ لها , وألا حذاري من ثورة شعبية عارمة في وقت نحن بأمس الحاجة الى لم شتات الوطن الذي قطعته الخلاقات والدسائس وتكالب الاعداء.