قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا/محمد خالد السبهان

Mon, 22 Dec 2014 الساعة : 23:41

تمتاز مهنة التعليم عن غيرها من المهن بأنها تحمل معنى رساليًا ، ويتجسد هذا المعنى في قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" إنما بعثت معلمًا " ، فالرسول صلى الله عليه وسلم بكونه معلمًا أعطى للمعلم صفة رسالية ، وهذه الصفة أحاطته بهالة من القداسة والهيبة والوقار .وأمير الشعراء شوقي لم يجد أعظم من صفة الرسالة يقرن بها المعلم .فقال قولته المشهورة التي ما تزال باقية خالدة تصدح في مسامع الكون :

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
إن المعلم هو الدولة ، وأنه إذا انتصر في تحقيق أدائه انتصرت الدولة ، وإذا هزم هزمت الدولة ؛ لأنه مؤسسها وبانيها ،وكل أفرادها كانوا تلاميذه ،فهو مُعدُّهم وصانعهم ، ونحن نستطيع أن نحكم على سلامة بناء الجيل وصلاحهِ من خلال أداء المعلمين .

إن المعلم عندما قام بدوره الحقيقي انتصرت الأمة ، وَبَنَتْ حضارتها ، وكانت عصية على أعدائها ،فقد انتصر المعلم العربي المسلم على المعلم الروماني والمعلم الفارسي ، لقد انتصر على الحكمة الرومانية و الفلسفة الفارسية .

وما الهزيمة التي تعيشها أمتنا اليوم إلا نتيجة حقيقية لهزيمة المعلم ، فلقد هزمنا معلمنا عندما حمَّلناه ثقل الرسالة وأعباءَها، وألقيناه في بحر متلاطم الموج ثم قلنا له كنْ رسولاً.. ! إياك إياك أن تبتل بالماء !. واليوم كيف يمكن أن يصنع القوة من كان ضعيفا هزيلاً مادياً ومعنوياً ؟ وكيف نطلب من المعلم أن يكون مُبدعًا ، وهو مهزوم معنوياً ونفسياً ، ومصاب بداء فقدان الكرامة ؟ ولن يعبرعن مرارة حاله بصدق إلا إبراهيم طوقان عندما قال :

يا من يريد الانتحار وجدته إن المعلم لايعيش طويلا

Share |