الفاسدون “يحاربون” الفساد بإفقار الفقير وتفتيت الوطن/صباح الموسوي

Mon, 22 Dec 2014 الساعة : 0:41

هبوط أسعار النفط من 110 الى 60 دولار للبرميل افقد الاقتصاد العراقي الريعي نصف ميزانيته للعام 2015 مقارنة بالعام 2014, مما سيتسبب في تداعيات اقتصادية واجتماعية مركبة الخطورة في بلد دمرت صناعته الوطنية وبنيته التحتية تدميرشاملاً وتدهورت زراعته تدهوراً مريعاً حدا اصبح فيه مستورداً لكل المنتجات الزراعية بعد ان كان مصدرا لها. علما ان حصة الميزانية التشغيلية للعام الماضي <مرتبات منتسبي المؤسسات الحكومية وصرفيات الرئاسات الثلاث قد تجاوزت ال 70 مليار دولار> ناهيكم عن الميزانية المفتوحة لتمويل الحرب على داعش والتي لا يعلم احد كيفية صرفها.

وإذا كانت القوى الحية في المجتمع قد تحركت لتنظيم حركة شعبية احتجاجية ضد الفساد, فإن حيتان الفساد واذنابهم ومافياتهم قد اعلنوا من جهتهم ” حرباً على الفساد” عبر مطالبة الفقراء والعاطلين عن العمل وذوي الدخل المحدود بالتفشف انقاذاً للعراق من الافلاس, معلنين ان الحل في إقامة الاقاليم ” السنية والشيعية” لكي يحافظ كل ” مكون” على حصته من الميزانية ! فالتفيتت الامبريالي الصهيوني للعراق هو الحل العادل ! ورغم نشر التقارير الدولية عن ثروات هؤلاء اللصوص الذين تحولوا بين ليلة وضحاها الى مليارديرات, فلا يرون بذلك فسادأ او نهباً لاموال الشعب بل رزقاً من الله قد حل عليهم !.

قد يكون من المفيد التذكيرمن أن رفع شعار محاربة الفساد سوف لا يجدي نفعا ملموسا إن لم يقترن ببرنامج وطني واضح ومختصر وآلية تنفيذ تجمع بين النشاط الجماهيري الاحتجاجي على الارض والاجراءات القانونية في المحاكم وفق شعار محاسبة المسؤولين عن إفقار العراق ونهب 800 مليار دولار .كما ينبغي تجنب الوقوع في وهم شخصنة الصراع اوالتعويل على الصراعات اللامبدئية بين اطراف الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة, وانما التركيز في الخطاب السياسي على الأزمة البنيوية للسلطة التابعة لامريكا والمولدة للأزمات,ومقياس الفرز في داخلها هو انحياز من يدعي النزاهة والوطنية لجبهة الشعب العريضة عبر اعلان الانسلاخ الرسمي عنها قولاً وفعلاً.

استناداً الى هذه الرؤية الوطنية تتحدد المواقف من الاصطفافات السياسية الجارية في البلاد, فحينما يجري الكشف عن مخطط لاغتيال رئيس الوزراء حيدر العبادي عندما يقوم بافتتاح معرض بغداد الدولي فينتدب بهاء الاعرجي نيابة عنه لأداء المهمة, ستبقى هذ المحاولة في اطار الصراعات على السلطة والمال إن لا يقوم العبادي بالاعلان عن برنامجه المتناغم مع البرنامج الوطني لتحرير العراق من ما يسمى” اتفاق المصالح الاستراتيجي” مع الغازي الامريكي راعي الارهاب العالمي, صانع الدكتاتوريات, ناهب الثروات, مدمر العراق ومفقر شعبه, قارنا ذلك بالاعلان الرسمي عن ثروته ومصدرها, اهي رزق ملياري من الله ايضاً ؟

ويشمل الأمر ايضا الموقف من مؤتمر القوى السنية لـ”محاربة الارهاب” في أربيل الذي اعلن بوضوح لا لبس فيه بأنه استمرار لمؤتمر عمان, الذي ” اثمر” عن احتلال ثلث العراق على يد داعش وبرعاية ” كريمة” من قبل نفس الاطراف الدولية والاقليمية والعربية وبمشاركة النقشبندية جماعة عزت الدوري,وبتخطيط صهيوني تنفيذي على يد العميل مسعود البارزاني. بحضورحسب معلومات اللجنة التحضيرية نحو  1427 شخصية سياسية ودينية من “ممثلي السنة” في العراق، من بينهم  115 شخصية من الأنبار، و 255 من بغداد، و110 من صلاح الدين، و87 من كركوك، و105 من ديالى، ومن الموصل سيكون هناك نحو 305 شخصيات، أما الضيوف من غير المسؤولين فسيصل عددهم إلى نحو 450 شخصية.اما هدف المؤتمر الرسمي المعلن فهو( تشكيل حشد شعبي في كل محافظة يكون نواة لحرس الإقليم السني المزمع إقراره في المستقبل، واستبدال مواقع الفضائيين بقوات من المناطق المتضررة).

Share |