شبكة اخبار الناصرية/صفاء الغزي:
يبدو ان البلبل الفتان الذي غردت له حناجر العراقيين قبل ان يغرد هو لها ،  لم يعد يطير في البستان العراقي ، كما اخبرتنا القراءة الخلدونية قبل سنين ، بل غادر الاغصان رغما عنه ليشدوا أعذب الالحان في دول الخليج العربي التي تواطات مع ضعاف النفوس من المهربين الذين سطو حتى على طيور العراق وزقزقة عصافيره .
ولا يخفى على الجميع ان هذا الطائر صاحب الحنجرة المميزة هو أحد اهم الطيور التي بدأت بالانقراض خلال الأعوام القليلة المنصرمة وان صوته بدء يختفي تدريجيا بعد ان كان يملئ الازقة والطرقات ويشاهد كثيرا في حدائق وفناءات الدور ، بعد ان صار يباع لتجار الخليج باسعار خيالية .
وعن هذه الظاهرة يقول احد باعة الطيور والذي رفض الكشف عن هويته لشبكة اخبار الناصرية ، ان بعض محال بيع الطيور تشتري طائر البلبل بكميات كبيرة تصل الى 70 طائر بالوجبة الواحدة من قبل اشخاص من الريف حيث يقومون باصطياده بواسطة الشباك.
وأضاف ان أسعار البيع للمحلات تتفاوت ما بين ثلاثة الاف الى خمسة الاف دينار للطائر الواحد ، بينما يبيعه أصحاب المحال داخل المدينة بسبعة الاف دينار ، اما في حالة وصول بعض تجار مدينة البصرة فيباع عليهم بعشرة الاف دينار وبكميات كبيرة .
واشار الى ان تجار البصرة يشترون البلبل ليبيعوه على تجار الطيور في دول الخليج العربي والكويت تحديدا بمبالغ تتفاوت بين خمسين وسبعين دولار للطائر الواحد ، حيث يهرب لهم بطرق غير قانونية  .
في حين قال البائع علي جاسم ان ، هذه الحالات تتم بصورة كبيرة جدا وعلى شكل وجبات دورية ويتم جلب الطيور بأقفاص كبيرة وان من يشتري هذه الطيور من المحال هم تجار غير معروفين في المدينة.
الى ذلك كشف عضو اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الشطرة احمد مجيد عبد عن توفر معلومات تشير الى وجود عمليات لتهريب بعض الطيور التي تزخر بها بيئتنا الغنية بأنواع كبيرة ونادرة وتمثل موروث بيئي قديم.
وأشار الى وجود جماعات منظمة تقوم بتهريب طائر البلبل على وجه التحديد حيث رصدت هذه الحالات وبكميات كبيرة في شمال المحافظة حيث تهرب هذه الطيور الى البصرة ومنها الى الخليج العربي وبأسعار زهيدة وبخسة.
وعزى حدوث هذه الظواهر الى مدى الدمار الذي يتعرض له العراق على صعيد بيئته وموروثاته الحياتية والثقافية على ايدي العصابات التي لا تقل تخريبا عن باقي المجرمين والمخربين.
وانتهى الى القول ان ، المجلس المحلي في القضاء اتخذ خطوة قد تسهم في الحد من هذه الظاهرة حيث تم مفاتحة الجهات الأمنية ودائرة البيئة لوضع حد لهذه العصابات وتقديمهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل.
( ت ع ح )