الحرب على "تنظيم الدولة الاسلامية": ارتفاع نسبة استهداف الغربيين في المنطقة

Thu, 18 Dec 2014 الساعة : 7:25

وكالات:

قبل ان تقود امريكا الحلف الذي يشن الان الحرب على الدولة الاسلامية، كان هذا التنظيم يركز على اراقة دماء ابناء جلدته من المسلمين والاقليات اكثر من استهدافه للغربيين على عكس تنظيم القاعدة الذي سبقه. لكن منذ شهر اب الماضي عندما بدات الضربات الجوية في العراق بدات الدولة الاسلامية بقطع رؤوس الرهائن من الامريكان والبريطانيين. وعندما توسعت الضربات الجوية لتشمل سوريا بعد شهر حض التنظيم (تنظيم الدولة الاسلامية) "محبيه" على استهداف الغربيين اينما وجدوا وذكر المتحدث باسم التنظيم طرقا عدة تساعد على قتل الغربيين كحوادث سيارات او القتل بالسم.
ولسوء الحظ، استجاب المتطرفون للنداء في العواصم الغربية ولكن مدى الاستجابة كان اعلى في دول الشرق الاوسط,. في الاسبوع الحالي اغلقت كل من سفارتي بريطانيا وكندا في العاصمة المصرية القاهرة ابوابها ليومين، وذلك لاسباب امنية. وفي نوفمبر الماضي، اصيب مواطن دنماركي في كتفه بطلق ناري اثناء مغادرته لعمله في العاصمة السعودية الرياض في هجوم لانصار الدولة الاسلامية. وفي حادث منفصل تم طعن مواطن كندي في مركز تجاري في المنطقة الشرقية بالسعودية أيضا.
لكن الحادث الاكثر صدمة هو الذي وقع في الاول من شهر ديسمبر الحالي في ابو ظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة عندما قامت مواطنة اماراتية بطعن وقتل معلمة مدرسة امريكية تدعى "ايبوليا ريان" في حمام السيدات في مركز تسوق، وقامت المهاجمة لاحقا وفي نفس اليوم بزرع قنبلة مؤقتة على باب شقة طبيب امريكي.
وقبل شهر فقط حثت المواقع الجهادية على استهداف المدرسين الامريكان والمدارس الامريكية كاهداف مفضلة في المنطقة.
وعلى ما يبدو فان العنف ضد الغربيين بدا بالتصاعد في المناطق التي كانت تعتبر امنة لفترة قريبة. في مصر تم استهداف السواح باستمرار فمثلا في العام 1997 قتل رجل مسلح 62 زائرا في الاقصر وفجر انتحاري نفسه مستهدفا فندقا للسواح في سيناء بين عامي 2004 و2005 لكن بعد مظاهرات الربيع العربي عام 2011 وعودة الحكم العسكري الى مصر في السنة الماضية بدات الحياة بالنسبة للغربين تستقر هناك وبدا السياح بالعودة الى السواحل المصرية والمواقع الاثرية، والوضع مشابه في السعودية فبعد انتهاء حملة تنظيم القاعدة من عمليات التفجير في العام 2005 بدا عمال النفط ورجال الاعمال الغربيون بالعودة الى هناك مرة اخرى، اما في الامارات العربية المتحدة ذلك البلد الذي بدا ولفترة طويلة كواحة استجمام بالنسبة للغربيين، فيشكل هؤلاء نحو 90% من السكان البالغ عددهم 9.3 مليون نسمة وبضمنهم عشرات الالاف من البريطانيين.
في الغرب وعلى الرغم من كون الهجمات نادرة الا انها بدات تتصاعد ايضا، ففي 23 اكتوبر الماضي قام مسلم راديكالي بمهاجمة رجلي شرطة بواسطة فاس واصابهما بجروح في نيويورك. جاء ذلك الحادث بعد يوم من قيام رجل بمهاجمة خفير حراسة كندي على نصب تذكاري للحرب في العاصمة الكندية اوتاوا وبعد ذلك اتجه المهاجم مهرولا الى مبنى البرلمان حيث اردي قتيلا.
وتبدو هذه الحوادث كاعمال منفردة اكثر مما هي عمليات لمجموعات منظمة. اذ تستطيع الحكومات ان ترصد فروع الدولة الاسلامية كما حدث مع المجموعة الجزائرية التي قامت بذبح السائح الفرنسي في شهر سبتمبر الماضي وكذلك جماعة انصار بيت المقدس الذين قاموا لاحقا بمبايعة الخليفة وتغيير اسمهم الى ولاية سيناء، لكن عندما يقوم العنصر بالعمل بشكل منفرد او ضمن خلية صغيرة يكون اصعب بكثير من ناحية التعقب والرصد فهم يحصلون عن افكارهم من الانترنت بدلا من الاتصال بمنظماتهم.
لكن لا يزال اكثر من يعاني هم سكان المنطقة (الشرق الاوسط) اذ ان عنف الجهاديين موجه بالاساس ضد الاقليات غير المسلمة والشيعة والعشائر السنية التي تقاوم احكامهم وكذلك مقاتلي الجيوش المعادية لهم والميليشيات حيث تم اعدام المئات منهم اثناء تممد دولة "الخلافة" ضمن الاراضي العراقية والسورية. وكذلك تم قتل 8 افراد شيعة في السعودية على يد متعاطفين مع تنظيم الدولة الشهر الماضي وقتل انصار بيت المقدس العديد من افراد الجيش المصري بالتفجيرات خلال هذا العام.
كل هذا يمهد لاتجاه جديد لعنف الجهاديين اذ في حين ترغب القاعده بالقيام بهجمة كبيرة ومذهلة على الغرب يرى تنظيم الدولة ان الهجمات غير الموجهة والطائشة والصغيرة اكثر اثارة للاعصاب واشد ازعاجا.
عن ايكونومست
المصدر/واي نيوز

 

Share |