الى جنات الخلد يا صباح الساعدي-صلاح بصيص

Tue, 13 Sep 2011 الساعة : 23:25

اعتدنا رثاء الموتى، ولم نعتد رثاء الاحياء، صديقي صباح الساعدي، كم تمنيت لقاؤك وكم اعجبتني وطنيتك وحرصك في رسم خارطة بلد حصين، لا مكان فيه للفساد، ينظر لمواطنيه نظرة واحدة دون تمييز او اقصاء..
الشهيد الذي سيموت قريبا صباح الساعدي وددت رثاؤك قبل اوانه، وان كان حان، فأنت يا صديقي قاب قوسين او ادنى من اللحوق بهادي المهدي وكامل شياع وجميع المخلصين في هذا البلد ممن اغتالتهم يد المنية ورحلوا بعيدا عنا الى دار الآخرة...
بقراءة بسيطة وتتمة لمقالنا (خلاف حول قتل المهدي) في كيفية وصول الناقد الى نقطعة معينة في الخط البياني الذي رسمه القاتل، والتي تجيز هدر دمه وتفرقه بين القبائل والاحزاب، وربما الاقارب، كما ادعى احد ضباط الداخلية العراقية في ان المهدي قتله اقاربه مسردا القصة الخيالية والكراسي الاربعة والحديث الذي طال بينهم، وعدم وجود الاثار الدالة على العنف او العراك السابق للقتل...
سأرثيك يا صباح، ربما هذه الايام، او التي تليها، عندما تبرد فورة الدم لننسى من خلالك اغتيال الاعلامي هادي المهدي، ونوجه انظارنا صوب مقتلك وانت متناثر الاشلاء بعيدا عن اهلك واحبائك، فلم تعد المنايا خافية، بل صارت معروفة ومدركة طالما انت ناقد...
كأني بك مسجا في تابوت يطاف به في محافظة البصرة، وكأني باصحابك في العاصمة يرفعون نعشك يحاولون ايصاله، الى ساحة التحرير، ساحة شهداء الرأي، ولكن رجال الأمن يستقتلون في سبيل عدم وصول النعش الى هناك، انظر يا صباح، هناك من الناس من يبكي، ومنهم يطلق الاهازيج والهوسات، ومنهم يلطمون الرؤوس والصدور، ومنهم من ينظر بعيون صفراء وخبث وشماتة وتشفي...
ايها الساعدي الاسمر، انظر من كنت تختلف معهم حد النخاع، ها هم يطلقون بطاقات الحزن من على شاشة العراقية الفضائية يعلنون العزاء، هذا رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء كذلك يا صديقي يعلن العزاء والحداد، ورئيس مجلس النواب، وجميع اعضاء الحكومة، اذن فلماذا كنت تختلف معهم؟...
عادت دوامت الاسئلة وحيرتها، من قتلك؟ لو كان الامر بيدي لزرعة كاميرات تجسس في عينيك حتى تسجل لنا لحظة الاغتيال، وكي لا تجعل عقولنا تذهب بعيدا، وكي لا يسجل حادث اغتيالك ضد مجهول، ونظل نسأل من قتلك؟ هل استفادت جهة من الخلاف؟ ام هل هي الجهة ذاتها التي اختلفت معها؟ ام هل ام هل ...
انا ارثيك وربما ارثي نفسي وجميع اصحاب الكلمة الحرة، فكلنا نقف بطابور طويل بانتظار الموت...ارقد يا صديقي بسلام، لله درك، دفعتني لرثائك باكرا، اعان الله عائلتك المقربين، ونسأل الله لهم ان يكون موتك اخر احزانهم، وانا لله وانا اليه راجعون.
ملاحظة:
اطال الله بعمر الشيخ صباح الساعدي، ولكن احببت ان يكون الساعدي مثالا أمرر من خلاله العواقب الوخيمة لقول الرأي بحرية...
[email protected]

Share |