انتصارات تحالف السيستاني وخذلان التحالف الدولي/مظفر العوادي

Tue, 16 Dec 2014 الساعة : 15:42

لعل ما حصل في 10حزيران من سقوط عسكري وامني لمدينة الموصل وما رافقه من انفلات امني وغياب أو فقدان تام لسلطة الحكومة المركزية على مناطق عدة في أكثر من ثلاث محافظات تقدر بحوالي ثلث مساحة العراق يعد الأخطر من بين الأحداث والتسلسلات الزمنية لها منذ سقوط النظام ألصدامي عام 2003 , ومع ذهول الحكومة السابقة ودخولها في مرحلة هذيان هستيري وتنصل بعض شركاء الوطن والحكومة للوهلة الأولى استناداً لحساباتهم الشخصية والوعود التي قطعت لهم من قبل رعاة داعش والتحالف الإرهابي بان الأمان سيشملهم وأقاليمهم وما شاءوا فليفعلوا من خطط استقطاع وإضافة وتحوير جيوسياسي والاستيلاء على مناطق ذات أهمية حيوية واقتصادية ,
ومع إن الموقف الغربي جاء عاجلاً ومنذ الساعات الأولى إلا انه كان يحمل خبث مخبئ فكان يلقي اللوم على الحكومة الشيعية وبهذا المسمى المملوءة حسب وصفه بالثارات على مكون آخر فبرروا هذا الادعاء بالنتيجة الطبيعية ولم يكن هنالك اثاره لمسمى داعش أو النقد لسلوكه البربري وجاءت مواقف أخرى جبانة وحقيرة تحمل الكثير من الضغائن والاستهزاء والنقد الطائفي وإظهار عداء علني من قبل بعض من كان يدعي بدعمه للعملية السياسية ومن كان مشاركاً فيها بل وحتى من قبل وسائل إعلام مشبوهة الهدف والمسعى بكل ما تعنيه الكلمة من غيلة وجبن وثعلبه ,
وكل تلك المواقف لا تحملنا على تبرئة الحكومة السابقة برئاسة المالكي لان ما يظهر اليوم من ملفات فساد وصفقات مافيا يرافقها التجنيد الوهمي لعشرات الآلاف من الجنود أو ما يُطلق عليهم بالفضائيين وتمركز هذه المشكلة وازديادها في مناطق وقطعات التوتر التي أصبحت فيما بعد الحواضن والقواعد الأساسية لداعش ومن تحالف معه ,
مع هذه المعمعة والغليان والترقب المخيف لمصير العراق جاءت خطبة الجمعة المباركة ليوم 13/6/2014 في الصحن الحسيني المشرف وبلسان وكيل المرجع الأعلى الإمام السيستاني  لتبين موقف المرجعية العليا من الأحداث المأساوية التي تمر بها البلاد فكان واجب الجهاد الكفائي صفعة مدوية للغول المتوحش البائس الذي حاول من وراءه داعموه ومؤسسوه أن يخيفوا به الشيعة خاصة والعراقيين عامه  ويزرعون الرعب مؤثرين في نجاحاتهم التي تحققت في عصرهم الذهبي بشهادة الرأي العام العالمي والإنساني ,
ما تمخض عن الرأي الرشيد للمرجعية العليا وتوجيهها بزعامة الإمام السيستاني من تحالف لكل القوى الإسلامية والسياسية بل وحتى القوى الوطنية العلمانية بمختلف انتماءاتها وأطيافها ليُذهل العالم والقوى الكبرى المؤثرة في الساحة الإقليمية والدولية كون هذا التحالف المبارك جاء بعد أن كانت القوى العراقية المشاركة به لو اُنفق ما في الأرض جميعاً من ثروات ومناصب ومصالح سياسية  ما اُلف بين قلوبهم المتفرقة فيما بين بعضها ووقوفها في خندق واحد امتثالاً للرأي السامي للمرجعية العليا ,
فجاءت كل المواقف اللاحقة بتأثير هذا الموقف أو خجلة منه , ومنها الإعلان عن التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الناتو والولايات المتحدة كما أُدعي ومع شن المئات من الغارات والطلعات الجوية المشبوهة والصورية فقط في مضمونها في العراق وسوريا ومع الحركات الاستفزازية الصبيانية في الغارات الأولى من استهداف لقوى المقاومة المشاركة في التحالف الشيعي الوطني العراقي مثل كتائب حزب الله أو إسقاط دعم ومساعدات بالخطأ كما أُدعي أيضا لعناصر داعش كل ذلك اظهر التحالف الدولي بمظهر هزيل ومخجل عاري عن زيفه وصورته التي أراد أن يظهر بها أمام العالم والرأي العام المؤثر , ومع الإعلان مؤخراً وبشكل رسمي عن فشل مهمة التحالف الدولي باسلوب وقح وما تبعه من محاولات تسييس وزرع الفتنة الطائفية والفتن الموجهة ضد بعض التركيبات الاجتماعية العراقية مثل تأسيس جيش من عشائر طائفة معينه ودعم لجهود بعض القوى المشبوهة في تاريخها ومواقفها الماضية أو المشاركة بإرسال جنود للتدريب والإشراف تحت ذريعة وادعاء محاربة داعش ومن تحالف معها وتزامناً مع انتصارات فصائل المقاومة والجيش العراقي و القوى الوطنية العراقية والحشد الشعبي العراقي بكافة مكوناته وأطيافه المتلاحقة في مناطق عدة ابتداء من ديالى وجنوب بغداد وصلاح الدين وامرلي والعظيم وجرف النصر وبيجي وسامراء وبلد والضلوعيه الصامدة وما رافق تلك الانتصارات من عزم على تصحيح المسار السياسي العراقي وانطلاق حملة لا تقل أهمية عن الحشد الشعبي المبارك والجهاد الكفائي لمحاربة داعش باشتراك الجميع لتشخيص المفسدين ومحاربة الفساد ابتداء من إقصاء الحكومة السابقة التي تُتهم بأنها الأكثر فساداً والأكبر في رعايتها لشبكات الفساد المقنن والمنظم  وتأسيس حكومة جديدة تحظى بقبول وطني واسع بقيادة شخصية مثل الدكتور العبادي حظيت وستحظى بالتأييد والتسديد من قبل المرجعية العليا الرشيدة أولاً , وكذلك تأسيس أو إعادة هيكلة وتأسيس جميع المؤسسات الحكومية المنهكة والمتهرئة ,
انه النجاح والنصر , النجاح الذي يدعونا للتفاؤل برغم الأزمات الاقتصادية المفتعلة منها والطبيعية واضطرار الحكومة لإتباع سياسة التقشف وتقليل الإنفاق التي يجب أن نصمد عندها ونتفهمها بموقف شعبي واسع وتعاون بين الجميع كمواقف الشعوب القوية الحية كالشعب الإيراني ,
وانه النصر لتحالف السيستاني والذي ضم كل القوى الخيرة من أبناء هذا البلد يُلزمنا تجاهها بأقل ما يمكن الشكر والتقدير والترحم على شهداءها وتقديم الدعم لهم ولعوائلهم بإنشاء مؤسسات ترعى هذه الشريحة الواسعة من الأبطال والفخر كل الفخر لمن صبر وجاهد في الزمن الأول من النداء المبارك وصاحب الصولة الأولى , لتصل الرسالة التي فهمها الجميع وأول من فهمها الغرب والتحالف الدولي مفادها : اتركوا أبناء هذا البلد ليعالجوا أمورهم كيفما يفهمون لا كيفما تملي مصالحكم المشبوهة ولا جيش غير جيش العراق الوطني ولا مليشيا أو قوى مسلحة غير شرعيه سوى ما ضمه الحشد الشعبي المبارك وسراياه من كل الخيرين من سنة ومسيح وشيعه وتركمان وأكراد وعرب انه النصر الذي لا يقبلون بغيره بدلاً والحرب التي يستأنسون بها فرساناً ولا ينهونها حتى تطهير كل الأرض الطيبة الشريفة من غربان الشر وجراثيمه وشذاذ الآفاق .

Share |