رسالة الأحرار .. زيارة الأربعين../اسماء الشعلان

Tue, 16 Dec 2014 الساعة : 1:39

زحفت الجموع المليونية هادرة صوب كربلاء , باذلة نفوسها في سبيل الانتصار لعدالة النهضة الحسينية في تعبير عميق, جاء لينتفض بوجه مظاهر الظلم في كل مكان وزمان. اجتمعوا من كل حدب وصوب وقلوبهم تصرخ مع كل دقة :(يا حسين)!
إن تحليل وفهم هذه الزيارة المليونية,التي تعجز عن تنظيمها دول العالم مجتمعة , تضع بين يدينا كمسلمين شيعة , دوافع معنوية ومادية لإعلاء رسالة السلام .وما بذل في سبيلها أهل البيت من أرواح زكية ودماء مطهرة سالت في كربلاء المقدسة.
في ذكرى أربعين الحسين(عليه السلام)، هذه الذّكرى التي اختلطت فيها معاناة السّبي بالعنفوان الّذي عبرت عنه زينب ونساء كربلاء والإمام زين العابدين(علية السلام)، وكل الّذين استطاعوا أن يهزوا جبروت يزيد، وأن يحولوا طريق السبي الطّويل والشاق إلى منابر للوعي ولرفض الواقع الفاسد، لتنبت على جوانب الطّريق قلوب وعقول وأرواح عاشت الحسين عميقاً في الوجدان، ومررته من جيلٍ إلى جيل، في هذه الذكرى، نزور الحسين(عليه السلام) لنقول له:
السَّلام عليك يا أبا عبد الله، السَّلام عليك يا ابن رسول الله، السَّلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السَّلام عليك وعلى ولدَيْك العليَّيْن الشّهيدَيْن، السَّلام عليك وعلى أخيك أبي الفضل العبَّاس، السَّلام عليك وعلى أختك الحوراء زينب.. السَّلام عليك وعلى الأرواح الّتي حلَّت بفنائك، وأناخت برحلك.. السَّلام عليك وعلى الملائكة الحافّين بحرمك الشّريف.. أشهد أنّك قد أقمت الصَّلاة، وآتيت الزّكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر حتّى أتاك اليقين.
إن زيارة الأربعين هي زيارة لتجديد البيعة وهي رسالة واضحة تستحضر في خطوات السائرين في طريق الحسين عليه السلام أمثلة وعبر لنصرة المظلوم ومجابة الظالم .
زيارة الأربعين كانت وما تزال صفحة تذهل كل منصف وتغيض كل ناصب لأهل البيت العداء, باتت صيحة ترعب كل ظالم ومستبد وطاغية , لم يفلح كيد الكائدين وجمع الجامعين في دحرها أو إنهائها على مدى التاريخ.

Share |