الاربعينية في ذروتها تتحدى الارهاب وتُسمِع مباديء الحسين(ع) للعالم

Sun, 14 Dec 2014 الساعة : 10:03

وكالات:
 أحيى ملايين المسلمين الشيعة، السبت، في مدينة كربلاء، جنوب العراق، ذكرى اربعين الامام الحسين، احدى أبرز المناسبات الدينية التي تتسم هذا العام برمزية اضافية بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء من البلاد، ونجاح الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي من صده هجماته وتحرير من منطقة "جرف النصر" من الإرهابيين الذين كانوا يهددون زوار الاربعينية بالمفخخات والتفجيرات.
وطوال الايام الماضية، تدفقت حشود غير مسبوقة الى المدينة الواقعة على مسافة 110 كلم جنوب بغداد. وسار العديد من هؤلاء نحو 12 يوما. كما تدفق اكثر من مليون زائر ايراني للمشاركة في الزيارة التي تتوج اربعين يوما من الحداد بعد ذكرى عاشوراء التي تجسد مقتل الامام الحسين(ع) وعدد من افراد عائلته على يد جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية في العام 680.
وبحسب مسؤولين عراقيين، تخطى عدد الزوار 17 مليونا بينهم اكثر من اربعة ملايين من جنسيات عربية واجنبية. وافترش هؤلاء ساحات وطرق كربلاء حيث مرقد الامام الحسين واخيه الامام العباس واقاموا في خيم او لدى سكان فتحوا منازلهم لاستضافتهم.
وسارت الجموع المشاركة في احياء الشعائر الحسينية في شوارع المدينة وفي محيط العتبات المقدسة، متشحة بالسواد ورافعة الرايات الحسينية. وهتف المشاركون "لبيك يا حسين" وهم يلطمون رؤوسهم وصدورهم.
وعكس البعض الرمزية العالية للمشاركة هذا العام مع تزايد تهديدات الإرهابيين منذ الهجوم لتنظيم داعش في حزيران/يونيو، وسيطرته على مناطق في شمال العراق وغربه.
وفي دلالة على الخطر الذي يمثله الإرهاب، استشهد شخص واصيب اربعة بجروح بعيد منتصف ليل الخميس/ الجمعة، في سقوط تسع قذائف هاون على مناطق في غرب كربلاء، بحسب مصادر امنية وطبية عراقية.
وقال كاظم حسين (25 عاما) القادم من محافظة الناصرية (جنوب) لوكالة فرانس برس تعليقا على سقوط القذائف "حتى اذا امطرت الدنيا دواعش (في اشارة الى عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعرف اختصارا باسم داعش)، لن نتوقف عن زيارة الامام الحسين لانه طريق التضحية والشهادة".
وتسعى السلطات العراقية الى تأمين شعائر هذا العام في حين يؤكد رجال الدين اهمية رمزية المشاركة فيها، في تحد للمتطرفين.
كما تتسم الزيارة بمشاركة اكثر من مليون زائر ايراني قال العديد منهم انهم عبروا الحدود الى العراق للمشاركة.وسمحت السلطات العراقية بدخول هؤلاء بدون تأشيرات.
و علن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، الخميس الماضي، ان العدد قارب 17,5 مليون شخص هم 13 مليون عراقي، واربعة ملايين ونصف مليون من ستين جنسية.
وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي ان زيارة هذا العام هي "الاكبر".
واعلن اللواء الركن قيس خلف رحيمة، قائد عمليات الفرات الاوسط التي تتبع لها كربلاء، ان "اعداد الزائرين فاقت كثيرا السنوات الماضية"، ما دفع السلطات الى "فتح منافذ دخول جديدة" الى المدينة.
وفي خطبة الجمعة، اكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني، ان كربلاء "لم تعد تستوعب بامكاناتها الحالية هذه الاعداد الهائلة من الزائرين".
واظهرت لقطات عرضتها قنوات التلفزة العراقية اعدادا هائلة من الزوار المتشحين بالسواد بينهم رجال ونساء واطفال، وقد لفوا رؤوسهم بعصبات حمراء وخضراء وهم يملأون الساحات في مرقد الامام الحسين.
واتخذت السلطات اجراءات امنية مشددة لتفادي تكرار الهجمات التي غالبا ما تعرض لها شيعة العراق اثناء احياء مناسباتهم الدينية في الاعوام الماضية، والتي ادت الى مقتل العشرات.
ومطلع الاسبوع الماضي، قتل ثلاثة اشخاص واصيب اربعة بجروح بتفجير عبوة ناسفة في شمال بغداد، على مقربة من خيمة عزاء يقدم فيها الطعام والشراب للزوار المتجهين الى كربلاء.
واغلقت شوارع عدة في بغداد، لا سيما الطريق بينها وبين كربلاء.
وفي المحافظات الجنوبية، بدت الشوارع شبه خالية من المارة، مع انتقال العديد من القاطنين فيها الى كربلاء.
وأبرز مسؤولون عراقيون اهمية استعادة القوات العراقية والمسلحين الموالين لها السيطرة على منطقة جرف النصر نهاية تشرين الاول/اكتوبر، في حماية مواكب الزوار المتجهة الى كربلاء. وكان يمكن لوجود المتطرفين في هذه المنطقة القريبة من طريق بغداد كربلاء، ان يهدد الزوار بشكل جدي..
المصدر/المسلة

Share |