لقد أعلن أكثر من مصدر عراقي مسؤول بأن عدد الزائرين لهذا العام تجاوز 19 مليون زائر ، كما بلغ عدد الزائرين الوافدين من خارج العراق من العرب والأجانب قرابة 2 مليون زائر . علماً ان هذا التجمع البشري هو أكبر تجمع ديني يقام في العالم لأحياء طقوس وشعائر دينية كما الخبر الذي نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أعظم تجمهر ديني في العالم يحدث الآن. وقد بينت الصحيفة الأدلة التي جعلت من زيارة الأربعين أعظم وأكبر وأرقى تجمهر ديني في العالم حيث يفوق عدد الزائرين عدد الحجاج بخمسة مرات، كما وهو أهم من مهرجان "كوم ميلا" الهندوسي الكبير لأن الأخير يحدث مرة كل ثلاث سنوات.. كما أن زيارة الأربعين تجري في أجواء أمنية خطيرة وفي خلفية التفجيرات، ما يمثّل تحدّيا للإرهاب ورسالة الى العالم كله . ما يترتب على الدولة والحكومة العراقية مسؤوليات كبيره ازاء هذه الظاهرة المليونية المتكررة في كل عام ولأكثر من مرة وينبغي أن يؤخذ بنظر الأعتبار ثلاثة أمور أساسية وهامة :
أولا : إنشاء وزارة مستقلة لشؤون الزيارات الدينية ، على غرار وزارة الحج في المملكة السعودية ، علما أن عدد زائري الأربعين يفوق عدد الحجيج بخمسة أضعاف، تتولى تخطيط وإدارة ومتابعة شؤون الزيارات الدينية لا سيما الزيارات المليونية الكبيرة كزيارة الأربعين وزيارة النصف من شعبان وغيرهما ، بشكل تنظم وتنسق بين كل الفعاليات والمؤسسات والجهات ذات العلاقة ، لأنجاح هكذا محافل وزيارات مليونية .
ثانيا : على الدولة العراقية والجهات ذات العلاقة مسؤولية وضع الخطط ورسم البرامج والاستراتيجيات ، القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى ، التي تستوعب وتؤمن الوصول وفتح قنوات وايجاد ادوات التواصل والمواصلات الحديثة والمختلفة الى الأقامة وتوفير الخدمات الأساسية من الطعام والمنام لهذه الجموع المليونية المتزايدة في كل عام .
ثالثا : على الحكومة العراقية ووزارة السياحة بالتحديد أن تفعل القطاع السياحي واستثمار هكذا زيارات ومناسبات مليونية بشكل حقيقي وجعل السياحة مورداً ورافدا أساسيا يوازي النفط لدعم خزينة وموازنة الدولة العراقية .

أسامة الشبيب