(مرحبا "يافقيدنا"!....قد أطلت التغيبا!)/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري-المانيا

Wed, 3 Dec 2014 الساعة : 13:11

الزمان: أحد أيام الأشهر الأولى من عام 1959
المكان: مدينة الشطرة الحبيبة وعلى مقربة من المدرسة العباسية الأبتدائية للبنين!
كنت يومها في الصف الخامس الأبتدائي ومع أحد أصدقاء الطفولة من التلاميذ ونحن في طريقنا إلى المدرسة صباحا كالعادة عندما (فوجئنا!) بتجمع عمالي وسيارات كبيرة تجلب الطابوق ومواد البناءالأخرى (وتلقي!) بها في مكان يقابل الجسر المسمى حاليا أيضا(جسر الشيخ خيون العبيد!) ولا يبعد عنه سوى عدة أمتار وفي الجهة التي سميت فيما بعد(شارع النهر!).وبما أن الطفل(فضولي؟)بطبعه،سألنا أحد العمال الواقفين هناك(ويبدو أنه كان يساريا!) عن مغزى هذا المنظر الذي نراه؟.أجابنا(فرحا!) بأنه سيتم هنا بناء تمثال(يخلد ثورة14تموز العظيمة ومفجرها الزعيم عبد الكريم قاسم ونضال أبناء الشطرة الكرام من أجل الحرية والتقدم!). لاتزال ذاكرتي (تحتفظ بهذه الكلمات!)، علما أن العامل قالها بلهجتنا(الشطراوية!)!. مرت الأيام وتم بناء هذا النصب التذكاري بعد عدة أشهر.كنا نقف عنده (ونتأمله) كثيرا ونحن في الطريق إلى ومن المدرسة!.لاأدري! لماذا كنا نفتخر بهذا التمثال(كأهل الشطرة  الكرام عموما!)، علما بأننا يومها لم ندخل(معترك الحياة!)بعد؟. كنا نسميه(بل الجميع كذلك!): تمثال مشعل الحرية!. حيث كان غالبا(نقطة لقاء:meeting point) بالنسبة لنا ولغيرنا، خصوصا في ليالي الصيف الحارة جدا. كم كانت الصدمة لاتوصف أبدا بالنسبة للجميع ونحن نسمع أصوات رصاص الشرطة ضد المتظاهرين الأبطال من أبناء المدينة الكرام والذين بدأوا التظاهر من تمثال مشعل الحرية(نقطة الأنطلاق!)، منددين بإنقلاب البعث الفاشي في 8شباط الأسود عام 63، ومقدمين أنبل الشهداء على مذبح الحرية، للذود عن ثورة تموز الخالدة ومبادئها العظيمة. لم يكتف أزلام البعث الفاشست(بإهانة!) أهالي الشطرة الكرام طيلة سيطرة عصاباتهم الدموية البربرية على حكم العراق بل قاموا في منتصف التسعينات تقريبا من القرن الماضي بإزاحة هذا النصب الرائع ورميه في (المزابل!)، لأنه كان(وبحق!) كابوسا لهم ولكل مجرم أراد النيل من مدينة الكرامة والعز والثوار،مدينة العلم والأدب والفن و
  الأبداع، مدينة الشطرة الحبيبة!.
تحيات عطرة وتقدير أبدي  وشكر جزيل لكل من عمل على عودة تمثال الإباء والجهاد، (نصب مشعل الحرية!)الخالد، ليشع من جديد في مدينة تحدت وتتحدى الظلم والقمع والفاشية!.

Share |