الاتفاق النفطي بداية الحلول بمنطق الربح المتبادل/محمد الركابي

Wed, 3 Dec 2014 الساعة : 12:08

تتجه اليوم اغلب دول العالم المتحضر إلى الاتحاد وعقد الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية لتزدهر بلدانها وتُرفه شعوبها ,وخير مثال حاضر اليوم هو الاتحاد الأوربي الذي كان متقاطعاً متحاربا فالحرب العالمية الأولى كانت بين فرنسا وألمانيا .
واليوم كلا الدولتين هما من تقود عجلات الاقتصاد الأوربي وتسعف الدول التي تعاني في الاتحاد ,و أول اتحاد كان بدائيا بين معامل الحديد والصلب ثم تطور ليكون اقتصاديا ثم إلى إلغاء التأشيرة والحدود والعملة الواحدة بل تطور ليكون له سياسة خارجية واحدة .
ونحن اليوم نعيش في بلد واحد وهناك الكثير من التقاطعات والتناقضات الكبيرة مرة بين المركز والمحافظات و أخرى بين المركز وإقليم كردستان . وغالبا ما يكون هذا الخلاف مالياً ,فالاقليم يطالب بمستحقات الشركات النفطية ورواتب موظفيه وغيرها .
إن سياسة التقاطع وخلق الأزمات التي كنا نعيشها بسبب الادراة والقيادة الفاشلة لم نجني منها الا مزيداً من الخسائر في الأرواح والأموال للجميع .
واليوم يمثل الاتفاق النفطي الذي وقعه وزير النفط عادل عبد المهدي مع الاقليم ,هو بداية الحلول نحو أذابه الجليد للمشاكل العالقة وإنهاء الخلافات بين أبناء البلد الواحد ,حيث يمثل رؤية الحكومة المركزية وليس شخصة او كتلته كما كانت تعقد الاتفاقات سابقا بعيدا عن رأي اقرب الشركاء !!
ان هذا الاتفاق افضى بان تعطي الحكومة المركزية (500) مليون دولار .من رواتب موظفي الإقليم المتوقفة منذ شباط الماضي ,مقابل ان يعطي الاقليم (150) الف برميل يوميا ً.من نفطه وليس من نفط كركوك كما يروج له الفريق المأزوم.
وايضا سيصدر نفط كركوك.. المتوقف منذ سقوط الموصل وتضرر انابيب التصدير والتي تحتاج الى فترة من الزمن لتصليحها بعد تأمين الأوضاع هناك ,وسيعيد عشرات المليارات الى خزينة الدولة التي خسرناها خلال عام 2014 والتي تقدر باكثر من (30)مليار دولار .. عن طريق انابيب الاقليم الى ميناء جيهان التركي .
وهذا الاتفاق يقف على مفترق سياستين لا ثالث لهما .. اما الخسارة المتبادلة , او الربح المتبادل ,السياسة الأولى مدمرة وتقود الجميع إلى خسائر كبيرة يدفع ثمنها الشعب ,بينما منطق الربح المتبادل هو عين الصواب ,وسيضيف على الارباح المنظورة والمباشرة ارباحاً تجعل من المليون برميل يومياً ,ليس مجرد رقم فحسب بل ستضاعف الفوائد والنافع المشتركة للجميع.

Share |