البعثيون وصناعة الأصنام-عقيل الموسوي ـ المانيا

Mon, 12 Sep 2011 الساعة : 9:36

بخباثةٍ مقصودةٍ مع سبقٍ في الاصرار والترصد هاجمت اغلب الكتل السياسية وقادتها او ما يسمون رموزها والذين هم في حقيقة الامر ليسوا سوى اصنام او شيء من هذا القبيل , هاجمتهم ليس لأني شرسٌ لا أهاب سطوتهم , أو لأني أحد أشقياء باب الشيخ , بل لأنهم وبسبب افعالهم يستحقون المهاجمة أولاً , وقد ادمنوا التوبيخ واستطعموا لذته أن كان في ذلك ثمة لذةٍ ربما يعرفونها هم وليس غيرهم ثانياً , وكنت اتابع صدى كل مقالة من خلال التعليقات التي تتبع المقالة او من خلال ما يصلني من رسائل الكترونيه , ولم اجد ردود افعال واستنكار شديدة اللهجة لهجومي على اغلب الرموز السياسية سوى بعض الردود الخجولة هنا او هناك , بل لم المس اي انزعاج حين هاجمت الحكومة ولمرات عديدة , ليس بسبب تقصير الحكومة الواضح في تقديم الخدمات فحسب , وانما لأنها حكومة وحدة وطنية يتبرى الجميع من ذنوبها بقدر ما يتصدى الجميع للنهب والسرقة والبحث عن المناصب فيها , ولكن مالفت انتباهي حقا هي تلك الردود الواردة حول المقالة التي ناقشت فيها جدوى وجود علاوي ضمن الخارطة السياسية , فقد تداخل البعض متمرداً ونافضاً الغبرة والغباء عن صورة الرمز متغزلين كالعادة في الحَوَر الذي في عينيه واللوثة التي في دماغه , ولا أظنهم سوى البعثيون او حملة النفس البعثي النتن , حتى ان احدهم علّق على المقالة بأنها ليست الا شتيمة , وانا اقول نعم انها شتيمة , وشتيمة كنت اقصدها , فهل جاء علاوي بفكر جديد او نظرية اقتصادية او سياسية او اكتشاف علمي كي نسلط الاضواء عليه وننفخ كرشه وخصيتيه ؟ وما الذي فعله علاوي وحزب علاوي طيلة عقود من الزمن سوى الصراع على الحكم واراقة الدماء تحت الكراسي التي اعتلوها او حاولوا اعتلاءها من اولها الى اخرها وهو كرسي السياسات الستراتيجية متعسر الولادة , اضف الى أن الشتائم التي ان تعلمناها انما تعلمناها منهم حينما كنا صغارا يسوقوننا دون اكتراث لمعاني الطفولة الى شتم الاخرين عبر شعارات يجبروننا على ترديدها , وابتداءاً من شعار وشورطك يالبهلوي حزب البعث يشوي شوي ثم حافظ اسد ياجبان ياعميل الامريكان مرورا بـ ملك حسين شيل ايدك كل الشعب ميريدك وصولا الى ابي رغال ورحلة العار ومنظمة امل الشعوبيه والخميني الدجال وقارون الكويت وخائن الحرمين .. الخ , اما على الصعيد الداخلي فالشيوعيون الملحدون وحزب الدعوه العميل والاحزاب الكردية الخائنة وتصفية الجبهة الوطنية وتحويل الحزب القائد الى الحزب الواحد و... و... و وهل رأينا منكم غير الاقصاء والقتل والشتيمة كي تطلبون منا غيرها ؟ أم انكم نسيتم كيف حرمتم حتى الزواج من النساء اللائي ينتمي احد افراد عوائلهن الى حزب الدعوة العميل وها انتم تطالبون نفس حزب الدعوة أن يسمح لكم برسم السياسات الستراتيجية للبلد , تبغون اعادة آل ابي سفيان ليجعلوها حكماً وراثياً من جديد , الا لعنة الله على كل من يسمح لكم بالعودة تسوموننا سوء العذاب تذبحون ابناءنا وتستحيون نساءنا وفي ذلكم بلاء عظيم , واعلموا انني كنت ولا زلت ناقما على الحكومة وادائها ولكنني حين رأيت البعثيين وهتافاتهم ايام الانتخابات في دمشق حينها قررت ان انتخب جهة لا اريد الافصاح عنها كي لايفسر ذلك رياءأً او تملقاً ولكني انتخبتها ليس دعما لها وانما درءاً لقدوم الحثالة البعثية التي لا زالت تعيث في الارض فسادا وللاسف الشديد , فهذا نزرٌ من تاريخكم قليلٌ فكيف تطالبون ان نزق لكم العلم السياسي عبر مقالة نكتبها تنفيسا عن النفس وادخالا للبهجة في قلوب البعض الذين تورمت اكبادهم من علاوي وامثاله من اشباه الرجال وما هم برجال , واذا كانت الحكومة الحالية حكومة سرقات وكذب في المواعيد , فلست من المدافعين عنها ولكني اقول ان علاوي وزمرته ضمن الحكومة , ومن الضمن الاساسي الفاعل فماهي الانجازات التي تقدموا بها غير اللهاث وراء المناصب التي لا تعتبر الّا اقنعة لبطالة ترهق كاهل الدولة والمواطن , بل اين الانجازات التي قدمها السلف الطالح لعلاوي والذين يتغنون بثلاثة انجازات لا رابع لها وهي تأميم النفط ومجانية التعليم ومحو الاميه والضمان الصحي , أما التأميم فقد وظفوا عائداته لحروب اتت على الاخضر قبل اليابس وليت انهم لم يؤمموه اصلا , واما التعليم المجاني مضافا اليه محو الامية فقد اصبح عدد الاميين في تسعينات القرن الماضي اكثر من عددهم يوم اطلقوا القانونين في السبعينات , واما الضمان الصحي فقد اصبح العراق وبفضل حروبهم وضرباتهم وتجاربهم الكيمياوية صاحب النسبة الاولى عالميا في المعاقين والمصابين بأمراض السرطان , ولكني لن استغرب ان حاولتم تحويل علاوي الى رمزٍ او قل الى صنمٍ جديد فأنكم وربي اكثر من صنع الاصنام والتماثيل بل وعبدها منذ يوم آزر حتى يومنا هذا فراجعوا التاريخ ان كنتم غافلين

Share |