الوقت ...احد موارد الإدارة الفعالة/قسمه الفضلي
Fri, 28 Nov 2014 الساعة : 23:44

إن الإدارة ما هي إلا تحقيق هدف ، وتحقيق الهدف يحتاج إلى وقت ، فالتخطيط يحتاج إلى وقت وكذلك التنظيم والتوجيه والرقابة واتخاذ القرارات وبذلك نرى أن الوقت احد العناصر الهامة والأساسية المرتبطة بكل عنصر من عناصر الإدارة . وان كل عمل إداري يحتاج إلى وقت وتوقيت مناسب وكل وقت يحتاج إلى إدارة وتخطيط، وهذه معادلة بسيطة وجب على القائمين على شئون الإدارة معرفتها وإدراكها .
فالوقت مورد تنظيمي هام من موارد الإدارة وعنصر أساسي من عناصر الإدارة الفعالة ولكنه يتميز على باقي الموارد بعدم قابليته للحفظ أو الاستخراج أو إعادة التخزين و الوقت الضائع يمثل موردا ضائعا وإهداره دليل على عدم الوعي الكامل والصحيح بأهميته وعدم الشعور بالمسئولية تجاه العمل .
وان إدارة الوقت مفهوم ارتبط بالعمل الإداري وهو النجاح في تحقيق هدف محدد في وقت محدد من خلال تفعيل القائم بالإدارة لذاته وللآخرين وللإمكانيات . وهو يعني القدرة على انجاز الأعمال بشكل منسق ومنظم وفعال وتحقيق الأهداف بأقل التكاليف .
فلكل مؤسسة أهداف تكونت من اجلها وصرفت لها ميزانيات محددة من اجل تحقيقها وتعلم مهارة إدارة الوقت بكفاءة وفعالية يساهم في تحقيق الاستغلال الامثل والفعال لكل الإمكانيات المتاحة للإدارة للوصول إلى انجاز تلك الأهداف .
ويعد سوء الادارة والتنظيم ابرز المعوقات التي تحول دون انجاز الاهداف واحد مضيعات وقت منظمات ومؤسسات العمل ، فعدم وضوح الأهداف او عدم وجودها اصلا سواء لمنظمة العمل او للفرد المسئول أو الموظف ، والافتقار إلى مهارة ادارة اولويات العمل التي تساعد في تقديم اي من تلك الاعمال او تأخيرها حسب الأهمية ، وعدم وجود تخطيط للمؤسسة بصورة عامة وللفرد في تعامله مع يوميات العمل بصورة خاصة هو تخطيط للفشل ، فالكثير من الإدارات تتخبط هنا وهناك و لا تعرف الى اين تتجه مما يؤدي الى تراكم الاعمال وضياع وقت المؤسسة في التجربة والخطأ على حساب الوقت الذي من المفترض ان يخصص للعمل والانجاز .
فإدارة الوقت من خلال تخطيط وتحليل وتنظيم الوقت ومن ثم الرقابة للأعمال المنجزة وفقا للخطة الموضوعة والمتابعة لهذه الخطوات والمراحل من خلال التفويض للمساعدين والزملاء ومنحهم بعض الصلاحيات وتكليفهم ببعض المهام وبالذات الروتينية منها والاستعانة بالموظفين الكفوئين والتحكم في المعوقات والابتعاد عن التسويف والتأجيل والاستغناء عن الاجتماعات عديمة الجدوى أو زيادتها عن الحد المعقول تحجيم لمضيعات الوقت وتخفيف من ضغوط العمل .
ويقابل ذلك مجموعة من موفرات الوقت التي من المؤكد لو اتخذت بالاعتبار فأنها ستساهم في سرعة انجاز العمل والتي تعتمد على أساس تقسيم الوقت ومدى استغلاله فلابد ان يكون لكل عمل فترة محددة لها بداية ونهاية ، فوضوح الأهداف وتحديد الاولويات اي ان يمتلك الاداري القدرة على التمييز بين المهم من غير المهم من الاعمال وعمل جدول لإتمامها خلال فترات زمنية معينة وتنظيم مكتب العمل وتنظيم الملفات والاحتفاظ بسجلات منظمة لها تسلسل معين ووجود نظام سليم للمعلومات والاتصالات الفعالة واحترام مواعيد العمل والقدرة على قول (لا) للحد من المجاملات على حساب وقت المؤسسة وانتهاج الاسلوب العلمي في اتخاذ القرارات بعيدا عن المركزية الشديدة والإقلاع عن الأعمال الروتينية وتجنب مرافقة الزملاء غير الجادين في العمل ومواجهة مشاكل العمل الطارئة والأزمات بأسلوب مخطط ومدروس جميعها عوامل تساعد على الاستفادة من الوقت المتاح وتنظيم العمل وبالتالي توفير فائض من الوقت لما فيه مصلحة المؤسسة والموظف .
فالاستغلال الأمثل للوقت يعني إدارة الذات وإدارة شؤون المنظمة للحصول على النتائج في الوقت المحدد وعملية تهدف إلى أن يجد المسئول او الاداري لنفسه وقت اكبر تحت تصرفه ، ومن خلال السيطرة يستطيع العاملون قضاء تلك الاوقات في امور اخرى اكثر اهميه كالتطوير الذاتي او حضور دورات مهنية متخصصة لتطوير العمل والارتقاء بمستوى ما تقدمه مؤسسته من خدمات.
لذلك لا بد من إدخال هذا المفهوم في بنية العملية الإدارية وآخذه في حسبان كل مفاصل العمل، حيث أن استخدام الطرق الإدارية الصحيحة لانجاز الاعمال المطلوبة واستخدام تقنيات ووسائل إدارة الوقت وتفعيلها من خلال تعلم مهارات ادارية معينة وزيادة التوعية بأهمية التنظيم لدى الموظفين وتعزيز قيمة العمل لما فيه من أهمية لتحقيق اهداف المؤسسة وأهداف الموظف مفاتيح للنجاح والتفوق ، واستغلال امثل للحياة لان الوقت هو الحياة ومن ضيع وقته فقد ضيع حياته ، كما أن الاستهانة بالوقت وإهداره قد ينافي مبدأ الأمانة والحرص على أهداف المؤسسة والوطن .