العنف ضد المرأة انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان/عبد الحمزة السلمان
Thu, 27 Nov 2014 الساعة : 0:31

مفهوم العنف ليس مفهوما معاصرا, وإنما هو مفهوم ارتبط وتواجد منذ الخليقة, مع وجود
الإنسان، حيث استخدمت أساليب ووسائل متعددة من أجل سيطرة الإنسان على خصومه، وإن أول من قام بممارسة العنف على الأرض هو قابيل حين بادر بقتل أخيه هابيل.
يشكل العنف ضد المرأة انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وشكلاً من أشكال العلاقات غير المتكافئة ما بين الرجل والمرأة في المجتمع, تعتبر ظاهرة العنف ظاهرة عالمية الانتشار، إلا أنها قد تختلف من حيث الحجم والشكل من مكان وزمان إلى آخر.
فمن عوامل الخطر التي تؤدي بالفرد إلى اقتراف العنف ضد المرأة, تدني مستوى التعليم، والتعرّض للإيذاء في مرحلة الطفولة, أو حالات من العنف المنزلي الممارس ضد المرأة، وتعاطي الكحول ، والسلوكيات التي تميل إلى تقبّل العنف، وعدم المساواة بين الجنسين.
ويعد العنف ضد النساء والفتيات واحدا من انتهاكات حقوق الإنسان الأوسع نطاقا في العالم, فهو يتخطى الحدود والعرق والثروة والثقافة والجغرافيا, ويحدث في كل مكان مثلا المنزل أو في العمل، في الشوارع أو في المدارس، في أوقات السلم أو الصراع, ولكن هذا ليس أمرا حتميا, إذ يمكن مواجهة العنف ضد النساء والفتيات والحد منه بشكل منهجي، ومع مزيد من الإصرار يمكن القضاء عليه.
ويتأثر العنف ضد المرأة, بدرجة تقدم أو تخلف السياق الاجتماعي الذي توجد فيه, فالعنف يزداد حيث تواجه المرأة مستويات معيشية متدنية، والعكس أيضاً صحيح, من هنا يمكن القول بأن العنف ضد المرأة لا يرتبط بعامل مجتمعي وحيد، بقدر ما يرتبط بشبكة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والدينية والعرقية, وذكر السيد عمار الحكيم خلال مؤتمر عقد في مكتبه , بمناسبة اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة, قدوتنا في الحياة لا تقتصر على الرجل وإنما تمتد لتشمل المرأة المتميزة والتي تجلت بأبهى صورها بالنموذج الزينبي المتألق.
تتشابك فيما بينها لتولد تلك الأسباب المؤدية للعنف ضد النساء والداعمة له, وهذا ما يؤدي إلى تعدد المنظورات المختلفة التي يجب أن تشترك في الكشف عن شبكة العنف ضد المرأة مثل الدراسات النسوية، وعلم الجريمة، والتنمية، وحقوق الإنسان، والصحة العامة، وعلى الاجتماع، وعلم النفس، والتاريخ، والدين، والبحوث القانونية والتشريعية, فالمرأة الزينبية لم تكن أمرآة منكسرة او منطوية اوجاهلة ، وانما كانت امرأة واعية وقوية ومنفتحة على واقعها وعارفة لحدودها المجتمعية ودورها السياسي ،فكانت تواجه الطغاة وتحاججهم وحولت الاسر والعنف الذي مورس ضدها الى قضية راي عام كان احد اسباب انهيار منظومة العنف التي حكمت الأمة.
إن المطلوب في النهاية وقفة عالمية رادعة، تكشف عن كافة أشكال العنف الممارس ضد النساء، و توضع التشريعات اللازمة والحاسمة للمواجهة, وقال الحكيم خلال المؤتمر لمناهضة العنف ضد المرأة “نحن في تيار شهيد المحراب نعتمد في سياساتنا المجتمعية على ايماننا بقدرة المرأة على المساهمة بتنمية المجتمع والوطن .. وان الاهداف المركزية التي وضعناها نصب اعيننا تتمحور حول تحرير المرأة من الخوف والضعف وازمة الثقة بالنفس والحاجة والعوز .. لان امان المجتمعات يبدأ من شعور المرأة بالأمان.