العراق من لوعة الى أخرى/مرتضى الهلالي

Tue, 25 Nov 2014 الساعة : 17:14

تعودالفرد العراقي على الصراعات منذ عقود خلت,لا بل قرون.فلم تحث حرب الا وكان العراق طرفا فيها,مسببا وغير مسبب.ولنترك الماضي البعيد ونجيء الى الماض القريب والحاضر المعاش .لم تمض الكثير من السنين على حروب الخليج (الأيرانية والكويتية وماتبعها من تدخل وحشي وحصار مجحف)والحرب الأميركية البريطانية وحلفاؤهم عام 2003 بحجة أسقاط الساقط اصلا بعقوباتهم الأقتصادية المدمرة .
نعم اسقط صدام وسقطت كل أدواته هرب من هرب وقتل من قتل واعتقل من اعتقل واستسلم من استسلم واختفى الصدام في حفرته الشهيرة ,وأسقطت كل معالم البعث (الصدامي )وتطهر ميدان الفردوس من دنس تمثال المخلوع.ولكن لم يكتفوا بذلك , واجهزوا على ماتبقى من بنية تحتية ودمروا ماتبقى من أقتصاد منهوب من عقوبات الأمم المتحدة وصدام وزمرته .عقمت أرحام النساء أن تلد منقذا ومحررا من (المحررين ),وجاء المحرر من بلاد كولومبس جاء (بريمر) كحاكم مدني للعراق (لسلطة الأئتلاف )وبهذا فقدت حلقة من سلسلة العراق(عام من تأريخ العراق ).وبدأت الوعود تنهال على المواطنين كألمطر المنهمر (رغم بغضنا للمطر ,لأن بيوتنا من الطين والصفيح).وأخذ بريمر هو الأمر والناهي في قطيع السياسين ممن جيء بهم (للأنقاذ)على ظهور الآلة العسكرية المحتلة .وشكل مجلس الحكم وطويت صفحة وفتحت أخرى ولايزال واقع المواطن على جميع الصعد يراوح مكانه .وتسارعت الأحداث وأنسابت الأيام والشهور من حيث لايشعر حكام العراق(غير الشرعيين)والمتناوبين على ادارة البلاد تحت ادارة كبيرهم (بريمر)ولم يجدوا علاجا للمرض ,وتفاقمت الأمور وحدثت انعطافات وانتقلت السلطة للحاكم العراقي وكلنا يعلم ولم يتغير شيء.وتدخلت النجف وحدثت الأنتخابات وكم فرح المواطن حينها وشاركة بكثافة وما من جديد يذكر ودعي الى كتابة الدستور الدائم للبلاد .وفصل الدستور وكان فضفاض عليهم وشحيح على العراقيين من المواطنين .ولم يضعوا محددات لما يجري في البلد المدمر والمنهوب ,لا بل دمر المدمر ونهب المنهوب اصلا ,ولازالت جحافل اميركا تركب أديم العراق وتعلو في سماء ارض الأنبياء بأسراب من طائراتها المتخمة بالذخيرة ولم تفعل شيئ وتركت الأمور تسير على مايهوى ساسة البيت الأبيض
وبدأت عيون الدماء تتدفق مكونة برك وسيول حمراء غرقت فيها (ضمائر من تعرفوهم جيدا).فلا منقذ أذن مات الضمير العالمي في أرض العراق ,وتحول أبناء البلد الواحد الى أعداء بفعل فاعل وحكومة الشعب المنتخبة لم تكترث لذلك ,ولأحزاب الحاكمة تتسابق لسرقة صوت المواطن لتذخره لها في الأنتخابات القادمة (نعم التخطيط الأستراتيجي)وأبناء بغداد تغص بهم المشافي وجثثهم تملئ الطرقات واحياء مقطوعة على الطائفة الأخرى لسنوات ولم يغير منهم شيئا .ووصولا الى امسنا القريب وماحدث في الأقليم والعالم وتأثر العراق بأرتداد موجة التطرف ولدت (داعش)ووجدت الدفء في مناطق معلومة ,بسبب سياسات رعناء ومتخبطة .وبذلك فقد العراق جزءا من بنيته المتراصه (سابقا) وقسم المقسم على الورق وأصبح واقعا وتحققت أحلام صهيون وأميركا.ومع هذه التغيرات لم يتغير شيء من أمن وخدمات للمواطن الجريح ورغم المآسي خسر العراق ما خسر والشواهد كثيره (سبايكر وأخواتها)وتهجير طاقات بشرية هائلة واليوم جاءوا العباقرة واجهزوا على ماتبقى من بقايا أقتصاد (أحادي)وموازنة معطلة ومشاريع معطلة لتعطيلها,وفارقت الفرحة أبناء العراق واليوم في حزن مطبق لما يجري.
وقول الشاعر خير مثال على حالنا اليوم
((سارت مشرقة وسرت مغربا    شتان بين مشرق ومغرب))

    مرتضى الهلالي

Share |