أيهما أقرب اليكم اسلامي بوجهين أو علماني بوجه واحد ؟ !-علي الموسوي / هولندا

Sun, 11 Sep 2011 الساعة : 17:58

يكتسب الموضوع أهمية بالغة لشريحة كبيرة من أبناء العراق بل أكاد أن أجزم بات اليوم حديث الساعة ولسان حال كل العراقيين ... نعم انه حديث الحسرة والذكريات ... حديث الآلام والهجرة والجهاد... حديث المشانق والمقابر الجماعية ... حديث الفقراء والأغنياء ... حديث البساط والكرسي ... حديث المؤمن والمنافق ... حديث حسن العواقب وسوءها ... حديث موسى وفرعون ... حديث انا ربكم الأعلى ..!!
حديث يطول ويطول عندما نفكر في هذه المفردات ، واظنك ياسيدي القارئ تشاركني في الرأي وسوف يتبادر الى ذهنك ان لديك المزيد من هذه الأسئلة والملاحظات ولو قدر وسمح لك بالحديث والمحاسبة لكنت أقسى من الكلمات وأقوى من الرصاص .. ومن الطبيعي ان نلتقي أنا وانت لأن مشتركاتنا ومشاكلنا واحدة ، وان مشتركات معظم السياسيين واحدة .. ونبقى نحن في خانة المدارات والمراعات لهؤلاء ونجد لهم الأعذار وعلينا الالتزام والانضباط في الكتابة والانتقاد ، وقد تحرم علينا امور كثيرة في أن نبوح بها على المواقع مراعاة منا للأصول والضوابط الشرعية !! ولكن لايعني هذا ضعفآ منا وقد جاء الوقت المناسب بالتصريح أوالتلميح ! بعد ان اصبحنا في ضيق وحرج ، وقد فاض الكيل وعجز الكثير منا في الاصلاح والنصيحة وبعد ان رفع المعنيون شعارآ لاأسمع ولاأرى ، والغريب ان الكثير من هؤلاء الجماعة مازالوا يعيشون في حقبة المعارضة قلبآ وفكرآ وقالبآ ، ولايفقهون وجودهم الحالي ومسؤولياتهم القانونية خصوصآ بعد ان أقسموا بالولاء لله والشعب والوطن ولكننا نجدهم اليوم أبعد الناس في تحقيق مطلب واحد وتحقيق مفردة واحدة من مفردات القسم وان صادفك أحدهم وهو في رحلة استجمام أوربية أو استعراض طاووسي .. ولقاء مرتب من قبل مجموعة طيبة من أبناء الجالية العراقية في هذا البلد أو ذاك تجده انعم من الدخنة وذو صدر رحب وتنهال عليه الدعوات من المحبين والصادقين وتفتح لهم القلوب والبيوت ، ويدخل المخلصين والمؤمنين في انذار جيم حبآ وكرامة وخدمتآ له وللجهة السياسية التي ينتمي اليها ، وبعد ذلك تلقى المحاضرات في أماكن مرموقة يجب أن تتناسب مع شخصية القادم المبجل !! وتصرف الأموال وتنصب الموائد احتفاءآ بالسيد المسؤول ومن ثم تأتي الوعود من قبل هذا المسؤول !! بالتغير والالتفات لمطاليب ابناء الجالية ويبدء بالتكرم في توزيع ارقام هاتفه في العراق لمن هو يريد أو من يكون قريب الى قلبه وفكره !! والتي يصل أعدادها الى أربعة أو خمسة أرقام وتنتهي الجلسة ويخرج الجميع بوعود كاذبة فرحين بما آتاهم المسؤول من أرقام هواتف النقال على أمل اللقاء به في العراق ، وقد يذهب البعض منا بدافع الحرص والشوق في لقاء المسؤولين الذين زاروهم في بلاد المهجر وقد يحمل هؤلاء المساكين من المشاعر الطيبة والشوق والتوقع بلقاء سريع لهذا المسؤول الذي شرفنا بزيارته !! في بلاد المهجروجاء الدور عليهم لرد الزيارة في العراق ويكتشفون للوهلة الأولى ان جميع أرقام التليفونات التي لديهم زائفة وتترك الرسائل الصوتية والكتبية ولاأحد يريد الرد عليهم !! ويرجعون خائبين الى بلاد الكفر كما يحلو للبعض تسميتها ، وهم يحدثون أنفسهم ويتسائلون أين الاشكال الحقيقي هل هو فينا أم فيهم ؟ وهل هؤلاء حقيقة ممثلوا الشعب ؟! وعلى الجميع أن يعلم بوضوح في عدم استطاعته الوصول واللقاء بالمسؤول في داخل العراق الا بعد شق الأنفس وهذا اللقاء لايأتي الا لمن لديهم حضوة لدى هؤلاء !! وان تم اللقاء ستندم على الماضي وستلوم نفسك على هذا اللقاء لأنك تجد الجماعة في عالم وانت في عالم أخر وكأنهم قادمون من كوكب آخر فقد نسوا أو تناسوا اصولهم وثوابتهم التي قاموا عليها وأسسوا لدولتهم الدهن قواطية ( الديموقراطية) ليصلوا الى دولة الديموكراسي (ديمومة الكراسي) .. والأمر من ذلك يعترف لك السيد المسؤول بتورطه في عالم السياسة والحكم والملفت والعجيب جدآ أن يحدثنا هؤلاء عن عدم استطاعتهم تقديم الاستقالة وتصحيح الأوضاع لأنهم أمام مسؤولية شرعية في عدم ترك المناصب للآخرين ...!!! نعم شر البلية مايضحك ..لقد بدى العراق في نظر هؤلاء خاليآ من الكفاءآت والرجال الا منهم ، وهم يغالطون أنفسهم في التعمد في الابعاد والاساءة للمخلصين والمضحين والمجاهدين والكفاءآت في كافة المجالات .

وأود أن ألفت نظر السادة القراء والمسؤولين اننا هنا كجالية عراقية في بلاد الغرب نستطيع الاتصال بأي مسؤول كان ومهما كان مركزه السياسي ولايأخذ منا ذلك الا الاتصال التليفوني وكتابة رسالة تحريرية لترتيب المواعيد وأسباب الزيارة .. فهل من معتبر؟ وهل لنا أن نقول في أفضليتنا على الآخرين؟ ونحن نحاول تقليدهم في تطبيق النظام الديمقراطي الذي بدى مستعصيآ على عقولنا وثقافتنا !!!

هل توافقوني الآن في عنوان مقالتي هذه ؟ فلو قارنا بين الاسلامي والعلماني ماذا سيكون تشخيصنا من وجهة نظر العامة من الناس ؟ لاتستعجلوا بالرد وأرجوكم منكم التمهل قليلآ ....

أولآ : أريد أن أسجل احترامي وتقديري لكل انسان مخلص يحترم مبادئه مهما كانت ديانته ومذهبه وعرقه وقوميته واني انطلق من مقولة الحاكم الكافر العادل خير من الحاكم المسلم الجائر .

ثانيآ : أصبح من المؤكد لنا ان هوية الأشخاص هي عنوان لهم ، الا اخواننا الذين بغوا علينا وعلى أنفسهم وابتعدوا عن اخوانهم وابنائهم طمعآ بالسلطة والجاه والمال والعيال !!! ولاشكك ان الأمر لايعني التعميم أو الاساءة للخيرين الذين مازالوا يقاتلون ايمانآ بالمبادئ واحقاقآ للحق ونحن على يقين ان ماأصابنا أصابهم ولو كانوا جزءآ من العملية السياسية ..

نعم لقد سقطوا في فخ الأمريكان وتلوثت الأيادي والنفوس وسقطت الأقنعة وتعددت الوجوه وباتوا اليوم سببآ في الحديث والانتقاد والتجرؤ على مراجعنا وعلمائنا وحتى شهدائنا وتحميلهم أخطاء وانحرافات مايسمون بالاسلاميين وأصبحوا وبالآ عليهم وأسيئ للدين والمذهب وأصبحنا جميعآ ندفع ثمن نزوات المتلبسين بالدين ، ونحن قد سلمنا لهم انفسنا في كل امورنا والآن نعلم وللأسف الشديد اننا خاطئون وعلينا أن لانكون امعة لهذا الطرف أو ذاك ...

Share |