نهضة الحسين-ح-11/محسن وهيب عبد
Wed, 19 Nov 2014 الساعة : 23:32

نهضة الحسين (ع) اسست
واقعا لا يزول لنهج الانبياء (ع) في الارض
(الحلقة الحادية عشرة)
بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله وصلى الله على خير خلق الله محمد واله ومن ولاه، واللعن الدائم على الظالمين اعداء الله.
لماذا واقع النهضة الحسينية الرسالي يلقى اشادة عالمية من نخبة البشر؟
لم نجد في تاريخ العالم كله اجماع على الاشادة بنهضة اخرى غير نهضة الحسين عليه السلام رغم التعتيم التاريخي والتجهيل المتعمد لحقيقة ال محمد صلوات الله عليهم ورغم الدفن للوقائع وتزييف حقائقها لقرون الا اننا نجد اشادة انسانية عالمية بتلك النهضة من خلال نخبة العلماء من كل اصناف البشر وفي كل اختصاصات المعرفة الانسانية ومختلف اديانها وقومياتها وطوائفها.
ترى ماذا يعني ذلك؟
انه يعني ان مواقف الجمال المضموني الآسرة الجاذبة التي تجلت من مواقف الحسين عليه السلام في نهضته والمستمدة من حقيقة الوحي في صناعة الكمال الانساني والممتدة في اتجاه ما حققه الانبياء مجتمعين في طاعة المحسن الكامل المطلق جل وعلا لترسم واقعا لا يزول كما زال بموت الانبياء عليهم السلام فاذا كانت المواقف التي نحتها الانبياء من المرر او الغرانيت ، فان لوحة الحسين عليه السلام نحتت من معدن مبتكر لا تؤثر عليه عوامل التعرية التي تدمر الاثار، ففازت بالخلود. وصار لكل صاحب ذوق وفهم في معاني الانسانية الراقية ان يرى له فيها جانبا جميلا حسنا آسرا جذابا.
نعم كل الاوصاف والاشادات التي تناولت نهضة الحسين عليه السلام لن تصل غايتها، ولا تحيط بكمال وجمال ما اختطه الحسين عليه السلام ونحته وسطره في لوحته يوم الطف ولا تبلغ تمام القصد من تلك النهضة ، ويبقى دوما فيها مجال وزوايا للوصف ، وهكذا كانت قصص هذه النهضة المباركة التي هي جزء من سيرة المعصوم المكلف بتلك النهضة ؛ التي يستحليها الناس ويودون سمعاها دوما وبتكرار دون ان يملوها لانها محض جمال وكمال والكمال والجمال يتلازم مع المسرة والابتاج في كل الاحوال الحزن والفرح، نعم يستحلي قصة نهضة الحسين عليه السلام فصارت سببا لواقع لا يزول.
مشاهير العالم ونخبته يشيدون بالواقع الانساني الممتاز برقيه وابداعه الكوني الذي اسسته نهضة الحسين عليه السلام، مع ان التاريخ العربي الاسلامي كان خجولا جدا وضنين جدا في ذكر ما اسست له نهضة الحسين عليه السلام الا ان الاشادة بتلك النهضة كانت كبيرة من قبل مشاهير العالم ونخبته بما لم تحظ به اي من حوادث التاريخ الاخرى:
1- الآثاري الإنكليزي/ وليم لوفتس / في كتابه: الرحلة إلى كلدة وسوسيان، قال:
(لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة).
2- الباحث الإنكليزي/ جون أشر /في كتابه: رحلة إلى العراق قال:
(إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي..).
3- المستشرق الهنغاري/ أجناتس غولدتسيهر /في كتابه: العقيدة والشريعة في الإسلام قال:
(قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً..).
4- المستشرق الهولندي/ رينهارت دوزي / في كتاب: تاريخ مسلمي أسبانيا قال:
(لم يتردد الشمر لحظة في الإشارة بقتل حفيد الرسول حين أحجم غيره عن هذا الجرم الشنيع.. وإن كانوا مثله في الكفر..).
5- المستشرق الفرنسي/ هنري ماسيه / في كتابه: الإسلام، قال:
( في نهاية الأيام العشرة من شهر محرم طلب الجيش الأموي من الحسين بن علي أن يستسلم، لكنه لم يستجب، واستطاع رجال يزيد الأربعة آلاف أن يقضوا على الجماعة الصغيرة، وسقط الحسين مصاباً بعدة ضربات، وكان لذلك نتائج لا تحصى من الناحيتين السياسية والدينية..)
6- الكاتب الإنكليزي/ توماس لايل في كتابه (دخائل العراق ص57-76):
توماس لايل؛ اشتغل في العراق معاوناً للحاكم السياسي في الشامية والنجف بين سنتي 1918- 1921 ومعاوناً لمدير الطابو في بغداد وحاكماً في محاكمها المدنية بعد أن شهد مجالس الحسين ومواكب العزاء..قال وهو يصف تلك الشعائر:
(...ولم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء ومازلت أشعر بأنني توجهت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم، بوسعهما أن يهزالعالم هزاً فيما لو وجها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين..)
7- الآثاري الإنكليزي/ ستيون لويد / كتاب: تاريخ العراق من أقدم العصور إلى يومنا هذا/ أو كتاب: (الرافدان) قال:
(حدثت في واقعة كربلاء فظائع ومآسٍ صارت فيما بعد أساساً لحزن عميق في اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام.. فلقد أحاط الأعداء في المعركة بالحسين وأتباعه، وكان بوسع الحسين أن يعود إلى المدينة لو لم يدفعه إيمانه الشديد بقضيته إلى الصمود ففي الليلة التي سبقت المعركة بلغ الأمر بأصحابه القلائل حداً مؤلماً، فأتوا بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم فحضروه في ساعة من الليل، وجعلوه كالخندق ثم ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب وأضرموا فيه النار لئلا يهاجموا من الخلف.. وفي صباح اليوم التالي قاد الحسين أصحابه إلى الموت، وهو يمسك بيده سيفاً وباليد الأخرى القرآن، فما كان من رجال يزيد إلا أن وقفوا بعيداً وصّوبوا نبالهم فأمطروهم بها.. فسقطوا الواحد بعد الآخر، ولم يبق غير الحسين وحده.. واشترك ثلاثة وثلاثون من رجال بني أمية بضربة سيف أو سهم في قتله ووطأ أعداؤه جسده وقطعوا رأسه..).
8- العالم الانثروبولوجي الأمريكي/ كارلتون كون/ كتابه: القافلة.. أو قصة الشرق الأوسط قال:
(إن مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل أساساً لآلاف المسرحيات الفاجعة..
9- المستشرق الألماني/ يوليوس فلهاوزن /كتابه: نهضة الدولة العربية..قال:
(بالرغم من القضاء على ثورة الحسين عسكرياً، فإن لاستشهاده معنى كبيراً في مثاليته، وأثراً فعالاً في استدرار عطف كثير من المسلمين على آل البيت (ع)..
10- المستشرق الإنكليزي/ د. ج. هوكارت / كتابه: الجزيرة العربية.. قال:
(دلَّت صفوف الزوار التي تدخل إلى مشهد الحسين في كربلاء والعواطف التي ما تزال تؤججها في العاشر من محرم في العالم الإسلامي بأسره، كل هذه المظاهر استمرت لتدل على أن الموت ينفع القديسين أكثر من أيام حياتهم مجتمعة..).
11- الباحثة الإنكليزية/ جرترود بل/ كتابها : من أموراث إلى أموراث قالت:
(لقد أصبحت كربلاء مسرحاً للمأساة الأليمة التي أسفرت عن مصرع الحسين..)
12- الكاتب المؤرخ الإنكليزي/ برسي سايكس/ كتابه: تاريخ إيران- ص 542: قال:
(إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا..).
وقال ابضا: (حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد).
العالم الإيطالي/ الدومييلي/ كتابه: العلم عند العرب قال:
(نشبت معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي، وخلفت وراءها فتنة عميقة الأثر، وعرضت الأسرة الأموية في مظهر سييء.. ولم يكن هناك ما يستطيع أن يحجب آثار السخط العميق في نفوس القسم الأعظم من المسلمين على السلالة الأموية والشك في شرعية ولايتهم..).
13- المستشرق الأمريكي/ غوستاف غرونيبام( أستاذ ألماني الأصل هاجر إلى الولايات المتحدة/ في كتابه: حضارة الإسلام)؛ قال:
(الكتب المؤلفة في مقتل الحسين تعبر عن عواطف وانفعالات طالما خبرتها بنفس العنف أجيال من الناس قبل ذلك بقرون عديدة، وأضاف قائلاً: إن وقعة كربلاء ذات أهمية كونية، فلقد أثَّرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين، تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى).
14- المؤرخ الإنكليزي/ جيبون( نسب إليه الأستاذ الهندي /سيد أمير علي في كتابه مختصر تاريخ العرب، هذا القول):
(إن مأساة الحسين المروّعة - على الرغم من تقادم عهدها - تثير العطف وتهز النفس من أضعف الناس إحساساً وأقساهم قلباً..)
15- الأستاذ الهندي /سيد أمير علي/ كتابه: مختصر تاريخ العرب قال:
(إن مذبحة كربلاء قد هزت العالم الإسلامي هزاً عنيفاً، ساعد على تقويض دعائم الدولة الأموية).
16- هربرت سبنسر /كتابه :الملحمة الحسينية ج3 ص 66:
(إن أرقى ما يأمل الوصول اليه الرجال الصالحون هو المشاركة في صناعة الإنسان الآدمي، أي الاشتراك في خلق جيل صالح، بينما مدرسة الحسين ليست فقط مدرسة تنبذ المذنبين ولا يمكن لها أن تكون من صانعيهم، بل إنّها لا تكتفي بكونها تسعى لخلق جيل صالح، إنّها مدرسة لتخريج المصلحين).
هكذا تحدث النخبة العالمية عن الحسين عليه السلام وما حققته آثار نهضته في واقع المسلمين، ولو بقي الامر متروكا للتاريخ، لكن امر الانقلاب على الدين الكامل والعقيدة الخاتمة امر عادي مثل بقية الاحداث، ولكان انتقال خلافة رسول الله صلى الله عليه واله الى معاوية ويزيد ومروان وعمر بن العاص وغيرهم من اعداء الله ورسوله من ابناء العاهرات (ذوات الرايات)،امر طبيعي ولأفرغ الاسلام من كل معانيه النبيلة وكما هو لان يمثله التكفيريين من داعش والنصرة والقاعدة وغيرها ما هو الا قتل وذبح وسبي وحرق وتدمير، بلا ادنى حدود الليقاقة الخلقية والانسانية.