( وداعا أبا زيدون)

Sun, 11 Sep 2011 الساعة : 3:18

بسم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) )) صدق الله العلي العظيم
ببالغ الحزن والأسى تلقى اهالي مدينة الرفاعي نبأ وفاة الدكتور((عطا عامر مهدي القيسي)) في حادث مؤسف في اول يوم من ايام عيد الفطر المبارك وكان الخبر بمثابة صدمه للاسرة الطبيه ولكافة اهالي مدينة الرفاعي فقد افنى الفقيد(( رحمه الله)) حياته في خدمة ابناء هذه المدينه الصابره منذ بداية عام 1990 ولغاية تاريخ وفاته
لقد تحمل المغفور له مسؤولية ادارة مستشفى الرفاعي العام في الاوقات الصعبه في تسعينيات القرن الماضي ولدورتين منقطعتين في تلك الفتره العسيره من تاريخ المدينه التي كنا نشم رائحة الدواء وهو يذهب بشاحنات الى مدن صدام بينما يحرم ابناء الجنوب ليموت الاطفال والنساء والشيوخ بسبب نقص الادويه في تلك الفترة الصعبه حيث تصدى ذلك الرجل ((ابن القريه))القادم من بساتين ديالى للمسؤوليه وجاهد من اجل توفير الممكن من الخدمات الطبيه لاهالي المدينه التي لم ينصفها المسؤولون لا في الازمنه الغابره ولا في زمن الحريه والديمقراطيه وكنت امزح معه بعد التغيير الذي حصل عام 2003 واسأله هل تعود الى بغداد وكان يجيبني بانه اصبح واحدا من ابناء مدينة الرفاعي وقد نذر نفسه لخدمة ابناءها ولن يخرج منها حتى اخر يوم في حياته اما بالنسبه لعمله كطبيب اختصاص اطفال فكان في خدمة ابناء مدينة الرفاعي طوال 21 سنة وكان مثالا للانسانيه والاخلاق العاليه وكانت ابتسامته وحنانه يبعثان الامل لدى ذوي الطفل المريض لقد عرفت فيه الكثير من الخصال الطيبه من خلال مرافقتي له منذ عام 1992 فكان مؤمنا كثير العبادة وكان يشارك الناس افراحهم واحزانهم وكان كريما ولديه برنامجا لمساعدة الفقراء وكان يعالج الفقراء والمتعففين في عيادته الخاصه مجانا بابه مفتوح ليل نهار للمرضى فضلا عن كونه طبيبا ناجحا ذو خبره ومهاره عاليه .
لقد بكى لرحيله الرجال والنساء والاطفال والفقراء حقا انه يستحق ان نحزن عليه لقد فقده الجميع
وداعا ابا زيدون والى جنات النعيم ان شاء الله رب العالمين ((انا لله وانا اليه راجعون))

احمد حلو

 

 

Share |