عظمة الإنتصار وروعة الإفتخار يكمن في دحر دول وليس قتل إرهابيين!!؟/سامي عواد

Wed, 19 Nov 2014 الساعة : 1:00

عظمة الإنتصار وروعة الإفتخار في تحرير قضاء "بيجي" وفك حصار مصفاته ليس في قتل مجموعة من الإرهابيين والعملاء والخونة؛ وإنما يكمن هذا في تسفيه أحلام تركيا "أردوغان" ودحر نوايا الصهاينة في العراق وخيبة أمل حكام "قطر" العملاء ومجاميع عصابات الإرهاب في الأردن وأرض الحجاز؛ وأخيراً مفاجئة الإدارة الأميركية والغرب الذين ينتظرون نتائج إعتداء مرتزقتهم على أرض العراق وشعبه المظلوم؛ ومن هذه النتائج أو "الفوائد"! هي طلب قادة العراق المساعدة الفورية لإنقاذ العراق قبل أن يصبح "أنقاض"!؛ وقد هيأت الإدارة الأميركية والغربية لهذا الأمر أو التآمربإطلاق موجة من الإعلام الغربي وتوابعه في منطقتنا العربية بأن القضاء على الإرهاب يتطلب سنين أو عشرات السنين من القتال والتصدي الذي تنوي قوات التحالف التصدي له بضرورة تواجدها في قواعد عسكرية كانت قد تركتها عند مغادرتها للعراق الذي كان خطأ كبيراً من قبل الإدارة الأميركية من جهة ومن الإدارة العراقية التي ألحت على مغادرة قوات التحالف من دون أن تحسب الحسابات المهمة في قدرتها على مواجهة التحديات المنتظرة والمعدة من دول الجوار إضافة إلى الورقة الكوردية التي طالما كانت عقبة في تقدم العراق واستقراره!

ومن أجل إجبار الإدارة العراقية على الرضوخ للأمر الواقع فإن الإميركيين والغرب كانوا يديرون المعركة وهذه الحركة من وراء ستار وهيئوا لها بالتعاون مع حلفائهم في المنطقة؛ واحتلت قطعان الإرهابيين الموصل وتقدمت حتى أوحي لنا أنها سوف تدخل بغداد!! وكان لما يسمى بالقادة الكورد الذين يخاطرون بمستقبل شعبهم بزجه في حروب هم في غنى عنها الآن؛ كان لهم دور غير مشرف في احتلال الموصل رغم ادعاءاتهم بأنهم أبلغوا المسئولين العراقيين بهذا التحرك!! بدليل أن الثمن كان السماح لهم باحتلال كركوك وإعلان مسعود نفسه بأن أمر كركوك قد حسم وبكل زهو وافتخار وتشفي!!؟

يشم من هذا الحراك أو التحرك على العراق أن ثمة أمر خفي على الأميركيين والغرب هو تحالف سري بين تركيا "أردوغان" وإسرائيل النتن "ياهو" على احتلال "أربيل"! للضغط على الأكراد بالمرة!! بأنهم بحاجة إلى تركيا لحمايتهم ومن ثم تسليم كوردستان إلى تركيا؛ وهنا استيقظ "باراك أوباما" بأن هناك تحدي خطير دبر في ليل!! يقوم به الحلفاء أو الأصدقاء! ولذلك تحركت الطائرات الأميركية على عجل لإنقاذ "أربيل" والمصالح والإستثمارات الأميركية والغربية في شمال العراق المحتل!!

وكان هدف تركيا استدراج أكراد تركيا إلى المعركة واستنزافهم كما خططت إسرائيل إلى استدراج حزب الله إلى سوريا لإستنزافهم وكشف مخططاتهم وأساليب قتالهم.

استسلمت القيادة العراقية للأمر الواقع وغضت النظر عن تدخل الطيران الأميركية واختراقه للسيادة العراقية من الجو رغما عن الذي يقبل أو لا يقبل فإن السماء العراقية احتلت أولا تحت سكوت وخمود الذين بدأوا يصرخون على السيادة العراقية واستقلال العراق!! الذي انتهك في ثلث العراق وهم بلا حراك ولا استعداد!! تمهيداً لإرسال المستشارين العسكريين في البداية وفي نفس الوقت فإن عصابات الإرهابيين لا زالت تضغط على الوضع الأمني وتحتل مدن وتحاصر قري وتتحرك في كل إتجاه ومن أهدافها دخول بغداد بمساعدة الحواضن من حثالة البعثيين الصداميين المتهيئون لدخول المعركة الحاسمة!!

وبعد أن تحركت الضمائر الشريفة الوطنية لدى قيادة القوات المسلحة العراقية ودخول جحافل الحشد الشعبي بعد الفتوى الحاسمة وتصدت قواتنا المسلحة والشرطة الإتحادية والحشد الشعبي للإرهابيين الذين أعلنوها بأمر من أميركا وقوات التحالف دولة إسلامية ودحرتهم في مناطق عديدة وحققت انتصارات حقيقية على الأرض وحررت الكثير من المناطق المهمة تغير المنطق الأميركي الغربي بعد أن تفاجأ بالإنتصارات العراقية والهزائم لمرتزقتهم في أماكن عديدة بدأ تدارك الموقف واعلنوا اعترافهم بقدرة الجيش والشعب بالتصدي للإرهابيين بوقت قصير؛ لكنهم لازالوا يصرون على التواجد في العراق فكانت دعوة عملائهم في الأنبار بضرورة تواجد قوات أميركية فيها لإنقاذهم ليس من "الدواعش" بل من الجيش العراقي وأبطال الحشد الشعبي وما كان للأميركيين إلا التحرك بسرعة والتمركز في مناطق "سنية"!! لإتخاذهم سند لهم في تواجدهم لأنهم هم طلبوا ذلك!!

هذه هي نتائج الإنتصارات العظيمة في "آمرلي" والأنبار وأخيراً في بيجي ومصفاته أن الأميركيين اليوم يخشون من تزايد قدرات الجيش العراقي والحشد الشعبي وتحقيق انتصارات أخرى حاسمة يجعل عملائهم في المنطقة يخشون من المستقبل بوجود العراق القوي العظيم؛ لذلك نقول أن الإنتصار في "بيجي" ومصفاته هو انتصار على دول وليس شراذم العصابات المرتزقة الذين جاء بهم "أردوكان" بالتعاون مع إسرائيل؛ وأميركا والغرب اليوم يخشون تركيا من أن تكون معبراً للإرهابيين على بلدانهم الآمنة والذي يتخذ منهم "أردوكان" ورقة يتساوم بها على.. إما إدخالهم في الإتحاد الأوروبي أو يدخل إليهم عصابات الإرهاب الجاهزة لدخول أوروبا وإحداث الخلل الأمني فيها وقد ألقي القبض قبل أيام على امرأة تحمل متفجرات تدخل بلغاريا من تركيا وربما هذا أول الغيث.

لقد حققت أميركا والغرب بعض أهدافهم بواسطة استخدامهم قطعان الإرهابيين والمرتزقة ومنها: دفع أكبر عدد ممكن من المنحرفين والمشاغبين والإرهابيين! في بلدانهم إلى هذه المعركة المهلكة! واستخدمتهم ورقة ضغط رابحة على حكومتي دمشق وبغداد, بيع أكبر كمية ممكنة من السلاح والعتاد وتشغيل مصانع السلاح والدروع وبيعها بأثمان مضاعفة, تحقيق مكاسب وتواجد في العراق رغماً عنه في الوقت الحاضر على الأقل, وأخيراً حرق ورقة الإرهابيين في العراق والتخلص منهم قبل محاولة عودتهم إلى مصادر انطلاقهم!! فرض الأمر الواقع على العراق بتواجد عسكري في المناطق الغربية لأنهم هم طلبوا من الأميركيين القدوم واحلالهم ضيوفا مكرمين في مضايفهم خوفاً من إنتقام "الشيعة" من "السنة"!! ولا عجب أن طلب أحد شيوخهم دخول الإسرائيليين لمناطقهم لحمايتهم من الحكومة الشيعية!! وأحد الأسباب المهمة والحاسمة في هذا التحرك على العراق من جديد هو نمط سياسة أو تفكير "المالكي" المتخلف بالتطرق إلى إسرائيل ونقدها بدون داع أو مناسبة؛ وتعرضه للجيش الأميركي وادعائه بأن لا تطأ "بساطيلهم" أرض العراق!! والأخطر من كل ذلك تقربه من روسيا الإتحادية وشراء السلاح منها وعلاقات إقتصادية وتجارية معها في الوقت الذي يقف الغرب وأميركا ضد روسيا وخلق مشكلة لها مع أوكرانيا ومحاولة عزلها إقتصاديا وسياسياً ويأتي المالكي لـ "يفرج" عنها قليلاً!!؟ وهذا التصرف كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير!! إسرائيل باقية! وبساطيل الجيش الأميركي الذي حرر المالكي!! وطأت أرض العراق!! وعزلت روسيا عن العراق وكل ذلك جرى باستخدام الإرهابيين المرتزقة!! مما مهد الطريق أمام العسكر الأميركي بالتواجد عند "العمام"!! ضيف كريم!!؟ والمحبة بعد عداوة.. وعدو عدوي صديقي.. وانزوى "المالكي" بعد أن قاد البلاد إلى الفوضى والخراب بسبب جهله ومن معه بالسياسة الرشيدة والدبلوماسية المطلوبة.

ألف تحية وسلام إلى قواتنا المسلحة والحشد الشعبي؛ والرحمة الواسعة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا في معركة الشرف معركة مواجهة دول ودحرها وليس عصابات مرتزقة؛ فانتصار اليوم هو إنتصار على تركيا وإسرائيل وقطر والسعودية والأردن وخلف أولئك كلهم مخططات أميركية ظالمة؛ ونقول أهلا بأميركا ومصالحها في العراق ولكن عليهم أن يكونوا منصفين مع الشعوب الناهضة؛ كما أن قادتنا وسياسيينا يتحملون قسطاً كبيراً من مأساة العراق وشعبه بتخبطهم وفسادهم وعنجهيتهم المرفوضة والفارغة وما نحن فيه هو نتيجة لمواقفهم الخاطئة والناقصة لجهل أكثرهم وتخلفه.

Share |