زيارة سياسية؛ ووفاق./فراس الجلالي

Wed, 19 Nov 2014 الساعة : 0:53

يتطلب عالمنا الذي نحيا ونتعايش فيه معا, بحدود وبلا حدود (سياسة) بإعتبارها ممارسة وتصرفات وقرارات تخضع لضوابط ومعايير..
نحن كأفراد ومؤسسات بحاجة أن نتعلم كيف نكون ساسة, لأنها بأوضاعنا الحالية المتوترة  ضرورة, قد توصلنا  إلى التوافق الداخلي..
ولو كان حكامنا, ومن تسلم زمام قيادتنا ساسة حكماء, قادرين على التخطيط للوصول إلى الأهداف ألاستراتيجية, لاسيما بعد أن أنجلى عنا ظلام الحكم المستبد, والحاكم المتفرد , لما صار حالنا على ما عليه الان, من فرقة وضعف و...؛ يصعب علي كعراقي أن أكمل الفراغات..
حال مزعج, لا يقبله أي وطني, ولكن ما بيدنا حيلة, الا أن نتمتع بقدر من السياسة..
أما أبرز أسباب تأخرنا عن الركب الحضاري, والمدني الآمن المستقر,  فهو التخلف الممنهج الذي فرضه المتمسكين بالسلطة, على حساب الناس وجراحاتهم, من دعاة الحزب الواحد, والمتبحرين في سياسة الاقصاء والتهميش.
لقد خسر العراقيين فرصهم بالعيش الرغيد, حين تولى أشخاص غير واعين سياسيا مقاليد ألامور, ليسيروا بسفينة الدولة  نحو الصخور بواضح الطريق.
لقد برعوا بجهلهم المزدوج بتجزئة الوطن, وتأجيج الطائفية بعد أستيرادها من السلطات الموبوءة التي تحكم بمنطق الخرافة, (المدول)..
لقد فُرضت علينا أمور نزعت ثقتنا ببعضنا, وخربت بلدنا..
لا أريد أن أتتبع التاريخ المؤلم لشخص (الملحاكم), وأفعاله المشينة, التي لا ترنوا للسياسة, أتجاه تفكيك الوحدة الوطنية, وكيف أنه تولى رئاسة ثمانية عشر محافظة, ليخرج منها بعشر..
ولكن من المفيد أستذكار, موقف واحد من كثير, كيف أنه حول مطاليب بعضها مشروع إلى أزمة, فنكسة أنتهت بداعش سائد, وخلافة تتمدد لقرود, أستباحت الحرمات..
فشل كان يمكن تلافيه لو رَكن للعُقلاء, وقرر أنفاق مليار سنويا لتنفيذ مشاريع تنموية عراقية, بدل هدر الكرامة, والنفس والخزينة.
العراقيون أخوة, وأن فرقهم جهلة القوم بعناوين قومية ومذهبية, هم لا يحتاجون ألا التحاور ضمن إطار الواقع الموضوعي ..
وهذا ما أثبتته زيارة وزير النفط لإقليم كردستان, التي فتحت أبواب للاتفاقيات, أذ تبدو لي كمواطن عراقي له قراءته الوطنية, أعادت المياه لمجاريها, في بادرة خير نحو توحيد الخطاب..
هذه الزيارة وما أثمرته, علامة بارزة تبين أننا في الطريق الصحيح, الذي من شانه الحفاظ على ماء الوجه, وتعزيز الجهد الوطني للقضاء على أرهاب المتطرفين, وأنصاف حقوق المظلومين.

Share |