شهادة من الموصل: الحياة في الجحيم

Mon, 17 Nov 2014 الساعة : 8:00

وكالات:
"إنه كابوس مخيف"، هذا ما قاله سامي مراد، الموصلي الذي فر من مدينته باتجاه أربيل، عاصمة إقليم كردستان، واصفا حال مدينته بعد 5 اشهر من سيطرة التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية" على المدينة.
يقول مراد، "لقد بدأت كراهية أهالي المدينة للتنظيم منذ أن قام بتفجير الجوامع"، في إشارة إلى جامع النبي يونس، والمساجد التي يعتبرها التنظيم "أماكن للردة وليس لاقامة الصلاة".
وبدا مراد، وهو تاجر صغير وكان ضابطاً في الجيش السابق، خائفاً من التعريف بهويته، فيما بقي بعض من افراد عائلته في الموصل لحماية منزلهم من المصادرة على يد التنظيم.
ويقوم مسؤولي التنظيم بتفتيش المنازل بحثا عن وثائق ملكيتها ومعرفة ان كان من يقطنها هم أصحابها الشرعيون.
وينذر المسلحون السكان الفارين من المدينة للعودة إليها، قبل أن يقوموا بمصادرة الممتلكات بعد عشرة أيام من الإنذار.
ولم تكن عملية عبور الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم باتجاه الاراضي الواقعة ضمن سلطة اقليم كردستان صعبة، فقد ذكر مراد انه سلك الطريق بين الموصل وكركوك، الذي كانت تحميه قوة مؤلفة من مسلحين مراهقين يقفون في نقطة تفتيش على الطريق.
ويقول مراد إنه اعتمد على "أحد الأصدقاء الكرد" ليضمن له الكفالة ودخول أربيل.
ويشرح مراد الوضع في الموصل، قائلاً "إنه يزداد سوءاً، لا ماء ولا كهرباء منذ 28 يوما، والسكان يعتمدون بصورة كاملة على المولدات الكهربائية الخاصة".
ويمضي إلى القول، "النفط الخام يذهب الى سوريا من حقول الموصل النفطية ليتم تكريره، لكن الوقود المكرر رديء جدا ويؤدي الى تلف محركات المولدات".
ويتابع، "المواد الغذائية تباع بأسعر معقولة (…) مثلاً سعر الطماطم رخيص جداً لأن ان المزارعين فقدوا كثيرا من زبائنهم من خارج الموصل".
لكن طبيعة الحياة تغيرت كثيراً في الموصل، خصوصاً بعد تهجير السكان من الأقليات، ويقول مراد "الحياة اصبحت مزيجا مستمرا من الخوف والضيق".
ويلفت مراد الانتباه إلى استمرار تسلم المتقاعدين رواتبهم عبر المصارف. ويقول "الغريب انهم يستلمون معاشاتهم من حكومة بغداد المركزية".
لكن العبء الثقيل الذي يتحمله السكان في المدينة يتمثل بلوائح القوانين الجديدة التي فرضها التنظيم، والتي يشرحها مراد بالقول "الأنظمة الجديدة التي فرضتها داعش مطابقة للشريعة الإسلامية، بعضها متعب وغير مريح كمنع التدخين العلني وبعضها تافه كرفع رسومات شخصيات كرتونية مثل توم وجيري من على جدار المدارس".
كما أن فرض ارتداء النقاب، بالنسبة للنساء، أثار استياءً كبيراً. 
وينقل مراد عن إحدى السيدات الموصليات، "خرجت بصحبة امي الكبيرة بالسيارة لشراء ادوية (…) انا اضع غطاءً خفيف يُظهر عيني فقط".
وتمضي إلى القول "الاسبوع الماضي كانت هناك امراة تقف بالقرب من احد الاكشاك فكشفت وجهها لشرب الماء فاذا باحد افراد التنظيم يقترب منها ويضربها على راسها بعصى ولم يلاحظ وجود زوجها بالقرب منها والذي اوسعه ضربا فلاذ العنصر بالفرار وهو يطلق رصاصات في الهواء حيث تعاطف عدد من المواطنين مع الزوج واشتركوا في ضرب ومطاردة العنصر".
يقول مراد، إن شعوره بالفزع لم يفارقه أبداً، لكنه يقر بأن مسلحي التنظيم لا يتعرضون لمن لا يتدخل في شؤونهم.
ومع ذلك يستذكر الضابط السابق، الإعدامات العلنية في ساحات الموصل العامة كما حدث للمحامية سميرة صالح علي النعيمي والتي كتبت على موقع "فيس بوك" واصفة عمليات تفجير الجوامع والاضرحة على يد داعش "بالعمل البربري".
ويقول مراد، "بعد هذه الحادثة لم أخرح من البيت سوى 10 مرات خلال شهرين (…) كنت واحدا من معارضي جيش المالكي، لكن الان ارغب بشدة بعودة الجيش الى الموصل.. الناس في الموصل سيرحبون بهم وبأي منقذ لهم من تنظيم الدولة، حتى ولو جاء إسرائيليون".
 ويذكر مراد أن تنظيم "الدولة الإسبامية" قام أخيراً بمهاجمة قادة ورموز المجتمع في الموصل، الذين من الممكن ان يقودوا ثورة في المستقبل ضده.
ويقول "تم وضع العديد من ائمة الجوامع تحت الاقامة الجبرية وتم استبدالهم بائمة اصغر سنا يدعمون فكر التنظيم".
ويوضح أن الاستهداف الاستباقي لم بشكل عشوائي، بل بالاعتماد على جهاز استخباراتي يجمع المعلومات حول اي "عدو محتمل".
ويلفت مراد، إلى أن مسلحي التنظيم قاموا بـ"أكبر عملية إعدامات" لضباط الجيش السابق في الموصل، بعد أن أعلن اعلن اثيل النجيفي المحافظ السابق لنينوى الشهر الماضي بان الضباط السابقين في الموصل ينتظرون قدوم الجيش العراقي ليتحركوا ضد تنظيم الدول
المصدر/واي نيوز:

Share |