الصحة مسئولية الجميع/قسمه كريم الفضلي

Sun, 16 Nov 2014 الساعة : 23:14

إن بناء مجتمع صحي يتمتع أفراده بالسلامة البدنية والنفسية والعقلية السليمة له تأثير ايجابي وكبير على بناء المجتمع وتحسين مؤشرات التنمية بكافة جوانبها.
ومن المؤكد إن لوزارة الصحة دورا أساسيا في تامين وبناء المنظومة الصحية في المجتمع وتلبية احتياجات الفرد والمجتمع في هذا المجال ولكن ذلك التامين والبناء لا يتسنى إلا من خلال مشاركة مجتمعية حقيقية وفاعلة .
فالصحة مسئولية الجميع وليست مسئولية الصحة بمفردها ..
أن تخطي النظرة إلى أن كل دائرة أو منظمة داخل المجتمع تعمل بمفردها أصبحت أمرا لا مناص منه ، فالمسئولية تشاركيه حيث يرتكز عمل كل دائرة على عمل الدوائر الأخرى والعلاقة طردية في النجاح والفشل .
فالأنشطة والفعاليات لتلك الدوائر والمنظمات التي تدار  بجهود مبعثرة هنا وهناك امر لا يوفر الخدمات بالشكل المطلوب ولا يمكن أن يستفيد منه المخدوم .
ومن اجل بناء نظام صحي يضمن تقديم خدمات وفق معايير الصحة العالمية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية حينما عرفت الصحة على انها حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية التامة لا مجرد انعدام المرض أو العجز يتضح أن الصحة لا تقتصر على الخلو من المرض فقط وإنما هناك جوانب أخرى متعلقة تتطلب أن ننظر اليها نظرة شمولية وان نتعامل  معها بشكل أوسع و أكثر جدية مع القضايا والظروف العامة التي من المؤكد انها تؤثر سلبا على الصحة العامة وعدم اكتمال الصحة النفسية والعقلية لأفراد المجتمع .
إن تحسين الظروف البيئية والتركيبة الاجتماعية والعدالة في توزيع المصادر المالية والصحية المتاحة والنهوض بالمستوى الاقتصادي لأفراد المجتمع عوامل مؤثرة ، لان من المعروف أن الفقر قد يؤدي إلى المرض وان المرض يؤدي إلى الفقر .
إن تامين غذاء صحي وسليم للمواطنين سواء أكان محليا أم مستوردا ووفق المواصفات المعتمدة و معاناة أكثر من مليوني عراقي من أمراض سوء التغذية  وعدم توفر السكن و المأوى المناسب الذي تتحقق فيه الشروط الصحية للكثير من أفراد المجتمع بما يحافظ على صحتهم ..بالتأكيد ليست مسئولية الصحة بمفردها .
وسوء الصرف الصحي  والمياه الملوثة وعدم وجود الغطاء النباتي اللازم  لتنقية الهواء والافتقار إلى المتنزهات والأماكن الترويحية اللازمة للصحة النفسية والفكرية وعدم التخلص السليم من النفايات والمخلفات وأنقاض البناء التي تزيد من القوارض والحشرات والتي تعد خازنة وناقلة للأمراض الانتقالية بالإضافة إلى الرعي داخل المدن وتربية الحيوانات داخل المنازل والتي تسبب ما نسبته 75% من الأمراض التي تصيب الإنسان ...نعتقد إنها ليست مسئولية الصحة بمفردها ..
وعدم مقدرة العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية بالذات إلى الوصول إلى الفئات المحتاجة والمستهدفة أثناء الحملات الصحية والوقائية آو أثناء إجراء المسوحات والتي تعد أمرا ضروريا للتقصي الصحي في المجتمع وجمع المعلومات الضرورية عن الاحتياجات المجتمعية نتيجة للطرق الوعرة أو الظروف غير الآمنة ...لا شك إنها ليست مسئولية الصحة بمفردها .
الوضع المزري للمدارس وعدم  توفر الإمدادات الصحية ومياه الشرب الصحية لكذا مليون من أبناء المجتمع والتي من المفترض ان تخصص لكل 25 طالب دورة مياه واحدة وان لكل (50) طالب حنفية للشرب فضلا عن تكدس العشرات من الأطفال في صفوف ضيقة لا يتوفر فيها أدنى مستوى من التهوية ، و المستوى المتدني لمخرجات التعليم العالي  بتخريجها لكوادر عاملة لا تتمتع بالكفاءة العلمية المطلوبة باعتمادها على نظم تعليمية بالية وانتشار المخدرات و المشروبات الكحولية  والتدخين والممارسات السلوكية الخاطئة التي تهدد السلامة الصحية و لنفسية والمجتمعية للشباب والتي تقارب نسبتهم أكثر من ثلث سكان الوطن مع تغافل وتجاهل الجهات المعنية للموضوع ...ظواهر ليست مسئولية الصحة بمفردها ..
إن معالجة الأوضاع والعوامل المؤثرة لتحسين الحالة الصحية للمواطنين والنهوض بالواقع الصحي و أهمية  تنظيم الجهود والعمل المشترك لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الصحية والبيئية بين الأطراف المعنية وعود ينتهي مفعولها بالخروج من قاعات المؤتمرات آو الاجتماعات المشتركة.

Share |