أهم أسباب أنتكاساتنا السياسية/حسين الشويلي

Sun, 16 Nov 2014 الساعة : 22:41

لا أحد يملك عقلاً وضميراً، يمكنه أن يجادل في الوضع العراقي الأسود ,فالموت والخراب والفوضى والدمار المادي والروحي لم يغادر العراق منذ سقوط الديكتاتورية البعثية عام 2003 .
والمسؤول الأول عن هذا التراجع في تحقيق أهداف الثورة ضد السلطة البعثية , هي القيادات الشيعية السياسية التي أحكمت وجودها في المشهد السياسي ولايبدو أنها ستتنازل لقيادات أخرى  تقود المجتمع الشيعي وسط هذا الأستقطاب الطائفي العنفي .

وعلينا أن نسأل أهو أنحراف أصاب القيادات والكوادر الحزبية الشيعية عن مشروعها القديم في تخليص العراقيين عامة من الأستبداد الحزبي الدموي المتمثل في سلطة البعث , ومدّ المجتمع الشيعي بوسائل الحياة الكريمة ؟ أم أنه لم يكن ثمّة مشروع _ وكانت متاجرة وصفقات بأسم المعارضة ؟ أم أنهم قد تمّ أختراق صفوفهم من قبل جماعات بعثية منحطّة ؟ ومن الملموسات السياسية وخط سير الأحداث يكون من البديهي أنهم تمّ أختراقهم في زمن مبكر جداً على آخر يوم من عمر البعث وأول بدايات التجربة الشيعية للعمل السياسي الغير معارض .

أول تراجع علني عن التوصيف الأيديولوجي الشيعي لسقوط " الحكم البعثي " بأنه " تغيير السلطة " وكان خطأءً كارثياً قاد الى كوارث كبيرة وخطيرة . فمحاكمة صدام وعشرات من الكوادر المتقدمة للبعث , هو أختزال الجرائم الكبرى التي لحقت بالمجتمع الشيعي حصراً بعدّة أفراد _ وبعد الأنتهاء من محاكمتهم وشنقهم , تُرك الموروث السياسي والهياكل الرجعية  والمنظومة القديمة  تتحرك وأرتبطت تلك المنظومات بالعمل السياسي والعسكري والخدمي في سياق أيديولوجي له عناوين أسلامية وعلمانية " القائمة العراقية " جبهة الحوار الوطني " الحزب الأسلامي : وسواها من التنظيمات التي ليست في الأخير سوى رجع صدى البعث .

ففي كل المناسبات السياسية والتظاهرات  " كانت أعلام البعث وشعاراته تشارك علناً " وآخرها ولادة الكائن الداعشي الذي جذب عشرات الالاف من المهمشين الى حد كراهية البشرية والمفصومين نفسياً ,
أولئك الذين تماهوا علناً مع باطنهم التكفيري العنفي , وأنتهوا الى ممارسة الأرهاب الفردي والجماهيري والتنسيق مع الجماعات الأرهابية الصريحة . هم نتاج خطأ أرتكبته القيادات الشيعية أبان سقوط الحكم البعثي , بأن أكتفوا بشنق صدام وتركوا المنظومة البعثية التي تعفّنت ووصلت للحظة السقوط الكلي والأبدي ,
أن تعيد تنظيماتها _ في وقت تعاني التشكيلات الحزبية الشيعية حالة أنقسام وعداوة ساهمت الى حد,, كبير بعودة  البعث تدريجياً بعد أن طرده التحالف الدولي .

إن العملية السياسية الحالية  نتاج حركة تحرّر مجتمع محلّي ضد محتليه  ومضطهديه الداخليين، وكانت يمكن أن تنجو من هذا التفسخ والفشل الكبيريين لو أن القيادات الحزبية الشيعية عملت بمفهوم المواطنة وتركت أستحقاقات الحزب , والتهافت السلطوي .
وفي نهاية المطاف نجد أنفسنا أمام توصيفاً واحد لحالتين مختلفتين , يتهم البعض القيادات السياسية الشيعية بأنها كائنات طاردة للكفاءآت وتفتقر لأوضح أبجديات العمل السياسي , وقيادات طائفية تعمل لأجندات أيرانية .  وهذا الطرف هو بعثي أو تكفيري ,
وطرف آخر يقف على النقيض كأيديلوجية وهم الأغلبية الشيعية بيد أنها تتهم تلك القيادات السياسية الشيعية على أنها عادت بالبعثيين الى السلطة . وخلاصة النتيجة أن المعركة مازالت قائمة بين الشعب المضطهد وبين البعثيين .
وأولوية الخلاص من هذا الكم من الأخطاء يكمن في أنشاء أقليم الوسط والجنوب , وتجريم البعث والعمل على تصنيفه تنظيماً أرهابياً .
أي لابد من العودة للبدايات لتصحيح العمل السياسي أبتداءاً من أستئصال الفكر الأقصائي الأستبدادي _ مروراً بأختيار شخصيات تكنوقراطية _ وأنتهاءاً بأقامة أقليم الوسط والجنوب .

Share |