ذي قار تحيي "مدارس الهواء الطلق" بعد "انقراضها" منذ سنوات طويلة
Sat, 15 Nov 2014 الساعة : 11:47

وكالات:
لم تعد المدارس الطينية التي اشتهرت ذي قار بكثرتها في المحافظة قادرة أيضا على احتواء الاعداد المتزايدة من الطلبة رغم ازدواجية أو ثلاثية الدوام فيها فكانت مدارس الهواء الطلق أحد الحلول لتجد طريقها الى الظهور مرة أخرى بعد سنوات طويلة من اختفائها.
ويقول رئيس لجنة التربية بمجلس ذي قار شهيد الغالبي ان "الواقع التربوي في ذي قار مرير ومزري ومؤلم بنفس الوقت، لأنه يعاني من الكثير من المشاكل من ضمنها مشكلة الابنية المدرسية".
ويضيف ان المحافظة بحاجة الى 600 مدرسة لحل معضلة الدوام المزدوج والثلاثي والرباعي في مناطق عديدة من المحافظة.
وأشار الغالبي إلى وجود 287 بناية مدرسية محالة على وزارت الصناعة والاسكان والاعمار والتربية ولكن المشاريع متلكئة، لافتا الى وجود 106 مدارس طينية في المحافظة.
ويضيف أيضا أن هناك مشكلة اخرى مازالت من دون حل وهي نقص الملاكات التدريسية والمحافظة بحاجة الى ما يقارب 1000 معلم و748 مدرس وليس هناك تعيينات بسبب عدم وجود موازنة لهذا العام.
وقال "حاولنا سد النقص بتعيين محاضرين تدفع اجورهم من البترو دولار لكن هذا ايضا مرتبط بالموازنة".
وبشأن نقص الكتب المدرسية قال اغالبي إن "هناك نقصا كبيرا بسبب عدم وصول الكتب من المطابع في الاردن لقطع الطرق من قبل الارهاب كما ان بعض مطابع العراق التي احيلت إليها طباعة الكتب متلكئة او لم تسلمها للمحافظات، ونحن في اللجنة التربوية ارتأيانا توزيع الكتب القديمة على الطلبة لحين وصول الكتب الجديدة".
اهالي طلبة اكدوا ان بعض المدارس لا تعرف سبب تعطل الكتب وليس لبعضها علم بتغيير المناهج.
وقالت ام مريم (موظفة) ان "معظم المدارس بالناصرية تعاني من نقص بالكتب وحتى الكتب القديمة توزع بالمشاركة أي 3 او 4 طلاب يشتركون بكتاب واحد بانتظار وصول المناهج التي لا يعلم حتى المشرفون هل تبقى نفسها او تتغير، حتى يمكن الاستفادة من الكتب القديمة ان وجدت"، مضيفه "كما ان مشكلة المرافق الصحية اللائقة بأطفالنا لم تحل منذ عدة سنوات بمعظم المدارس".
مدرسة الشروق التي بنيت عام 1937 بناحية كرمة بني سعيد، تضم 300 طالب هي احدث مدارس الهواء الطلق.
وقال كمال علي مسؤول التربية بمجلس كرمة بني سعيد ان "مدرسة الشروق بمنطقة الاصيبح بكرمة بني سعيد التابعة لقضاء سوق الشيوخ (30 كم جنوب شرق الناصرية)، وعدد طلابها اكثر من 300 طالب، بنيت منذ 1937 وتم في عام 1981 اعادة بنائها بمادة البردي المضغوط، على ان تكون مؤقته لمدة سنتين ولكن استمر استخدامها الى 2014، حيث اصبحت آيلة للسقوط وتم هدمها على ان تبنى ضمن تنمية الاقاليم الا ان الشركة تلكأت بانجازه".
وأضاف "تم تجهيز خمس كرفانات لكن ما زالت شعب تتلقى تعليمها بالعراء هي الرابع والخامس، كما لا يوجد بها صحيات لان القديمة مردومة".
واشار الى أن "التربية غير متعاونة مع الحكومة المحلية لأسباب ادارية او سياسية لان بعض المدرسين والمعلمين من كتل بمجلس المحافظة ولا يمكن نقلهم لسد النقص في مناطق أخرى".
وقال مدير الابنية مهندس قاصد قاسم جاسم "لدينا 1760 مدرسة، والموجود حاليا لدينا بحدود 1160 بناية مدرسية، وهذا يعني أننا بحاجة الى 600 او 650 بناية لفك الازدواج بالدوام".
وأضاف ان "المشاريع مستمرة في 451 بناية ويتبقى 200 الى 250 بناية لسد النقص وفك الازدواج وذلك بعد اكمال البنايات المتلكئة وجميعها مشاريع وزارية، وليست هناك حلول قريبة او منظورة لهذه المشكلة وتم طرحها امام الامانة العامة لمجلس الوزراء وأمام البرلمان العراقي لإيجاد الحلول لها".
وعن المدارس الطينية اجاب "ليست هناك مدرسة طينية الا وبجانبها مدرسة محالة على وزارة الصناعة تبنى لكن تلكؤ الشركات اطال عمر المدارس الطينية".
وقال بسام الجابري عن منظمة (البيت العراقي) ان "معظم مشاريع الابنية المدرسية المتلكئة تنفذها وزاراتا التربية ووزارة الدولة لشؤون الاهوار المنحلة، ولدينا حاليا 287 بناية مدرسية متلكئة منذ اكثر من عامين وقد تقدمت المحافظة بأكثر من طلب للوزارات المعنية لغرض التسريع في وتيرة العمل او سحب العمل لكن دون جدوى".
وأضاف أن "المشاريع الوزارية الخاصة بمعالجة المدارس الطينية جميعها متلكئة فلم ينجز منها سوى مدرستين من اصل 106 احالتها وزارة التربية بتاريخ 5 ايلول 2011 على شركات وزارة الصناعة لتكون بديلا للمدارس الطينية وهي لازالت بنسب انجاز كلية لا تتجاوز 44% من مراحل العمل".
وبين ان "هناك اكثر من 300 بناية مدرسية في محافظة ذي قار مصنفة ضمن المدارس الآيلة للسقوط لم يتم التطرق لسبل معالجتها لحد الان".
واضاف الجابري "مازالت 50 بناية مدرسية متلكئة وغير منجزة منذ ان احالتها وزارة الدولة لشؤون الاهوار عام 2009 على شركة البارح للمقاولات، كما أن لا تزال 52 بناية مدرسية متلكئة وهي من المدارس التي احالتها وزارة التربية عام 2011 ضمن مشروع هدم واعادة بناء المدارس الايلة للسقوط والذي تنفذه شركة انوار سورى للمقاولات ( قطاع خاص) في محافظة ذي قار ونسب الانجاز الحالية هي 34%، كما ان هناك 36 بناية مدرسية احالتها وزارة التربية منذ 20 اب 2012 على شركات وزارتي الصناعة والاسكان لازالت نسب الانجاز فيها لا تتجاوز الـ 10% من مراحل العمل فيما لا تتجاوز نسب الانجاز الكلية في 9 مدارس من مدارس الهياكل الحديدية نسبة الـ 49% وهي الاخرى مشاريع وزارية متلكئة".
وتابع بالقول "هناك 21 بناية مدرسية اخرى يجري تنفيذها منذ عام 2011 و 2012 على منحة البنك الدولي وانعاش الاهوار وخطة تنمية الاقاليم لازالت هي الاخرى متلكئة وبنسب انجاز كلية لا تتجاوز الـ 60% من مراحل العمل، والارقام تبين ان حجم المشكلة غير قابل للحل في ضوء الامكانات الحكومية الحالية".
ويذكر ان الحكومة المحلية قررت الاسبوع الماضي اعفاء مدير تربية ذي قار من منصبه والذي تولاه طيلة اكثر من 8 سنوات، وسط اعتراض من وزارته لأسباب غير محددة.
المصدر/شفق نيوز