حواضن الأرهاب والعودة إلى (لغة العقل!)؟/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري/المانيا
Wed, 12 Nov 2014 الساعة : 23:47

أعوام قاسية جدا جدا مرت على العراق بعد سقوط الطاغية الصنم وتسلط الأرهاب في بلاد الرافدين!.لقد أصيب العراقيون العرب بصورة خاصة(لاسيماالشيعة وقسم أيضا من السنة!) بصدمة لاتوصف وهم يرون الكثير من إخوتهم وأبناء قوميتهم في المناطق الغربية قد أصبحوا حقا(صفا واحدا؟) مع من يريد تدمير العراق وفناء الأكثرية الشيعية فيه!.لقد نسى أو تناسى من وفر الملاذ الآمن(وأقصد طبعاالحواضن!) لأعتى الأرهابيين والقتلة( من القاعدة إلى داعش !)بأن من جاء تحت غطاء(حمايتهم طائفيا؟)هو في حقيقة الأمر لادين (ولا طائفة حقيقية!) ولا مبدأ له وهدفه كان(ولا يزال!) هو السيطرة على العراق والعودة به إلى العصر الحجري!. كم كان منظر مايسمى ب(الأعتصامات في المناطق الغربية؟) محيرا ومحزنا وغير قابل للتصديق أبدا عندما يرى الإنسان العاقل عراقيين من مناطق عشائرية معروفة بالجود والكرم والشجاعة والنخوة وحب العراق،تصرخ ليل نهار،مع إرهابيي القاعدة(وأخيرا داعش!) وبدعم مالي وإعلامي كبير من دول(لاأريد ذكرها الآن لسبب يعرفه القاريء؟)،"بأن الحكم في العراق طائفي وإن السنة مهمشون ووو...الخ من هذه الأكاذيب المضحكة المحزنة"!.المأساة الكبرى هو أن معظم مايسمى بسياسيي تلك المناطق في البرلمان والحكومة كانوا يشاطرونهم هذا الرأي الخاطيء وكان إفشال الحكومة هو الهدف المشترك للأرهابيين والحواضن وأمثالهم من هؤلاءالمرتزقة السياسيين والذين إشترى الأجنبي ولاءهم،وللأسف،بالدولار ،وأصبحوا قسما من (الطابور الخامس؟) في العراق الجريح!.لقد سالت دماء زكية كثيرة بريئة،أكثرها من المكون الشيعي الطاهر بدون سبب في الواقع!.لقد تنبأ وأكد الكثير من علماء الدين الأفاضل(شيعة وسنة أيضا!)ومن السياسيين المحنكين،بل من الناس البسطاء أيضا بأن من يحتضن هذه الجماعات الأرهابية(سيحترق قريبا بنيرانها!)،ودار الزمن،وتم تطهير الكثير من المناطق التي إحتلتها داعش الأرهابية من بلاد الرافدين على أيدي أبطال العراق الميامين،وإستمرت(وتستمر)ملاحقة هذه العناصر الكافرة الأرهابية وهي تهرب أمام(المطهرين الغيارى)وكأنها عصافير فاجئها صقر جائع!.هنا أدركت الحواضن تدريجيا(والحمد لله قبيل فوات الأوان!) بأن من كانوا يعتبرونه(حليفا لهم في معركتهم الطائفية!)إنما هو في الواقع وحش مفترس على هيئة البشر وإرهابي أصلي لايؤمن بدين أو عقيدة، جاء لقتل جميع مكونات العراق(بما في ذلك الأخوة السنة إن رفضوا مايريد!).إنه لايعرف غير لغة الدم والنهب والسلب والأعتداء على الأعراض ...الخ، وربما يعتبر مشهد التفجيرات بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وقتل الأبرياء وسبي النساء وو...الخ(فلما سينمائيا مسليا ينام بعده براحة تامة؟).لقد قتل هذا التنظيم الأرهابي المجرم مؤخرا وبدم بارد،عشرات،بل مئات الأبرياءأيضا من أبناء بعض العشائر(السنية!)الكريمة البطلة الرافضة له ولأفكاره الشاذة المريضة والتي إشتركت أيضا في الحرب ضده.هذا يثبت مرة أخرى وبلا شك(وللحواضن خاصة!) بأن جميع أبناء العراق مستهدفون منه وإن لعبه على الوتر الطائفي إنما هو لغرض تحريض مكونات الشعب العراقي بعضها على بعض لكي يستغل هذا الوضع الشاذ ويقوم(بالسيطرة؟) على البلد ومحيطه الأقليمي لنشر أفكاره السامة الكافرة التي لم يعرفها(أو يتخيلها!) المسلمون بل البشرية جمعاء على مر العصور أبدا.لقد نسى الأرهابيون أن العراقيين أبطال وإن أرض العراق طاهرة ومقدسة وترفرض أن يدنسها كفرة وقتلة ولو لثانية واحدة!.
أتمنى أن تعي الحواضن الآن فعليا(ومن تلطخت يده بدم الأبرياء فيجب معاقبته حسب قوانين العراق الحديث!) بأن العراق كان وسيبقى دائما أيضا بلادهم ويجب أن يتعاونوا مع إخوتهم الشيعة وبقية الأقليات الأخرى لبناء بلد حديث آمن تسود فيه المساواة والعدل الأجتماعي والعيش الكريم ويجب أن يتركوا الطائفية البغيضة ويبتعدوا عن الذين يريدون (تدمير) العراق من الدول المجاورة بواسطة اللعب على الوتر الطائفي اللئيم ولأسباب أغلبها سياسية(وأيضا لأرضاء عقدة النقص عند بعضهم لأن العراق هو من أسس الحضارات الأولى في التأريخ وأكثر من حاول (ويحاول!) تدميره الآن كان متوحشا حقا، لايعرف غير الصحراء والناقة والغزو والسلب، في حين كانت بلاد الرافدين،وستعود إن شاء الله من جديد قريبا، فردوسا، بذكاء وجد وعبقرية وتصميم أهلها الكرام!).ولا عذر لمن أنذر!
رحم الله الشاعر إبن دريد حين قال:
من لم تفده عبرا أيامه
كان العمى أولى به من الهدى