المعركة ضد داعش وقوى الفساد متلازمة طبقياً ووطنياً/صباح الموسوي

Mon, 10 Nov 2014 الساعة : 11:55

-يشن الكتاب التقدميون الكرد حملة فضح وادانة ضد قوى الفساد في حكومة الاقليم خصوصا صفقات رموزه البارزة مع داعش لتهريب وبيع النفط بتسهيل وتغطية من قبل المخابرات التركية حتى وصوله الى الكيان الصهيوني بابخس الاسعار, واعاد الكتاب الكرد التقدميون للاذهان فترة تهريب وبيع النفط والسجائر بين نفس الرموز وابناء صدام حسين فترة الحصار المفروض على الشعب العراقي, واعتبروا انه من العار تعامل هذه الرموز مع داعش في الوقت الذي يستشِهد فيه ابناء الفقراء و تنتهك اعراضهم و شرفهم على يد عصاباتها الفاشية, ابناء الكادحين الذين لا يساومون على الارض والعرض حتى ولو منحوا اموال قارون بينما التجارالسياسيين الكبار والاثرياء يساومون على كل شيء و بما يخصهم ذاتهم من القيم و الشرف و الاعراض ايضا .

وكان موقع ويكليكس الجنوب قد كشف عن فضيحة صفقات المتاجرة بالنفط المستخرج من المناطق التي يحتلها و يسيطر عليها داعش، و قدم ادق التفصيل عن عمليات التهريب وتبادل النفط بالسيارات، وايداع الاموال في البنوك التركية القطرية باسماء الوسطاء و المقربين من هؤلاء السياسيين. و اعلانه علم الغرفة التجارية الصناعية لاقليم كوردستان وغرفة تجارة دهوك بما يجري، وعن لقاءات واجتماعاتهم بامير داعش على “ولاية الموصل” ست مرات في تركيا لاجراء و تنفيذ الصفقات .
ولم يتخلف المثقف العراقي من المدن العراقية جميعاً, كحال اشقائه في كردستان العراق, عن ركب التصدي لقوى الفساد في الحكومة المركزية, خصوصا وقد طالت يد هذه القوى حتى الاموال المخصصة للحشد الشعبي الذي يضم قطاعات واسعة من العاطلين العمل حيث سرقت رواتبهم ومخصصات الجرحى والشهداء والحصة الغذائية والملابس, وتم تحويل عملية التطوع على طريقة بناء الجيش وفرقه الاربعة الهاربة من الموصل, اي, المقاولات على يد الشخصيات المتنفذه الفاسدة, بل وشمل الفساد مخصصات النازحين من نساء واطفال وشيوح وعجائز.

إن ما ينشرعن عمليات الفساد الكبرى تحت عنوان ” الحرب ضد داعش” ما هو الا غيض من فيض, ولا يتعدى سوى فتات ما يصادره ” التحالف الدولي” من اموال عراقية تحت بند ” تكاليف الطلعات الجوية والخبراء والتدريب”. فالامبريالية الامريكية تمارس دور المستغل الطبقي الاستغلالي الداخلي المباشر للطبقات الكادحة العراقية وما الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة الا اداة تنفيذية بالمقاولة.

أما التهريج الاعلامي عن ” انتصارات عسكرية” محققة ضد داعش, فما هو سوى عملية تمويه على العملية العسكرية والسياسية المتجهة نحو تحقيق هدفها الاسترايتجي – تقسيم العراق. فالواقع على الارض يقول ان خارطة العراق لم تعد كما كانت قبل 10 حزيران الماضي, وما ترداد الاعلام الحكومي لما يعلنه قادة التحالف الدولي عن الحرب الطويلة والتي قد تمتد لسنوات سوى اسلوب ديماغوجي لتمرير هذه العملية التفتيتية.

لقد بين احد هؤلاء الكتب الكرد التقدميون الترابط بين طبقية ووطنية المشهد العراقي بالوصف التالي : (داعش وحلفاؤها كانوا جزءا استراتيجيا من ترسانة المتنفذين في اقليم كردستان في صراعهم لفرض عقودهم النفطية الجائرة، بحق الكرد قبل غيرهم، على الحكومة المركزية. ومن بين تلك العقود ما ابرم على حقول غنية جداً، تقع اجزاء منها في محافظة الموصل، وعارضه مجلس محافظة الموصل المشرد حاليا. كما ولازالت مواجهة داعش إلى يومنا هذا ورقة ضغط “كردية” على رئيس الوزراء العراقي الجديد. بل لولا ..ضغط ايران، لما دخلت القيادة الكردية الحرب ضد “داعش”. فحلفاء هذا التنظيم لازالوا يقيمون في فنادق اربيل ويتحدثون منها إلى قنوات الإعلام العالمية بمنتهى الحرية.)

ولابد من الاشارة هنا الى ان التراشق الإعلامي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني قد أظهرت إلى العلن تفاصيل هذه التجارة مع داعش.كما ان التظاهرات الاحتجاجية لفقراء الحشد الشعبب في الوسط والجنوب ضد الفساد قد عرت قوى الفساد في حكومة بغداد.

ولم تتحقق الانتصارات ضد تنظيم داعش الفاشي في هذه المدينة اوتلك الا بصمود اهاليها الذين قدموا آيات البطولة الوطنية.

إن معركة الشعب العراقي ضد داعش لا يمكن فصلها عن المعركة ضد فواحش السلطة في المركز والاقليم واسيادهم الامبرياليين , انها معركة طبقية ووطنية من اجل العدالة الاجتماعية في عراق حر.

* منسق التيار اليساري الوطني العراقي

Share |