شاهد عيان على موعد مع غرفة العمليات ليلا ؟!!!/هيثم محسن الجاسم

Mon, 10 Nov 2014 الساعة : 9:09

يبدو ان الفقير لاقيمة لحياته كي يعالج بالمستشفيات العامة التي يصرف عليها من المال العام لتؤدي خدمات صحية وطبية مجانا .
ولانه لاحول له ولاقوة فعليا عكس ماورد بالدستور لايستطيع ان يحتج او يدافع او يطالب بحقه بالمؤسسات الصحية .
مساء اليوم كانت احدى المواطنات البائسات على موعد لاجراء عملية جراحية لها في مستشفى ال***** تمام الساعة السادسة مساء يوم السبت واعتقد ان الجراح الاخصائي ***** ***** يعرف ان هناك مرضى على موعد معه يلزم الطرفين بالحضور . ولكن ماذا حصل ليلقى استهجاننا وبغضنا لتلك الخدمات التي يحتقر فيه  المواطن البسيط ويبخس حقه.
جاءت المريضة وهي خائفة ومرتبكة ومترددة عن اجراء العملية الجراحية ولكن علتها والالامها يلحان عليها بالاضافة لنصائح الاقارب التي انتهت بقرار الدكتور بوجوب اجراء العملية فورا . وبعد موعديين فاشليين حضرت الى المستشفى بالموعد الفاشل الاخير موضوع التقرير . حيث انتظرت حتى منتصف الليل تماما خارج وداخل غرفة العمليات حيث انتهت تجهيزها للعملية وهي متوترة وخائفة ناهيك عن جو الصالة الذي يوحي بالقبر لمن دخلها لاول مرة كما حصل لتلك المسكينة  . وكانت اسباب التاخير كثيرة منها ان الدكتور ***** ***** ****** ويقوم بجولة تفتيشية ليلية بينما يترك مرضاه بين انياب الانتظار تمزقهم نفسيا . اختتمها بتكليف الدكتور ***** **** باجراء العمليات الاربع نيابة عنه . اما مريضتنا الفقيرة فقد الغي موعدها لان عمليتها تحتاج لاكثر من ساعة ولان الكادر لايريد ان يتاخر كثيرا وهو نيابة عن الدكتور المسؤول امام الله والقانون اعتذروا مما اثار امتعاض مرافقيها وكانت الزميلة الصحفية زينب الشمري احداهم واحتجاجهم على هذا السلوك اللامسؤول بحقهم .
هنا السؤال الاول والاخير لكل مسؤول عن اداء تلك المؤسسات التي لانسمع عنها خيرا سوى الفساد بكل مفاصلها من الابنية الى الاجهزة الى التعيينات الى الطعام الى الحرائق التي لاحصر لها وووو كله معروف لدى المسؤول والمواطن لاازيد شيئا لو كتبت شيئا ؟ّ
اتساءل بكل صراحة :متى نرى مؤسسات صحية وطبية تعمل بمهنية واحتراف لانقاذ حياة الناس المرضى ؟ هل الحل بتغيير الادارات ام باعادة النظر بعمل المنتسبين بحيث يحدد من يعمل بالقطاع الخاص لايوظف في مستشفى عام . ام نخصخص القطاع الصحي لكي يلقى المواطن الاهتمام وكذلك الضمان الصحي لمحدودي الدخل ؟. ام هناك حلول اخرى ربما يبدع بها العقل العراقي لكي ننتهي من تلك المفسدة على حساب ارواحنا التي نعيشها كل لحظة ويذهب ضحيتها كثير من المواطنين الابرياء بسبب الاهمال والكسل وعدم المهنية التي تتوج بتردي اخلاق المهنة للاسف .
لاشكر على واجب ناقص لانه يفتقد للعدالة في معاملة الناس سواسية . كون المرض لايفرق بين غني وفقير وكذلك الاطباء يجب عليهم ان يتعاملوا بمهنية وانسانية مع كل الناس . وليس هذا قريب او حسيب او اتصل فلان مسؤول وعلان لرعايته اقصى مايمكن من جهد بحيث يتحلق حول المرضى الذوات عشرات الاطباء ،بينما يترك مريض اخر لاحول له ولاسلطة محترمة كما جاء بالدستور (الشعب مصدر السلطات) ينتظر وينتظر امام صالة العمليات يوخزه ومن معه البرد القارص لايدري متى تنزل رحمة الدكتور من عرشها لترى الضحايا ماتوا ام لازال هناك رمق دون حسيب ولارقيب سوى ثرثرة بالاعلام لذر الرماد بعيون الناس !
هذه الحكاية مع غرفة العمليات واحدة من حكايات كثيرة بات السكوت عليها كفرا وذلا، يجب ان يتوقف اما من قبل الدولة او من مواطنين شرفاء يحبون العراق لتطهيره من افات الفساد التي اكلت واجترت كل شىء فيه حقوق المواطن ،ولم تبق الا الرماد ليذره المسؤول بعيونه كذبا ونفاقا ولااقول الله قاهر الجبارين بل الشعب لما يفيق من سباته سيكون هناك ارادة لاتقهر لتغيير كل شىء فسد وتفسخ لنعيد العافية لمؤسساتنا التي انشات لخدمتنا لا لقتلنا بدم بارد .

Share |