رب ضارة نافعة ـ عبد الكريم السعيدي
Sat, 10 Sep 2011 الساعة : 11:22

انفجرت سيارة مفخخة صباح يوم الاثنين 5 أيلول 2011 يقودها انتحاري بالقرب من موكب الأمير القطري وهو ذاهب الى قصره الاميري في اعقاب لقاء مع السفير الروسي في مخيم اميرة الكائن في ضواحي الدوحة مما أدى الى قتل ثمانة أشخاص من ضمنهم احد المقربين من الامير القطري ، فضلا عن مقتل الجنرال الأمريكي هاورد فوتشر الذي كان يرافق الامير ، الذي يبدو انه كان ينقل للامير القطري الاوامر التي تريد الادارة الامريكية ايصالها الى سوريا عبر بوابة السفير الروسي التي تمتلك بلاده علاقات جيدة مع الحكومة السورية . اما الأمير فقد جرح في رقبته وفخذه, ولم يعلم لحد الان مدى خطورة هذه الاصابات ، فقد تكتمت وسائل الاعلام القطرية على هذا الخبر من اساسه ، ومن جهتها حاولت وسائل الاعلام السعودية الربط بين محاولة الاغتيال الفاشلة وبين تصريح الامير القطري لقناة (الجزيرة) مساء الأحد المصادف 4 ايلول ، الذي قال فيه ان الاحتجاجات في سورية لن تتوقف، وذلك في اشارة الى وقوف نظام دمشق وراء محاولة الاغتيال ، وفي الحقيقة ان المتتبع للاحداث يجد اكثر من لاعب في هذه اللعبة ، فبالاضافة الى سوريا ، لا يمكن اغفال دور العقيد القذافي في هذا الجانب ، ولو انه احتمال ضعيف لاسباب كثيرة لا داعي للخوض فيها ، بعد ان لعبت قطر دورا اكبر من حجمها في ليبيا ، وربما استطاع القذافي ان يجند احد الانتحاريين من القيام بالعملية ، مثلما استطاع اغتيال القائد عبد الفتاح يونس ، بقيت الاشارة الى الدور السعودي المحتمل ، والذي اظنه الارجح من بين الاحتمالات الاخرى ، ولاسيما ان للسعودية سابقة في هذا المجال عندما ادارت عملية الانقلاب الفاشلة على الامير التي كادت أن تعيد الحكم الى والده الذي سبق ان أبعد عن سدة الحكم بطريقة ذكية وبسيطة قادتها الأميرة موزة ، والاسباب الموجبة لذلك كثيرة ، ففضلا عن المشاكل العالقة بين البلدين الجارين ( السعودية وقطر ) والمتعلقة بالحدود ، تحاول قطر منافسة المملكة العربية السعودية في قيادة منطقة الشرق الأوسط أو ان تكون ندا لها في تنفيذ الاجندات الاسرائيلية ، فعلى الرغم من امكانيات قطر المحدودة نراها تحاول جاهدة السعي لسحب البساط من تحت اقدام السعوديين ، وذلك من خلال مبادراتها السياسية على صعيد منطقة الشرق الاوسط ، كمحاولتها التدخل في الشأن السوداني واللبناني والفلسطيني ، فهي تحاول الظهور بمظهر اللاعب الرئيس في المنطقة ، ويدخل في هذا الجانب ايضا فوز القطريين بشرف استضافة كأس العالم التي ازعجت واغضبت السعوديين كثيرا ، مما حدى بالسعوديين الى المساعدة في كشف اوراق بن همام وتعريته امام الملا ، ويبدو للمتتبع ان هناك حربا باردة بين الطرفين لا يهدأ سعيرها ، ولكن الامر عندما يصل الى الطائفية ، تختلف عندها الامور جذريا ، فعلى الرغم من تعارض الموقفين ـ القطري والسعودي ـ في اغلب شؤون المنطقة الا انهما يتطابقا عندما يصل الدور الى البحرين الشيعية والا فان عرض قناة الجزيرة الانجليزية شريطا يعرض الاحداث في البحرين بصورة واقعية لا يدخل في هذا الباب ، ذلك لان قطر حاولت كسب ود الايرانيين وترطيب الاجواء معها ، قبل زيارة الامير القطري لايران قبل ايام قليلة ، ومن ثم فهو موقف لا يمكن تصنيفه على انه موقف معادي للسعودية في هذا الجانب ، والسعودية تعلم ذلك ، لانه موقف جاء لدواع دبلوماسية بحت ، ولكن على الرغم من ذلك طالبت كلا من السعودية والبحرين الاعتذار من الحكومة القطرية ومن قناتها الطائفية التي طردت غسان بن جدو للأسباب ذاتها ، واذا صدق ظني واستطاعت قطر كشف خيوط اللعبة السعودية ، فاظن ان هذا الفعل ( عميلة الاغتيال ) سيفضي لا محال الى تأزيم الوضع في المنطقة ، وسيكون اول المستفيدين من هذا التغييرـ ان حصل ـ شعب البحرين وبشار سوريا ، فضلا عن العراق الذي تأذى كثيرا من التدخل القطري في شؤونه ، وكائن من كان من يقف وراء هذا الحدث الجلل ، فانه لا محال سيترك آثاره على المنطقة