الشهيد اللواء فيصل مالك بين محنة النعي وكلمات الرثاء/صبيح الكعبي
Sun, 9 Nov 2014 الساعة : 9:05

ما مات فيصل ولكن قد مضى بطلاً // وهل يموت وقول الله زكاهُ
إنّ الـشـهـيـد لحيّ عند بارئه // مكرم بنعيم كان يهواهُ
الحقيقة المرة التي يعيشها الأنسان العراقي منذ عقود مضت حملت الكثير من ويلات يصعب عدها وأحصاءها فهي مثقلة بالجراح والنكبات تجبرك مرة بالنعي واخرى معزيا باكيا لعزيز لك من لحمتك أو من اصدقائك قضيت معهم سنوات عمرك تارة فرح واخرى ترح يتساقطون كأوراق الشجرواحدا تلو لأخر أما بمرض عضال أو حادث سير أو رصاص غدرطائش أو عبوة حاقد أو انتحاري مجرم فما عليك ألا ان تبكي نادبا أياه معزيا أهله بكلمات تتبدد ولاتعرف ماتقول , حياة العراقيون بؤس وشقاء ومصائب لم يروا نورا أويمارسوا لعبا و يعيشوا فرحا , كثر الموت والوقوف بمحطاتهم يحتاج لأيام وساعات للرثي أو النعي ألا انك تقف عند البعض منهم منحني الهامة مجروح القلب منكسر النفس ممن ترك في النفس أذى و حفرفي الذاكرة سطور وفي الأحساس لوعة لزاما عليك ان تنعاه ولو ان في النعي محنة كبيرة اثارها تنعكس على تصرفك أو ممارسة عزاءك والحقيقة ان الشهيد اللواء فيصل مالك الزاملي واحدا من هذه المحطات التي أنحني امامها لشجاعته وأقدامه وبطولته وعسكريته الفذه والتزامه المتميز وخلقه الرفيع, عاصرت هذا الرجل منذ سقوط النظام بعد عام 2003 وكان برتبة رائد يعمل في اللواء الخامس بأمرة نجم العقابي وكان في منطقة قاطع الرشيد بشرقه ورغربه ساخن جدا من حي الفرات المحاذية لمطار بغداد حتى شارع بغداد حله وهذه المنطقة عاشت ظروفا صعبة جدا من الأقتتال الطائفي والأغتيالات والعبوات الناسفة وتفجيرات ومفخخات راح ضحيتها الكثير من الأبرياء القى القبض على العديد منهم واشاع هدؤا نسبيا اليها وكذلك عمل بالمصالحة الوطنية اياما وشهورا بين فئات الشعب المختلفة , تدرج البطل حتى رتبة عميد ليكون آمرا للواء الخامس عرف البطل بدرايته وحكمته وأخلاصه بعمله, فيصل كان هادىء الطبع كثير الحوار لايهدأ أو يستقر ولايتعب من العمل مقداما في صولاته شجاعا في قراره صلبا في مواقفه , كلما التقيه يشكي هما لايعرفه غيري باصابته بسرطان في ظهره لايشتكي لاحد ولا يراجع طبيب يعتمد على المسكنات في مداوات ألمه ودارة الدائرة عليه لينتقل للشرطة الأتحادية ثم معاونا لقيادة عمليات نينوى ليسجل حضور فاعلا في هذه الجبهة الساخنة التي دنسها الأرهاب واحتلتها داعش فكان اخر من ينسحب بألياته منوجها لجبهة أخرى محررا لأراض عديده وطرق وعرة ويفتح ثغرات في جبهات العدو المتعدده يسجل فيها البطولات وملاحم النصر حتى أستشهاده يوم 6/11/2014مدافعا عن شرفه العسكري وارض بلده وفئات شعبه. تقف الكلمات وتغور المعاني فأي رثاء يكفي ومحنة النعي غصة في بلعوم محبيك وذاكرة اصدقائك كنت عراقيا شهما بطلا لايثنيك الخوف ولاترتجف شفتاك ولايصيبك هاجس في أزمة أبدا عشت انسانا وترعرت مغوارا واستشهدت رجلا هنيئا لك هذه البطولة التي يبحث عنها الكثير ولايحظى بها