تفسير مير للقرآن الكريم :/مير عقراوي

Fri, 7 Nov 2014 الساعة : 0:39

نص الآية : { فإذا لَقِيْتُمُ الذين كفروا فضربَ الرِقاب حتى اذا أثخنتموهم فَشُدُّوا الوَثاقَ : فإما مَنَّاً ، وإما فداءً ، حتى تضَعَ الحربُ أوزارها ، ذلك ولو يشاء الله لآنتصر منهم ، ولكن ليَبْلُوَ بعضكم ببعض ، والذين قُتِلوا في سبيل الله فلن يُضِلَّ أعمالهم }
كلمة تعريفية موجزة بسورة محمد :
 سورة محمد المباركة هي من السور القرآنية التي نزلت على رسول الله محمد – عليه وآله الصلاة والسلام – بالمدينة المنورة ، وهي تتألف من [ 47 ] آية . تتناول سورة محمد الأحكام والمواضيع التشريعية التالية : الحرب والقتال ، الأسرى والغنائم ، الجهاد في سبيل الله ، حيث الجانب العسكري منه ، لأن للجهاد مجالات ومحاور متعددة ومختلفة ، بالإضافة الى تناولها أحوال المنافقين .
التفسير : اذا تجابهتم في سوح المعركة مع أعدائكم الكافرين ولقيتموهم فيها وقت آندلاع القتال بينكم ، فقاتلوهم وحاربوهم وآضربوا أعناقهم ، حتى اذا أضعفتموهم وكسرتم شوكتهم وآنتصرتم عليهم ، وكان لكم منهم أسرى ، حينها يكون الخيار لكم حول مصيرهم ، وهو : إما أن تمنوا عليهم وتمتنوا ، وذلك بإطلاق سراحهم أحرارا بدون مقابل مالي ، أو أخذ فدية مالية منهم لقاء إطلاق سراحهم ، الى أن تنتهي الحرب بينكم وتضع أوزارها وأثقالها ، وذلك بإنتصاركم عليهم ودفع العدوان عنكم .
ولو شاء الله تعالى لأهلكهم بعقاب ونكال من عنده بدون الحاجة الى القتال والحرب هذه بينكم وبينهم ، لكنه سبحانه يختبر ويبلو بعضكم ببعض . أما الذين آستشهدوا منكم قتلا في سبيل الله تعالى ، في الحرب الواقعة بينكم وبينهم فإنه عزوجل ينمِّي لهم أعمالهم الصالحة ويضاعفها ، ولهم عنده سبحانه درجات رفيعة ومقامات كريمة ..
المعنى والمغزى العام للآية وأحكامها :
1-/ تتحدث الآية الرابعة من سورة محمد المتلوة عن حالة حرب تقع بين فريقين متخاصمين ، وهي ليست عامة كما يريد البعض أن يفهما خطأً .
2-/ في الحرب يحاول كل فريق أن يشحذ الأذهان ويعزز القدرات والمعنويات لفريقه في مواجهة خصمة وعدوه في ساحات الحرب الدائرة بينهم .
3-/ وضعت الآية الكريمة حكما في غاية العدل والإنسانية للأسرى من المعسكر الآخر اذا ما وقعوا في أيدي المسلمين ، وهو إما إطلاق سراحهم بدون مقابل ، أو إطلاق سراحهم لقاء مبلغ من المال . ففي الإسلام لايُقتل الأسير ! .

Share |