الناصرية : لن يجوع الفقراء وبينهم جدر الحسين يتقد

Tue, 4 Nov 2014 الساعة : 15:55

شبكة اخبار الناصرية /طالب الموسوي-علاء حسين:
ولعل فضل الحسين على الخليقة ، ليس ثورته وصرخته وتقويمه للدين مذ الف واربعمائة مضت فحسب ، بل فاض خيرا ، حتى اطعم الجياع وروى العطاشى في كل عاشوراء مؤلمة ، فصار يوم استشهاده ، يوم حياة لكل فقير وعابر سبيل ومحروم ، فهاكموا كلوا واشربوا هنيئا لكم فاليوم يوم الباذل الخالد يوم ابا عبد الله الحسين .
فما ان تحل العشرة الاولى من شهر محرم الحرام حتى تتقد نار العطاء تحت جدر ابي عبد الله الحسين ، في كل زقاق ومحلة ، على الطرقات العامة في المنازل والمؤسسات الحكومية ، بل حتى في حواجز التفتيش عند السيطرات الخارجية ، عطاء مبذول ، لا تدري كيف يجمع له ، ولا كيف يوزع ، سوى ان خيراته لن تخطئ احد ولا تستثني مسلما او غير مسلم ، غنيا او فقير .
شبكة اخبار الناصرية سالت القائمين على موكب ائمة الهدى في الناصرية ، كيف تجمعون المال لاعداد كل هذا الطعام ، فيقول صاحب الموكب محمد عبد السادة ويعمل مدرس ، ان موكبنا يتكون من 50 شخصا من ابناء المنطقة وهو خليط من الموظفين وغير الموظفين ، فنقوم بجمع مبلغ 50 ألف دينار من الموظفين فقط والبالغ عددهم 15موظفا ليصبح المبلغ الاجمالي(750) ألف دينار.
واضاف" نقوم على مدار الساعة وابتداء من اول يوم من شهر محرم الحرام بنصب سرداق بمنطقة حي الشهداء ونقوم بتوزيع الاغذية والشاي والمأكولات الأخرى على المارة، مبينا ان الموكب لم يتلق اية مساعدة حكومية الا ان هناك مساعدات غذائية من بعض أهالي المنطقة.
بدوره قال سعد راضي من موكب الصم والبكم ان" موكبنا شهد دعما من مديرية شرطة المحافظة وجهات اخرة حيث اقام اعضاء جمعية الصم والبكم سرداقا بمركز المدينة ونقوم بتوزيع الاغذية على المواكب والمارة بشارع الحبوبي".
واضاف " ان موكب الصم والبكم هو من المواكب الرئيسية بالمحافظة ، حيث نقوم سنويا بمشاركة ابناء المحافظة ايام عاشوراء الحسين عليه السلام ، لافتا الى ان أعضاء الجمعية يشاركون ايضا من خلال جمع المواد الغذائية فيما بينهم .
اما صاحب موكب قائم ال محمد بمنطقة الشموخ الثانية الحاج عبد علي جباره الزيدي فيقول ان " موكبنا قائم منذ سنين طويلة ونقوم بنحر الذبائح لأمامنا وشفيعنا الحسين عليه السلام دون ان ننتظر مساعدة احد اطلاقا".
وأشار الى ان " ما نقوم به ليس منة منا لا بل هذا واجبنا وواجب كل شيعي وان الذبائح التي ننحرها سنويا لن تؤثر على مدخولاتنا بل تزداد وهنا الكل يتسابق لجلب قدح ماء واناء من الرز او ماشابه وهذا شرف لنا ان نصبح خدمة لسيد الشهداء".
بدوره يقول صاحب موكب ائمة البقيع رياض الحسيني ان موكبنا حاله حال كل المواكب التي تتميز بها مدينة الناصرية،فنحن نعمل على تقديم كل ما نستطيع من مواد غذائية وغيرها ، مبينا ان موكبنا لم يحصل على دعم من اية جهة ، لافتا الى ان القائمين على خدمات الموكب هم انفسهم يقومون بتوفير كل شيء.
واضاف ان المفارز الطبية المنتشرة بعموم المحافظة تقدم كل الخدمات الطبية للمشاركين بمصيبة الحسين عليه السلام بالمحافظة ، مبينا عندما ننطلق بموكبنا بشارع الحبوبي المخصص لاستعراض المواكب نجد ان العاملين بدائرة الصحة يقدمون الخدمات الطبية للمشاركين بهذه المسيرات الحاشدة.
ويبقى البذل في ثواب ابا عبد الله الحسين رمزا للعطاء والتضحية ، وحقيقة قائمة ، حتى صار جدر ابا عبد الله رمزا دينيا وثقافيا وشعريا ، ولعل اروع ما قيل فيه شعرا ، هو ما جاء على لسان الشاعر مروان عادل من محافظة ذي قار ، والذي يصور كيف باع العراقيون منازلهم ايام الحصار وما باعوا جدر الحسين ، وانه حين ناداهم يريد حطبا وما وجدوا ، ادافعوا تحت الجدر واشتعلوا .

للطابخين لحوم الخوف تشبعهم
ملامح الله في افواه من أكلوا
للدارخين مع الذكرى مخاوفهم
وهم يدوسون ما خافوا بما انتعلوا
إذ حاول الخوف أن لا يطبخوا .. وضعوا
جدر الحسين على الطابوق وأتكلوا
محرم والبيوت والطابخات على ..
مد العيون بكل القائلين : كلوا
ناداهم الجدر في عاشور : هل حطب؟
فادافعوا تحت جدر الشوق وأشتعلوا
لما الحصار اشترى منهم منازلهم
باعوا .. وما طرقوا بابا وما سألوا
لكنه الجدر .. إلا الجدر ! إذ وصلت
إليه حاجتهم .. ماتوا وما قبلوا
محرم .. وسخام الطبخ ظل على
أهداب عتبتهم .. عنوان ما عملوا
هو السخام الذي خطوه في قزح
قوسا نبيا وكل اللوم مرتحل
لو لوث الطبخ ايديهم اتاح لهم
ذكر الحسين فصبوا الدمع واغتسلوا
في عاشر الغيم .. حيث الافق لافتة
خط الغبار بها اسماء من قتلوا
إذ يلتقي الغيم إيذانا لأدمعهم
بالقادمين بأن : هيا فقد وصلوا
ياما اندفعت صغيرا نحوا جدرهم
لما الجداري على ابوابهم دول
وكنت افرغ جدري ثم أملأه
وهم يرون خداعي كيف يبتهل
وكم ملأت وكم أفرغت من طمعي
وكم أرادوا هم طردي …. وما فعلوا
(ت ع ح )

Share |