من هم أصحاب الانتفاضات،أهل العكل والشماغ ام العبي والجراويات؟!خليل الفائزي

Thu, 8 Sep 2011 الساعة : 0:15

حقا ان عالم السياسة والإعلام لدى البعض هو عالم قذر ومثقل بالنفاق والنصب و الدجل ولا مبدأ ولا نهج ولا هدف ولا غاية للبعض و منهم مع الأسف كبار المسئولين في الأنظمة الحاكمة سوى السخرية من الرأي العالم و الاستهزاء من خلق الله والضحك على الجماهير و نهب خيرات الشعوب وحلب الناس من فوق و تحت والتمسك بملذات الدنيا وشهوات الحياة الفانية وفرض السلطة بالقوة على رقاب العزل و البسطاء و استغباء المواطنين و كأن الحكام والمسئولين يتصورون ان الناس عبيدا وخدما لهم و ان أصحاب الرأي العام في بلادهم و المنطقة و العالم قطيع من الغنم والماعز والبقر لا يفهمون شيئا و لا يفقهون ما يجري من أحداث و تطورات او انهم يعيشون في العصر الحجري و ما قبل التاريخ او في ثغور الجبال و المناطق النائية.
و لا يتصور هؤلاء الحكام و المسئولون او هكذا يصورون لنا عبر أبواقهم الإعلامية التافهة و الهابطة والأقلام المأجورة و الحناجر المسترزقة من ان الناس أغبياء ومن السذاجة بمكان ان يصدقوا كل ما يزعمه الحكام و المسئولون من أكاذيب و شعارات يرددوها يوميا على مسامعنا وهي المزاعم التي لم تعد تنطلي اليوم حتى على ابسط و أحمق الناس ، ولا يتصور و لا يقبل هؤلاء الحكام ان العالم ومنذ عقود قد تغير ولدينا غالبا الان العلم و الثقافة و المعرفة المصقولة بالفكر الديني و النهج الإنساني الى جانب وسائل العصر المتقدمة مثل الإنترنت و القنوات الإخبارية و الصحافة الحرة و التنوير الإعلامي، وعلى هذا الأساس يحارب أولئك الحكام المعرفة و التنور والتطور لدى المواطنين لابقاء الناس في عتمة الجهل و الغباء الإعلامي و السياسي.

الغرض من طرح و إثارة هذه المقدمة هو اننا كل يوم نسمع من إعلام دول في المنطقة تدعي و بإصرار مثير للسخرية من انها هي صاحبة الثورات والانتفاضات ليس في العالم العربي بل كل الحركات الاعتراضية ايضا التي اندلعت مؤخرا في اليونان و بريطانيا و أسبانيا و دول أوروبية وغير أوروبية وحتى ان المنجم الروحاني ابو علي الشيباني زعم انه صاحب هذه الانتفاضات لانه كان قد تنبأ بها مسبقا و ان حاكما آخرا من أصحاب العقال والشماغ قال انه وراء التخطيط لجميع هذه الانتفاضات و انه كان يتحدث في مؤتمر باريس الأخير باسم الثوار الذين انتفضوا ضد زعيمهم الفار ( الفأر) بالأصح!

لقد أقنعنا أنفسنا و روضنا أقلامنا ومنذ عدة اشهر بان لا نرد على مثل هذه الترهات والادعاءات الجوفاء التي تثير فينا وجميع سكان الأرض والكواكب فقط السخرية والاستهزاء، لكن يبدو ان صمتنا وعدم اكتراث غيرنا فسح المجال لاعلام تلك الدول بإثارة مزاعم لا يصدقها العقل ولا يقبل بها المنطق خاصة و اننا ندعي نحن أصحاب عقيدة و دين ونهج لا يعرف الكذب والدجل والنفاق، ونحن اتباع فكر خطه لنا قادتنا الصالحون السابقون منذ قرون خلت أكدوا فيه: الكاذب ليس منا! و أمروا الناس بالنجاة والعمل الصالح و ان يفعلوا كل شيء سوى الكذب،لان الذي لا يكذب سوف ينتهي به الأمر ليعمل و يقول خيرا فقط ، وخلاف ذلك ان الذي يكذب و يخدع الناس حتى و ان كان اخلص الناس و أكثرهم إيمانا لا مكانة له عند الله والناس بتاتا.
و لكن كيف نتعامل مع إعلام تافه ورخيص لازال يزعم و بكل إصرار ان الدولة الفلانية او النظام الفلتاني وراء جميع الانتفاضات العربية وهو الذي خطط وحرّض الشعوب في تونس و مصر و اليمن و ليبيا و مناطق أخرى على الانتفاضة وهو الذي أطاح بالزعماء السابقين بتعويذة و نفحة منه و لولا هذا النظام و حكمته و قيادته لما حدثت اي انتفاضة في العالم العربي و لما سقط اي من الحكام المستبدين!

ان من حقنا و من حق كافة الإعلاميين والمتابعين للانتفاضات العربية و المهتمين بمصيرها ان نطالب كافة الدول و إعلامها و مسئوليها من الذين يزعمون انهم وراء اندلاع الانتفاضات و استمرار الثورات ان يثبتوا بالدليل والمنطق و ان يقدموا إثباتات مشهودة و ادلة عينية على انهم وراء هذه الانتفاضات (في مدة أقصاها شهرا واحدا من الان) و ان الشعوب في تونس ومصر والدول الأخرى استمدت و استلهمت الانتفاضات من سياسة و أفكار و نهج تلك الأنظمة و انها طبقت مبادئ و شعارات تلك الأنظمة لإسقاط الزعماء المستبدين و المحتكرين للسلطة و ان يكون هذا الإثبات بالأدلة المشهودة و القانونية و ليس بنثر الكلمات وتسطير العبارات و كتابة المقالات الإنشائية بالرطل والكيلوات!،لاننا نقول لاعلام هذه الأنظمة مسبقا اننا كصحفيين و إعلاميين توقعنا و مثلنا الكثير من زملائنا و أصحاب الأقلام النيرة و المستقلة ومنذ اكثر من عامين حدوث هذه الانتفاضات والثورات و سقوط الأنظمة المحتكرة للسلطة كما تتساقط أوراق الشجر في خريف غضب الشعوب وطالبنا المنتفضين والمعترضين بإحراق أنفسهم كآخر اعتراض على الأنظمة المستبدة و أكدنا ضرورة ضرب الحكام القمعيين بالأحذية والنعل في حالة رفضهم للإصلاحات و إنهاء حالة احتكار السلطة، ونحن لا نتحدث من فراغ او من غاز البطن! و لدينا إثباتات بهذا الشأن و أهمها كتاباتنا و مقالاتنا و هي موجودة و موثقة في المواقع والصحف والإنترنت منذ عامين و حتى الان، و كل من يشك بذلك ليراجع هذه الأمور او ينطح رأسه بالحائط!، وهل من العقل و المنطق ان يدعي أمثالنا إننا أصحاب هذه الثورات او إننا وراء تحريك الشعوب للانتفاضة ضد أنظمتها المستبدة، في حين اننا نقر ونؤكد دوما لسنا سوى قطرة واحدة في بحور بل محيطات الانتفاضات والثورات العربية وغير العربية الهائجة و ننعش ذاكرة الإعلام الرخيص و الهابط الذي يدعي ان أنظمته وراء الانتفاضات العربية ان انتفاضة الشعب التونسي حدثت بعدما احرق الشاب العاطل عن العمل محمد البوعزيزي نفسه في السوق وتصوير عملية انتحاره ونشرها على الإنترنت و بعدها قامت و اندلعت الاعتراضات وسرعان ما تحولت الى انتفاضة عارمة أسقطت النظام. فأين دور و تحريض تلك الأنظمة و إعلامها من انتفاضة تونس وهل انها كانت قد أرسلت البوعزيزي الى تونس لتحرض الجماهير على الانتفاضة او انها صورت عملية الانتحار و بثتها على الزفت عفوا الإنترنت!

وكذلك حدثت انتفاضة الشعب المصري حيث دعا شباب مغمورون الى الاعتراضات والتجمهر في ميدان التحرير(عبر موقع فيس بوك) أسوة بانتفاضة تونس و تحولت الاعتراضات اليومية الى انتفاضة شاملة في مصر أطاحت او تكاد بنظام حسمي مبارك، فهل موقع (في سبوك) تابع او تحت إشراف تلك الأنظمة التي تدعي إنها وراء الانتفاضة في مصر؟! أجيبوني بالله عليكم قبل ان اجن!
اما ما حدث في ليبيا فكانت ثورة مكملة للانتفاضة في تونس و مصر شاركت فيها القبائل المعادية لقبيلة القذاذفة و اندلعت الاعتراضات من (بنغازي) وامتدت الى طرابلس و نقولها صراحة و دون خجل انه لولا حلف الناتو لما تمكن الثوار من طرد و إزاحة القذافي من طرابلس بهذه السرعة. فيا ترى ان الأنظمة التي تزعم انها وراء اندلاع الانتفاضة في ليبيا هل هي من دعمت القبائل و الثوار ضد القذاذفة ام انها كانت متآمرة مع حلف الناتو الذي قام بإنجاح 90% من انتفاضة الثوار في ليبيا من خلال تدمير القدرة العسكرية و القمعية و التقنية لنظام القذافي، فإذا كان لتلك الأنظمة اي دور بالتعاون مع الناتو فلتكشف عنه لنؤمن و نصدق من انها شاركت في انتفاضة ثوار ليبيا!. مثل هذا الوضع ينطبق على اليمن الذي تتناحر فيه القبائل و تتدخل في مصيره دول من المنطقة وخارجها لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بانتفاضة الشعب اليمني الفقير و المظلوم

مرة أخرى تقولها بالفم المليان واللسان الطويل: الثورات و الانتفاضات العربية وغير العربية تخص فقط و فقط شعوبها و جماهيرها و أبناء بلدها، وكل بلد و كل إقليم له خصوصياته و ظروفه، وكل انتفاضة مستقلة بذاتها وكل شعب حر و طليق لاختيار نوع ثورته ومسير انتفاضته ولا يمكن لاي نظام او دولة او حاكم و مسئول مهما كان ان يتدخل في شئون تلك الانتفاضات لإيقافها او حرفها او استغلالها او يزعم انهها تابعة لأوامره و مستمدة تحركها من أفكاره ومواقفه، و لكن بالطبع ان هذا الامر لا يعني عدم المعاضدة و التأييد لتلك الانتفاضات بل نصّر على دعمها و استمرارها دون التدخل في مسيرها او استغلالها إعلاميا و سياسيا لصالح اي حاكم او نظام مهما كانت النية و الدافع

ان ادعاء الأنظمة الزاعمة انها وراء الانتفاضات الأخيرة هو أشبه كثيرا بالادعاءات السابقة التي راجت بعد الانقلابات والثورات في المنطقة والعالم بعد عقد وعقدين من الحرب العالمية الثانية حيث كان كل نظام يقدم على الانقلاب العسكري او يحكم بالقوة على رقاب الشعوب يزعم انه متأثر بالفكر الغربي الانفتاحي و انه اقتبس ثورته من الثورة الفرنسية! وبعدها اصبح الاقتباس من الثورة البلشفية الاشتراكية!، في حين ان جميع هذه المزاعم أثبتت سخفها و زيفها و تحولت الأنظمة الجمهورية المزعومة و الزائفة الى أنظمة وراثية يحكم فيها المسئولون غير المنتخبين من عامة الشعب الى مدى الحياة و دون إرادة واقعية من غالبية الجماهير الرازحة تحت نير أنظمة الجور و الاستبداد وكل من يعترض ويطالب بالحرية القانونية و حقوقه الإنسانية يداس و يضرب بأحذية أمن وعسكر النظام الذين يرفعون سطحيا شعار مقارعة الإمبريالية و العداء الشفهي للصهيونية العالمية!

[email protected]

Share |