الجرف ينتصر وداعش تحتضر/عمار جبر
Wed, 29 Oct 2014 الساعة : 22:50

إن من يملك العدة والعدد والمال والمدد، لا يعني أن النصرحليفه دوما، وأن من يفتقد هذه المقومات، فالهزيمة والخسران هما المصير المحتوم.
إن الواقع والوقائع؛ سواء من الماضي أو الحاضر، تبين خلاف هذه القاعدة، في مواقف عديدة، وحتى القرآن الكريم، في بعض الآيات أشار لهذا المعنى، كقوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة).
ثمة سلاح فتاك، من يتسلح به، لن تتمكن أي قوة من التغلب عليه، إنه سلاح الإيمان والصبر والتوكل على الخالق، ففي عهد الرسول (عليه وعلى آله الصلاة والسلام)، أنتصر المسلمون في معركة بدر، وكانو (313) رجلا، وكانت قريش وأتباعها ثلاثة أضعاف المسلمين.
إذا إنكسرالجيش العراقي في المدة السابقة، فعندنا الحسين (عليه السلام)الذي يزحف نحوه قرابة (الخمسة عشر مليون) زائرا، إنهم جيوش زاحفة، كانت الطغاة تخشاهم على مر العصور، ولكنهم فشلوا في منعهم، من التوجه إلى سيد الشهداء (عليه السلام )، فذهبوا وزالوا، وبقي الحسين وذكره خالدا، وسيبقى إلى يوم يبعثون.
حقق ضياغم الحشد الشعبي، والقوات الباسلة، إنتصارات كبيرة، إبتداءا من سامراء الى تكريت، مرورا بالعظيم وآمرلي، وأخيرا وليس آخرا،جرف النصر، التي كانت عصية لثمان سنوات، لم تستطع السلطة الحاكمة السابقة، يوم كانت بأفضل حالاتها، من إحكام السيطرة عليها، وبقيت مكانا آمنا، لتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية، وكانت تمثل تهديدا حقيقيا لبابل وكربلاء، وبغداد إلى أن دخلها الأبطال والغيارى، وبأمر المرجعية العليا، التي كان معتمديها في طليعة الجبهات، فزاد الزخم المعنوي، وتحقق الإنتصار.
إن النصر المعنوي، أهم بكثيرمن النصر العسكري، الذي يفتقد الروح المعنوية، لأنه يعني هزيمة نفسية للعدو، الذي طالما أستخدم هذا السلاح، وحقق بعض النصر فيه، وصرنا من حيث لا نشعر، ماكنة إعلامية للعدو، ونردد حديثهم عن قربهم من بغداد، وتهديدهم المطار، بل أخذ بعض الناس يفكرون في مناطق آمنة، في جنوب العراق كي يلجأو إليها عند الشدائد.
إن الدواعش اليوم في تقهقر، للضربات الموجعة، التي تلقوها من أبطال الحشد الشعبي وقواتنا البطلة، إنهم اليوم يحتضرون، ولن يطول إحتضارهم، وسيقبروا جميعا في أرض العراق، وإلى جهنم وبئس المصير.
لاينبغي العجب بالنفس؛ لأنه آفة خطيرة، وإن حققنا الإنتصارات؛ لأن المعركة مستمرة والحرب لم تضع أوزارها بعد، ولا نقع ما وقع فيه المسلمون الأوائل (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم توليتم مدبرين ).