خجل الفقراء وكفر الاغنياء/الدكتور جابر سعد الشامي
Tue, 28 Oct 2014 الساعة : 18:08

في مساء كنت أتجول في في احد شوارع الناصرية , مع أني قليل التجوال حتى ان بعض الاصدقاء يعتب علي أنهم لم يروني في مركز المدينة إلا ما ندر .
قبل غروب شمس ذلك اليوم كانت امرأة تتدارى خلف خجلها وهي تجلس بجانب عربة بيع الاحذية في شارع الحبوبي لقياس حذاء رخيص لا يصلح إلا لفقراء مدينتي , التفت بعبائتها السوداء تحنو على قدم صغيرتها كأنها تتوسل ان يمر الوقت بسرعة ويتلائم القياس مع قدم هذه الساندريلا الصغيرة.
آلمني المشهد كثيراً وتمنيت لو أني لم أره ,فقد أستدر دموعي مرتين , مره عندما كنت أنظر لتلك المرأة وأنا أحس فقرها وارتباكها و مرة بعد ان نام جميع أهل بيتي بعد منتصف الليل , لم أتمالك نفسي كنت أصيح في سري ( رحماك ربي ) .
تذكرت فجأة مشهد النائب ...... وهو يتبجح بزهو وعلى شاشة فضائية ان أبنه الصغير صرف ( 4000000) اربعة ملايين دينار عراقي فاتورة مكالمات من هاتفه الخليوي , تذكرت هذا المشهد ( الكفر ) في لحظة تحويلي لنظري الى الجانب الآخر كي لا ارى تلك المسكينة وخجلها وارتباكها .وجاء ببالي آخر كان يتبجح دوماً أنه من الفقراء وأليهم , هذا الرجل رفض ان يكون مصعد بيته الجديد مكتوب عليه ( صنع في كرواتيا ) وطلب تبديله بماركة أخرى أضنها من بلجيكا .
أليس هذا هو الكفر بعينه ؟؟ أم أنهم متأكدون ان الله قد تخلى عن محاسبة اغنياء أمة نبيه ؟.
{ أوَ أمن أهل القرى } .
هل ان الدباغ ترك سلخ العنز وسوف يقبلها بين عينيها ويطلقها ويمسح من ذاكرة العراقيين ان {ما يأكله العنز يطلعه الدباغ }.
طلب أخير , أتوسل اليكم سادتي خذوا كل شيء .. كل شيء , واتركوا لنا ذاكرتنا .
الدكتور : جابر سعد الشامي