ايها السادة لا أزايد عليكم ، بل ادعوكم/محمد علي مزهر شعبان
Mon, 27 Oct 2014 الساعة : 14:22

زحفت الرايات وهي تتجمع روافدا من بحر الايثار ، والجود بالنفس غاية الجود ، تقودها روح شيخ من بني اسد لعله "حبيب بن مظاهر" زاحف من الكوفه ، ليتصل بينبوع العطاء "عابس وبرير " عراة الصدور يلتحف ورفقته صحراء "عامرية الفلوجة " اذ ثبتوا الرايات فوق ساريات " امرلي " ولتبان من بعيد " رايات ابي الفضل العباس في قرية الفاضلية ولتزف البشائر من موقع القيادة المتنقل من " عبد ويس " حيث هشم موقع "شمر بن ذي الجوشن" يا للروعة ثبات على رمضاء وزحف لموطن نار ، تتنقل روح ابا عبد الله لتزخ معنويات كأنهم في حومة غاضرية كربلاء ، يرجزون يهتفون ، يا نفس من بعد العراق هوني ، ودعي من امتطوا الحكم في سرايا الخضراء ان يشربوا بارد المعيني .
جيش وحشود ، عساكر ووفود ، ردت الاعتبار لنكوص أتي على حين غرة ،مؤامرة بين حاضنة اهل دار، وشركاء وطن مغتره ، وعقابهم قد انكسرت الجره . فصائل يدفعها شرف الانتماء ،ديدنها التضحية والفداء ، موقفها ثبات واباء رصيدها صون وطن ، وقتالها أهل ظلامة ونصب وإحن . مضوا وكل لحظة من مواقفهم هي عناوين الدهر الخالد ، وكأن السطوة التي فخمت وروجت لداعش وصانيعها أضحت على حافت جمود زمانهم وانهيار مكانهم . وتحت ضربات واصرار الجيش وظله بل خيمته ، قد اثقلت عليهم مسالكهم ، خسروا اهم موقعة وموقع ، انها " جرف الصخر" موطن قمقم الارهاب ، وجحور القتلة عقارب وافاعي اضاقت الويل لمن سلك درب الحرية . انها الخطوة التي صنعتها الارادة التي لم تتوقف بعد هذا الاعلان ، فلم يستقر لهم بعده مقام ولم يقر لهم قرار، لامر ما اصابهم ، اذ زلزلت الارض بهم وعصفت بقلوبهم وهزت كيانهم .
بعد هذه ، لنتذكر الصوت الذي ضج في سماء وجودنا صوت ابي عبد الله ع : الا من نصير ينصرنا ، الا من معين يعيننا ؟ انه نداء ليس للاستجداء ، ولا لنجدة من اجل حياة دون الموت ، انه نداء الى الضمير الانساني صرخة في ركام من لم يميز ماهية الحياة والوجود . تثوير للعقول ونجدة للمصير في احياء المواقف صوب قيمة ان يكون المرء في درب القيم والنبل . الحسين يعرف اين ذاهب ، والحتف القادم لم يرعبه بل اراد ينهض العقول ويثورها ويضعها في المسار الصحيح . فطلب النصرة لبعث الهمم في مسيرة الحياة ان لا تكونوا مع الظالمين الا شاكي السلاح : لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما . وطلب العون ليس لذات اللحظة وانما للقوادم من ذات المواقف حين تستحضر الناس التاريخ لتجد مواقعها . انه نداء ليس من الضعيف المستكين بل من القوي القائد الذي يرسم ملامح القوة في الوجود .
اذن ونحن نعيش ايام عاشور ، ايام ابي الشهداء ، ومؤسس درب الاحرار ومشوار الثوار ، سيد شباب العصور واسدها القسورة الهصور . لنقيم سلوكنا وحركتنا بالاتجاه الصحيح ، ولنقف موقف تقيم لممارساتنا في اقامة الشعائر واسلوبها . نحن نبذخ من ولائم الطعام الى حد التبطر والجفخ والنفخ مع جليل اعتزازنا لمن يقدم هذه الاطنان من الطعام ثوابا ومطلبا لعاقبة حسنى . ولكن فيما قدمت اجد الحسين الان ومرة اخرى يبعث ليقاتل على بوابات شمال بغداد وجنوبها وفي امرلي والحويجة وتكريت ، وينتظر العاشر من محرم في نينوى.
والسؤال ليس الخطير بل المثير ان نقدم باثمان هذه الاطعمة رواتبا للحشد الشعبي ، اللذين لم يقبضوا درهما لسد رمق عوائلهم ؟ لا تقل لي الحكومة مسؤولة عن ذلك ، الحكومة الان في مسارها الفضائي وزيارتها لارضاء هذا وجذب ذاك ، وما عليك إن ارتدى فلان وعلان بدلة عسكرية في ظلال حديقته الخلفية على ضفاف الجادريه . ( قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) انت تريد اجرا ، فهناك حلوق يابسه اتخمها دخان البارود قيئا ، وهناك انفس حيرى بين الثبات والصمود وبين تسائل هل طبخت ام العيال ما يسد رمق العيال ؟ اذن لنبحث ما يريد حسين منا ان نكون ؟ معركتك هناك حيث يقتل هؤلاء الاشاوس قاتليك في خيمة عزاءك فادفع بمقومات عزيمتهم بان لهم في الارض سند وان لتواصلهم مدد .
هناك امر اخروانت تمارس شعيرة تلاقفتها الالسن الراصده والقلوب الحاقده ليس بالايماءة والاشاره بل بالاسن المهذاره واقامت علينا الدنيا بانٌا اهل ضلاله وبدع . فعليه يستوجب الوقوف امام تثقيف الناس من ممارسة شعيرة من الشعائر التي اختلفت فيها الاراء مرة خوفا وحياء، ومرة مجاملة وارضاء ، رغم ما فيها من ازدراء ، وهي التطبير . اسئلك بالذي تتطبر من اجله ، لو بعثت قنينة دماء ، تسحب من جسدك النبيل بدلا من تهشيم راسك الشريف ، الى اولئك الجرحى من جندنا ومن حشدنا في المشافي ، ليختلط دمك مع دم ناجيك ومنقذك ومن دفع عنك الردى ، لتسري دماءك في جسد سبارتكوس وحسين ووهب وعلي الاكبر والعباس وزيد بن علي والحلاج وجان دارك وليلى محاديلي وجيفارا وهوشي منه وسلام عادل ومحمد باقر الصدر . اليس التضحية عطاء وانوار، ام جريان دم على الارض دون ايثار ؟ لنحيي حسينا بالدرب الذي سلكه وما الهتافات وفي احلك التصادمات ، تسمع لبيك ياحسين ، وما هتاف الحوثيين في صنعاء الا صدمة للقاعدة والارهابين فساروا في الارض دون بكاء ولا عزاء وانما اختزنوا الدموع لتكون شموع، بل هلاهل تصدح في سماء النصر : هيهات منا الذلة . ايها السادة لا ازايد عليكم ، بل ادعوكم.