لما رأى ألأمام الحسين (ع) أن الفساد المالي وألأداري والسياسي بل الفساد بمفهومه الشامل قد استشرى واستفحل في جسد الدولة الاسلامية وزلزل اركانها ودعائمها قال مقولته الشهيرة (انما خرجت لطلب ألأصلاح في امة جدي رسول الله ) راسما" للبشرية جمعاء وبخاصة المستضعفين من أبنائها كيف ينتصرون على من ظلمهم ويطالبون بحقوقهم , ويثبتون على طريق المطالب  , ويخطيء من يظن ان ثورة ألأمام الحسين (ع) بمبادئها السامية  وشعاراتها الوقادة انما استفاد منها المسلمون فقط  , فقد جاءت ثورة عالمية لاتختص بزمان او مكان او فئة او طائفة  , وحيثما وجد الظلم تصبح كل ارض كربلاء والزمان الذي يضطهد فيه الناس هو عاشوراء . و  ((عاشوراء )) كما يراها ابن منظور في لسان العرب هو اليوم العاشر من محرم لخصوص ماحصل فيه من قتل سيد الشهداء , أصبح اصطلاحا"يطلق على العشرة الاولى من شهر محرم الحرام .
وما يثبت ان ثورة ألأمام الحسين (ع)  أنسانية عالمية هو موقف المهاتما غاندي منها حين قال (تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما"فأنتصر ) فثورة الحسين (ع) كما يراها غاندي هي انتصار المظلوم على الظالم , وان نجاحه في ادارة المعارضة الهندية في قتال الاستعمار البريطاني الغاشم انما استلهم استراتيجيتها من الامام الحسين كما يصرح بذلك هو نفسه .
حين نكون مظلومين يجب علينا ان نتعلم كيف انتصر الحسين (ع) في سابقة لم يشهد التاريخ مثلها , اذ لم يحدث في تاريخ المعارك والحروب ان حربا" انتصر فيها السيف وتكتب العزة والسؤدد للمقتول  ؟
وأحرى بنا ان نتخذ من سيرة الامام الحسين (ع) منطلقا" للتحرر من قيود أنفسنا أولا", ومن ظلم الظالمين . وان ألأبعاد السياسية لثورة ألأمام الحسين لكفيلة ان تنتشلنا من مستنقع الظلم والجور والفساد بشتى انواعه  .
علينا ان نتعلم من الحسين ومن الكوكبةالمؤمنة من اهل بيته وانصاره بخاصة " , والمواقف التي ابداها ابو الفضل العباس ومن جميع انصار ابي عبد الله . فمواقفهم التي يقف المؤرخون دونها حائرين نظرا" لأنتمائهم للمدرسة المحمديه  الحسينية , كفيلة بان ترسم لنا الطريق لنتعلم كيف نواجه الظلم الممنهج ذا الخطط  بعيدة المدى ولتي ترمي الى صرف الامة عن مسيرة عزتها وشموخها .
وكذلك فان المآتم والمواكب والمسيرات وشتى الشعائر والفعاليات المرتبطة بعاشوراء يجب ان تبقى وقادة بما يكفل لها ان تكون اكبر مؤتمر سياسي يتعلم نها الناس حقوقهم ليطالبوا بها ويعرفوا واجباتهم تجاه امتهم واجيالهم . ويجب ان تكون نهجا" سياسيا" ولا يجب ان تكون حكرا" على الفترة الزمنية الممتدة من ألأول الى العاشر من محرم ..بل تكون انطلاقة واعدة لمستقبل افضل , وتطل عليه من اوسع ابوابه ومن هذه التظاهرة الحسينية العالمية سوف تنتصر الشعوب المستضعفة كافه على جلاديها ...