فنان تشكيلي يقيم معرضه الشخصي في الناصرية وجهات فنية تؤكد تراجع الواقع الثقافي في العراق

Sun, 26 Oct 2014 الساعة : 9:02

وكالات:
أقام الفنان التشكيلي والنحات خالد المبارك، اليوم السبت، المعرض الشخصي الخامس عشر والذي ضم 45 عملاً فنياً متنوعاً، وفيما دعت أكثر من جهة فنية إلى الاهتمام بالبنى التحتية للثقافة والفنون، اتهمت جهات معروفة وغير معروفة بالعمل على تراجع الواقع الثقافي في معظم المدن العراقية.
وقال الفنان التشكيلي والنحات خالد المبارك في حديث إلى (المدى برس) خلال المعرض الذي افتتحه مدير عام دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الدكتور شفيق المهدي، إن"هذا المعرض هو المعرض الشخصي الخامس عشر تحت عنوان(تماثيلي تضيء العتمة)، وهو من ضمن سلسلة معارض امتدت منذ إقامة المعرض الشخصي الأول لي في محافظة البصرة عام 1978 وحتى الآن".
وأضاف المبارك أن "المعرض الذي افتتح قاعة النادي اللبناني في الناصرية يضم 45 عملاً فنياً متنوعاً من النحت والتشكيل والتكوينات الفنية الأخرى وانطلق من محافظة البصرة باتجاه الناصرية ومن ثم إلى ميسان وبغداد ضمن رحلة قد تطول لتشمل عدداً من المدن العراقية الأخرى".
وأشار المبارك إلى أن "عنوان المعرض هو تماثيلي تضيء العتمة، وأن العنوان لا يجسد التماثيل بإطارها التقليدي وما تحمله من سمات الحجر أو المرمر وإنما التماثيل في تكوينات اللوحة نفسها وكتلها اللونية وأشكالها ومتغيراتها"، مبيناً إن "التماثيل في اللوحة هي مواضيع متراكبة وتكوينات تعطي إيحاءات لها دلالات إنسانية تنقل المتلقي من قسوة البيئة التي يعيشها إلى عالم آخر من اللون والأفكار والدهشة وهذا هو جزء من رسالة المعرض".
وأوضح أن "ثيمة المعرض هو الكشف عن عوالم المدن ونقل حكايات الزقاق والمدينة"، مضيفاً أن "الأعمال التي يضمها المعرض متداخلة الأزمنة والأمكنة وهي ليست محصورة في زمان ومكان محددين".
ومن جانبه قال مدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة شفيق المهدي في حديث إلى (المدى برس) خلال افتتاحه المعرض إن "المعرض نقطه مضيئة في واقع معتم وعلينا ان نضيء مدننا بالقصيدة باللوحة بالعرض المسرحي لننتهي من حقبة طائفية تستهدف قتل الجميع".
وأضاف المهدي انه "لابد من عودة المدن للمشهد الثقافي والفني كونها مدن حواضر رفدت بغداد بأسماء وأعمال فنية وثقافية كبيرة وأسست لثقافة عراقية وطنية وهي ليست مدناً عابرة".
وأشار المهدي "على المدن أن تستعيد بوصلتها ووجودها عبر الثقافة والفن"، لافتاً الى "ما تعانيه بغداد من إساءة لثقافتها ومعالمها وما تعانيه المحافظات من تهميش بحيث باتت المحافظات تعيش في الهامش أكثر مما ينبغي".
ونوّه المهدي الى "افتقار معظم المدن العراقية إلى البنى التحتية للثقافة والفنون رغم التصريحات من الحكومات المحلية التي تشير الى رصد الأموال لذلك"، مبيناً أن "مجالس المحافظات في عموم العراق ليس لها هذا الاهتمام بالفنان التشكيلي أو المسرحي أو الفعاليات الثقافية الأخرى".
وأكد على "وجود محاولات لتغييب الوعي الثقافي والفني من جهات معروفة وغير معروفة وعبر إلغاء الدعم للمؤسسات الثقافية والفنية"، مشيراً الى "تراجع الواقع الثقافي في الناصرية كثيراً عما كان عليه في حقبة السبعينات من القرن الماضي".
وبدوره قال رئيس جمعية التشكيليين العراقيين في ذي قار الفنان التشكيلي محمد سوادي في حديث الى (المدى برس) إن "المعرض إضافة بصرية جميلة للمشهد الفني في الناصرية وهو أراد أن يوصل رسالة بصرية مفادها أن الفن لا زال حياً وهو معرض متجول يتنقل من مدينة إلى أخرى ويشكل خرقاً للسكون الحاصل في المشهد الفني والثقافي".
وأضاف سوادي أن "اللوحة البصرية ينبغي أن لا تكون ساكنة في قاعات مغلقة أو محصورة بمجموعة معينة من المتلقين بقدر ما تكون لوحات متحركة تأخذ مدياتها البصرية وتصل الى المتلقي لتحقق هدف رسالتها الجمالية".
وأشار الى أن "المعرض أراد أن يقول، أن الفن لازال موجوداً رغم ما يواجهه من مطبات".
ولفت الى "حاجة المدن العراقية الى إشاعة القيم الجمالية"، مبيناً أن "محافظة ذي قار أسوة بالعديد من المدن العراقية لا زالت تفتقر الى الأنشطة المهمة في مجال التشكيلي وتفتقر كذلك لصالات العرض، فالمعرض التشكيلي لخالد المبارك الآن على قاعة النادي اللبناني".
وكان معرض خالد المبارك الذي افتتحه مدير عام دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الدكتور شفيق المهدي قد شهد حضور عدد من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.

Share |