الى الرفيق علاوي بدون اعتذار-عقيل الموسوي ـ المانيا

Wed, 7 Sep 2011 الساعة : 1:59

تحية رفاقية : جميلٌ ان تكون للأنسان انتماءاتٌ متعددةٌ , شريطة أن لا تتناقض مع أنتماءات أخرى أو يختلط نقاؤها مع سوداوات ينتج عنها لونٌ رماديٌ مبهم المعالم , فليس من المنطق أن ينتمِ الى قوميةٍ اخرى مَن هو عربي الأصل والمنبت , أمّا من كان بعثياً فلا يمكنه السباحة مع التيارات الاسلامية , لأنه سيكون الأخطبوط الذي يتحين الفرص للأنقضاض عليها وتجريم الأنتماء لها , وكذا من كان عراقياً فليس له الحق بتفضيل مصلحة بلدٍ اخر على مصلحة العراق الّا اذا ما كان جاسوساً يرتزق على ما يجود به اهل الخير المجنِّدين , وفي كل الحالات مضرب الامثال وغيرها سوف لن يجنِ الفاعل منها سوى أنه يتيّه المشيتين.
أنّ مايحصل معك الآن ايها الرفيق العزيز هو أنك لا تمتلك انتماءاً واحداً تركن اليه وترتكز عليه , ليكون لك محوراً عقائدياً يجعل منك قائداً ومحوراً لسواك , وهذا ان دلَّ على شيء انما يدلّ على عدم صدقك في انتماءاتك المتعددة وخضوعك المطلق للآخرين لتسييرك يمينا وشمالاً فضلا عن غبائك الذي اِن اعترفتَ به يوماً ما فسوف أشهد لك بالذكاء , فحينها ستكون قد عرفتَ بأنك ثالث أغبى ثلاثة في العالم بعد بوش الأبن وسعد الحريري , وهذا وربي جلُّ ما اتمنى وصولك اليه , لذا فأني ارى أن أنتماءك الأول وهو الى البعث سواء كان عفلقياً ام صدامياً , فأنه يتقاطع مع انتمائك الى الوطن كما تدّعي وذلك بسبب الويلات التي جرها حزبك المنحل الى هذا الوطن عريق الحضارة والتاريخ , اما انتماءك القومي فأنه متقاطعٌ مع توجهاتك الامريكية الواضحة لأن كل القومجية العرب يكيلون العداء لأمريكا التي لم تسمح لهم بالتوحد خوفاً من القضاء على اسرائيل , تلك امريكا التي طلبتَ منها الضغط على حكومة المالكي بل وتفليش الحكومة او البلد بأكمله لغرض حصولك على منصب سيادي , وهذا معنى مقالتك المنشورة في صحيفة الواشنطن بوست , والتي لا أظن انك من كتبها لأني على يقين تام بأنك لا تفقه من الكتابة آيتين , أما بخصوص انتمائك الى المذهب الجعفري ( اِن صحَّ هذا الأدعاء أو الأنتماء ) فأنه الآخر يتقاطع مع لهاثك خلف وهّابية آل سعود الذين لم يضمروا حقداً وكراهيةً لأحد كما يضمروا لهذا المذهب وأتباعه , وكذا الحال في انتمائك لقائمة العراقية فأنه يتقاطع وسياسة زعماء تلك القائمة الذين لم يعترفوا بك زعيماً أو حتى قطباً من اقطابها , بل لم يجعلوا منك سوى ( خفر نصبه ) , والدليل على ذلك انهم وصلوا الى المناصب التي ارادوها بأعتبارهم يمثلون الطيف الذي لا تنتمي اليه انت وتركوك بحالٍ ليس افضل من ( الشيخ ) جواد الخالصي بعد أن رضيتما لأنفسكما أن تكونا مجرد ذيلٍ يُهشُّ به على الذباب ويوفر قليلا من التهوية الى المؤخرة , خصوصاً ايام الصيف اللاهب وبشكل اخص حين انقطاع الوطنية وعطل المولد , فقد لعبوها عليك طائفيةً مغلفةً بغلاف الوطنية حيناً وغلاف القومية حيناً اخر وسخروها لأنفسهم حين اخرجوك من المولد بلا حمّص , ولا أظن ان المالكي اقل منهم ذكاءاً حين حصرك كما يُحصر الذي تعرفه في الجامع , او قل حين تركك تقاسم ( شمهودة ) اللطم مع الكبار لتعود مع الصغار باحثاً عن بقايا من طعام , هذه هي الحقيقة التي لو أردتُ ام أكون مجاملا كما يقول الناس أو منافقاً كما هو واقع الحال واُداري مشاعرك غير الرقيقة فأني سوف اصفك بالعامل المساعد في المعادلات الكيمياوية والذي يكون موجوداً في طرفي المعادلة دون أن يؤثر أو يتأثر.
أرى أن ما ذكرتُه قد ادركه اسيادك الامريكان بكل تأكيد , فهم يعرفون حجمك الحقيقي ودورك المحدود واِنْ خصصوا لك تسعين مقعداً وزادوها بآخر , لذا فلا حاجة لك بتحريضهم اكثر لأنهم لا يستعملونك اكثر من ورقة ضغطٍ على الحكومة العراقية لتمرير اجندة يصعب تمريرها في الظروف الطبيعيه , فلا تعجب ان اخبرتك بأنك فاشل في السياسة والقيادة ولا تصلح ان تكون حتى ضابط تجنيد , لذا جئتك من اقصى اوربا ساعياً لأقول لك اترك السياسة اني لك من الناصحين , ولا يجرمنك شقاقي ان يصيبك مثل ما اصاب عدنان الدليمي حين تركوه على الهزّاز صامتاً بعد أن أصمّ الدنيا بنباحه الطائفي المقيت , وما الرفيق فراس الجبوري منك ببعيد , واعلم ان الجاسوسية شيء والسياسة شيء اخر , فالنجاح في الاولى لا يعني بالضرورة نجاحا في الثانية , أمّا الهالة التي اضْفَتها عليك قناة العربية ومن ورائها ال سعود فأنها لم تكن حباً بمعاوية قدر ما كانت بغضاً بأبي الحسن , لأنهم يعلمون انك وردتَ من نفس المورد الذي ارتوى منه صدام الذي احسن وصفهم بخونة الحرمين , لذا فأنك لن تكون أكثر من بيدقٍ في رقعة الشطرنج , ستُشلُّ حركته قبل أن يصبح وزيراً أو حتى فرس رهانٍ , هذا أذا ما سُمح له بالوصول الى نهاية الرقعة , فلا تكلّف العراق اكثر مما كلّفته من الدماء والاموال , كما لا يفوتني أن اذكّرك بالمطالبة بالتقاعد من الامريكان ايضاً , وذلك للجهود التي بذلتها في خدمتهم , لتعود بعدها للسكن في الريف البريطاني الهادئ وتصطبح بوجوه الحسناوات اللائي يُذهبنَ عنك الحَزَن ويشفينك من ( الهوم سك ) الى وجه الدملوجي رضي الله عنها , وبذا سوف ترتاح واحنه نرتاح والوالده هم ترتاح , فبأي حديثٍ بعد هذا تؤمن يا صاح ؟؟؟

Share |