مفاتيح وجدها العبادي..!!/حسين الركابي
Tue, 21 Oct 2014 الساعة : 23:24

بعد أن أوصدت بابها المرجعية الدينية، بوجه الساسة القائمين على الكابينة الحكومية العراقية، ما يقارب النصف عقد، ورفضت استقبالهم والجلوس معهم؛ مبينه إعتراضها الواضح على الأداء الفاشل، والاسلوب الذي أنتهجته طيلة تسنمها مقاليد الحكم لإدارة البلاد، وأصبح هؤلاء الساسة يسلكون مسارات خاطئة، أدت في نهاية المطاف إلى إنهيار المؤسسات الخدمية، والأمنية..
أثبتت المرجعية الدينية الشيعية على مر التاريخ إنها محور الإعتدال، وصاحبة الرؤية الناضجة، وتمثل المسار الصحيح، ومنهج أهل البيت( عليهم السلام)، وتتعامل بروح الأبوية إلى جميع الطوائف، والقوميات، ولم تكن يوماً تنجرف بأمواج الطائفية، والقومية، والحزبية، ولم تتعامل بالأمور المادية، والشخصية؛ وهذا ما جعلها محور للإعتدال بين معظم الطوائف، والقوميات..
منذ أن تشكلت الحكومة العراقية عام 2006، بدأت بعض الكتل السياسية، وساسة الصدفة يأخذون منحى أخر، يسلكون طرق ملتوية من أجل الغاء هذا الدور الكبير، والمهم إلى المرجعية الدينية، وأخلى الساحة السياسية أمام أولئك أصحاب الأجندات الخاصة؛ حيث بدأت الاعتقالات العشوائية لطلبة الحوزة العلمية، وإغتيال بعض الوكلاء، والأساتذة المناوين إلى هذا الإسلوب..
أصدرت المرجعية الدينية عدة بيانات، من خلال وكلائها المنتشرين في كافة المحافظات المدن العراقية، حيث بينت من خلال تلك البيانات إعتراضها الشديد على الأداء الحكومي الفاشل، وإمتعاضها على النهج الذي تسير فيه المؤسسات الحيوية، والمهمة في البلاد، وأولها المؤسسة الأمنية؛ التي أصبحت تعمل ضمن مفهوم القائد الأوحد، وتركت وأجبها المقدس حماية الوطن ..
جددت رفضها القاطع المرجعية الدينية قبل الإنتخابات، التي جرت في 30 نيسان من هذا العام، أن لا يعاد إنتخاب هؤلاء" أصحاب الوجوه الكالحة، والذين لم يجلبوا الخير إلى العراق، والمتشبثين بالكراسي، والمجرب لا يجرب"، ووصفتهم بهذه الصفات، بعد أن ملئوا القلوب قيحاً، واوصلوا العملية السياسية والعراق إلى الانهيار..
جاءت تلك البيانات، والتوجيهات من قبل المرجعية، في وقت محتدم بالماراثون الإنتخابي، وغبار المصالح، والتسقيط، والتشويش، وإنشغال الإعلام المحلي، والدولي؛ وكلن يغني على ليلاه، إضافةً إلى إن الذين قائمين على مقدرات البلاد كافة، ويمتلكون الإعلام الرسمي، والمؤسسات الأخرى، هم المناوئين الأوائل إلى المرجعية، ولذلك لم تصل تلك البيانات إلى الشعب بشكل صحيح، وسليم..
خطوة مباركة من قبل الدكتور حيدر العبادي بالاتجاه الصحيح، وتبعث روح التفاؤل في أنفس الجميع، ولا سيما وأن اليوم معظم ابناء الشعب العراقي يتحرك ضمن رؤية، وتوجيهات المرجعية، والقوى الوطنية في حربها على قوى التكفير، والظلام" داعش"؛ وتعد هذه الزيارة إلى مقام المرجعية، ركيزة مهمة للانطلاق نحو تحقيق الأمن، والبناء..
كلنا أمل إن الباب الذي أمتلك مفاتيحه السيد العبادي اليوم، بعد أن فقدها السابقون، سوف يحل كثير من الاشكالات، التي خلفتها الحكومات المتعاقبة، وهذه المفاتيح هي السياسة الصحيحة، والرؤية الواضحة، والعمل بروح الفريق القوي، والمنسجم، والقضاء على الفساد الإداري؛ والمالي، والسياسي، والقرارات المدروسة، والمنضبطة، وعدم المراهقة السياسية، والحفاظ على العراق، والعملية السياسية...