وقعتي الحُرة،وفخْ،ثُمَّ(داعش)!!/فرات البديري
Fri, 10 Oct 2014 الساعة : 19:11

حَكم يزيد بن معاوية ثلاثة سنوات بعد هلاك أبيه، ففي السنة الأُولى قَتل الإمام الحسين(عليه السلام) وأصحابه، وفي السنة الثانية هَجم على مدينة الرسول الأعظم،(وعليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام )،وسبى أهلها، وفي السنة الثالثة وجّه جيشاً بقيادة الحصين بن النمير، وذلك في الثالث من ربيع الأوّل الموافق اربع وستون للهجرة؛ لقتال عبد الله بن الزبير الذي تحصّن في الكعبة المشرّفة، فقام جيش يزيد بقيادة الحصين بن النمير بمحاصرة الكعبة، وبعد أن استعصى على الجيش الأموي إخضاع أبن الزبير، وضعَ المحاصرون المنجنيق ورمي الكعبة بالنار فاحترقت، ثمّ بقوا محاصرين للبيت الحرام عدّة شهور حتّى وصلهم خبر هلاك يزيد، فأنفكوا عنها راجعين إلى الشام مغلوبين.
جَميع المؤرخين يتّفقون لِما جرى على يد جيوش يَزيد بن مَعاوية في مُوقعة الطف من قتَل مُمنهج ،وَتَمثيل وأستهتار أنساني مِن الطِراز الأول وبحق مَن؟ بحق أبنَ بنت الرسول الأعظم (عليهُ أفضلُ الصلاةَ وَالسلام)،الحُسين بن علي (عليهِ السلام ). فما جرى بعدها في وقعة الحرةَ وبعدَ أن أُستباحت جيوش يَزيد بن مَعاوية الَأب الروحي لدَاعش بقيادة مسلم بن عقبة المري و يستخلفه نُمير بن الحُصين من حيثُ القتل ، وأغتِصاب أكثرُ من الف أمرأه، وَقتل ما يقارب سبع مائه من الصحابة، وأُستبيحت مكةُ المكرمةَ أربعة أيام، وقُتل ما يُقارب عشرةَ ألاف من أهلها من الأطفال والنساء، وناهيكَ عن قطع الرؤوس وحرق الجثث، كما يحصل الأن في العراق وسوريا من قبل أحفادَ يَزيد بن معاوية، وهذا ما حصل في السنة الثانية من تولي يَزيد الحُكم ،وفي السنة الثالثة قام بأستباحة حُرمة البيت الحرام (الكعبةُ المكرمةَ) ورَميها بالمنجنيق ، وَكانت هذه هي السَنة التي أنتهت بها حقبةٌ سوداء من تاريخ حكم السفاح وسليلُ الفسوق لداعش الٌلعُناء يزيد بن معاوية بموته عليه اللعنة.
أماعن ذكر ثورةُ فَخ التي أشارَ الى ذِكرها الأمام الكاظم عليهِ السلام ؛ نقل أبو نصر البخاري عن محمّد الجواد(عليه السلام) أنّهُ قال: «لم يكن لنا بعد الطفّ مصرع أعظم من فخّ).وكذلك لم يُراعُ العبّاسيون كلّ قيم وحدود الإسلام والأخلاق، ولا قرابتهم من رسول الله(صلى الله عليه وآلة)، مع أنّ العبّاسيين ما قامت دولتهم وسلطانهم إلّا بأسم القرابة من العلويين، فما أن استتبّت الأُمور في أيديهم حتّى راحوا يقتلون ويتتبّعون العلويين في كلّ مكان، حتّى قال أحد شعراء ذلك الوقت:
تالله ما فعلت أُميّة فيهم ** معشار ما فعلت بنو العباس.
كان تاريخ الواقعة(فَخْ) في الثامن من ذو الحجّة عام مئة وتسِعَ وستون للهجرة، وقيل: ثمان من ذو القعدة ، وَمكانها: وادي فخّ، يبعد حوالي فرسخ ـ 5500 متراً ـ عن مكّة المكرّمة، (بقيادة ). السيّد (أبو عبد الله، الحسين بن عليّ الخير بن الحسن المثلّث بن الحسن المثنّى ابن الإمام الحسن المجتبى)،(عليهم السلام). لقد قُتل في واقعة فخّ نحو مئة نفر من ذرّية السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وقُطعت رؤوسهم، وسُبيت النساء والأطفال، ثمّ أُرُسلت رؤوس القتلى إلى الطاغية موسى الهادي ،ومعهم الأسرى، وقد قُيّدوا بالحبال والسلاسل، ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد، فأمر الطاغية بقتل من سُبي حتّى الأطفال منهم على ما قيل، فقُتلوا صبراً، وصُلبوا على باب الحبس. قال الشاعر دعبل الخزاعي في هذهِ الوقعة :
قبورٌ بكوفان وأُخرى بطيبة ** وأُخرى بفخٍّ نالها صلواتي.
اليوم داعش يعيدُ أمجاد ما بدئهُ سفاحيهِ بنو يزيد من قتلِ وحرقٌ واغتصاب على مرئى ومَسمع العالم الإسلامي المقنّع (ولاة وأتباع يَزيد ،وداعش ،وَملوكهُم)،من مُمولين لهُم َومُجّندين لشعوبهِم ،لمعركةً ضْد الإرادة السَماوية منذُ ألفٌ ونيف من السنين فحشّركم الخالق مع يَزيد و داعش َ وَمَن والاهُم منَ السفّاحين وَتُجار الحروب التي تَصب بمصلحة أعداء الإسلام من ذئاب الصهاينة الآنجاس.