قبر سليمان ونفاق أردوغان/حمدان التميمي
Tue, 7 Oct 2014 الساعة : 6:53

لن أتحدث عن مدى نفاق أردوغان الأخواني الذي يظهر حرص كبير على سلامة وأمن قبر شخص لا أحد يعرفه سوى الأتراك البرجوازيين يقع خارج حدود تركيا أصلاً ، في الوقت الذي تجاهل رئيس وزراء البلد المستعمر السابق لكثير من أرض العرب تفجر حلفاءه الدواعش لقبر نبي الله يونس وكثير من أضرحة الصحابة والتابعين في سوريا وشمال العراق ، وسأتجاهل حقيقة كون الأرهاب لم ولن يمس هذا الضريح بأي سوء كما لن يحارب ولا يتعرض للحرس البسيط الذي يحرسه لسبب بسيط وهو كون داعش والنصرة هما كما الجيش الحر حلفاء مميزين لأردوغان وحزب التنمية والعدالة، ولكن ما أستغربه اليوم فقط عن السيادة السورية المنقوصة كما يبدو للأسف منذ بداية تأسيس الجمهورية السورية على أنقاض الملكية رغم كل الشعارات الثورية التي كانت وما تزال تنطلق من دمشق وباقي مدن الشام ،فما معنى أن نحرر بلدنا من دولة كبرى سابقاً "فرنسا" ونحارب كيان مصطنع من بريطانيا ومدعوم من الولايات المتحدة ونعادي بلد عربي قوي ونظامه حليف للغرب والشرق عندما كان في حرب مع أيران "العراق" وفي داخل أرضنا نسمح ببقاء ضريح لشخص كان قائد لجيش غازي مهما تم تلميع صورته تابع لسلطة الدولة التي تسبق فرنسا بأحتلال سوريا؟ وكيف قبل كل الرؤساء السوريين وبالذات الراحل حافظ الأسد بوجود حرس تركي مسلح يحمي الضريح ويتلقى أوامره من أنقرة؟ هل تركت تركيا رفاة قائدها هذا في ارض العرب ليكون كمسمار جحا ولم تكتفي بسلبها لأقليم الأسكندرونه من سوريا نفسها؟ للعلم وبدون مقارنة بين العراق وسوريا مثلاً أيام كان البعث يحكم البلدين ، رغم كون العائلة الهاشمية في الأردن تربطها علاقات قوية بجميع حكام العراق بعد عبدالكريم قاسم ولكن لم يُسمح العراق أبداً بأي وجود أردني في أضرحة الملوك الهاشميين الراحلين الذين حكموا العراق في بداية تأسيسه الحديث وهم أبناء عمومة لملوك الأردن الأقرب للعراق من تركيا بالنسبة لسوريا كما انهم لم يكونوا مستعمرين بل حكموا البلد أفضل كثيراً من الجمهوريين عدا ربما نستثني الزعيم قاسم والراحل أحمد حسن البكر!